اعلان

رواية ليلة رأس السنة ( أنت قد صنعتني )

رواية ليلة رأس السنة ( أنت قد صنعتني )


دائماً عندما نسمع عن ليلةِ الإحتفال بالسنة الجديدة كل ما يخطر بأذهاننا هو أغاني الإحتفال و أكثر ما يغنَى في هذه الليلة

«في العيد الماضي أعطيتك قلبي
..لكن في اليوم التالي تخليت عنه
..في هذه السنه لأحمي نفسي من الدموع
سأعطيه لشخص مميز »

حسنا لأكون صادقة أنا لن انساه،لن امنع نفسي من البكاء عليه 
أنا سأبقى أبكي عليه في كلِ ليلةِ رأسِ السنة .

عندما أرى الجميع يحتفل بهذه الليلة مع من يحبون أنا أقضي تلك الليلة بالبكاء لوحدي في زاوية غرفتي البارده.

حسناً أظن أنكم لم تفهموا أياً مما قلته لذلك سأشرح اكثر ..

منذ خمس سنوات عندما كنت في السنة الأخيرة من الثانوية وقعت ضحية التنمر بسبب شخصيتي الضعيفة مما جعلني أتعرض للضرب عدد شعر رأسي يومياً.

عملت جاهده لجمع المال كي أحمي نفسي وأقدمه لمن يقوم بالتنمر علي . 
القانون الذي قد تم فرضه علي كان كالتالي
" إن لم اجمع المال سأتعرض لضرب اكثر "

حسناً لا شيء جديد بالأمر فقد قضيت حياتي منذ البداية وأنا ضحية التنمر .

طرء تغير في حياتي خلال الشهر السادس من العام الاخير لي بالثانوية، إنتقل طالب جديد للمدرسة .

كان مرحاً ،وسيماً و لطيفاً مع الجميع.

لم يتنمر علي بل ساعدني و حماني من تنمر الطلاب . 
في بادئ الامر لم أصدقه البته فمن قد يثق بأحد بينما الجميع يتنمرون عليه ؛ مالذي سيجعله مختلفاً عنهم . 
سريعاً ما فاجأني عندما تعهد أن يحميني لم أستطع التصديق لكنني أيقنت بكونه صادقاً حالماً رأيته يدافع عني بحق ويخوض شجارات قوية لأجلي .

هو الوحيد في هذا العالم الذي قد فعل ذلك لأجلي طوال تلك الستة اشهر بقي بجانبي يمنع الجميع من ايذائي كجدار من فولاذ هو قد حماني ،حاول تغيير شخصيتي لكنني ضعيفة جداً حتى أتغير ، بالنهاية لم استطع التغير كلياً لكن هذا لا يعني أنني لم أتغير ولو بنسبة ضئيله .

طوال تواجده بجانبي شعرت بسعاده عارمة فقد وجدت من يساعدني ، من يهتم لأمري . 
بالرغم من كوني أجهل سبب مساعدته لي أنا رحبت بمساعدته وبإبتسامه متسعه .

انا لست حسناء كحسناوات المدرسة ولم اكن فاحشة الثراء حالتي الماديه تميل للفقر لولا عملي الجاد بعد المدرسه لذا وأخيراً مما أستنتجه هو أنه يدافع عني بدافع الشفقه ..

قد تتسائلون عن عائلتي و ما دورها بحياتي هذه حسناً والدي قد توفي منذ صغري أما والدتي فهي لا تستطيع الحركه أو الكلام يمكنك القول أنها مصابه بشلل تام وأنا طفلتهما الوحيدة .

رغم ذلك أنا لست حزينه من جهة والداي أنا حزينه بسبب معامله الجميع لي.

بمساعدته إستشعرت بصيصاً للأمل بحياتي المظلمة، تخطيت كل تلك المعامله القاسية التي قد تلقيتها على الدوام ، كنت ثرثاره معه بحق على عكس ما أنا عليه .

أخبرته بكل شيء قد حصل معي منذ أن أبصرت عينياي على هذه الحياة حتى الأحداث اليومية الممله ، 
هو مخزن اسراري ، واساني و اضحكني بأوقات ضعفي .

في تلك الفتره في أوآخر الشهر الثاني عشر من ذلك العام كنت قد تعلقت به بشده .

وأخيراً كنت قد تيقنت من حقيقة مشاعري تجاهه.

اما عنه فقد بدء بالانشغال كثيراً لم أعد أراه كما في السابق .

حاولت أن أتحدث إليه ،أن أخرجه من شروده الدائم لكنه غالباً ما يقابلني برد قاسِ او بصراخٍ مفاجئ .

كل ما أعرفه أنه لم يكن ذا طبع عصبي البته لكنه وبالفتره الأخيره بدا مختلفاً ومخيفاً .

بذلك الوقت كنت غبية للغاية حتى أدرك سبب غضبه حتى أنني لم أفكر سؤاله عن السبب أم عن سبب بعده وانشغاله عني .

كل ما جال بفكري المحدود أنه قد مل مساعدتي و إزعاجاتي الدائمه له .

مر اسبوع وحانت عطله الاسبوع ، إستيقظت وبدأت بجمع أفكاري حول سبب تغيره ،دون أن أحرك جسدي عن سريري .

وأخر ما توصلت إليه أنني لا أعرف أي شيء عنه بالرغم من أنه صديقي الوحيد كل ما أعرفه عنه هو أنه الطفل الوحيد لعائلته وموقع منزله المتواضع .

تباً لي لما لم اسأله عن حياته لقد أخبرته بكل شيء عني بينما أنا لم أكلف نفسي السؤال عنه .

تنهدت بقوة لأفكر بفكرة قد تغير مسار حياتنا التي قد باتت تنجرف بمنجرف سيء .

بما ان ليلة رأس السنة قد إقتربت خططت أن أعترف له بمشاعري تجاهه في تلك الليلة ،ليكون يوماً جميلاً يحمل ذكرى جميلة لكلينا .

لكن انا لم أفكر للحظه في كونه قد يرفضني ، هل سيقبل بمشاعري بهذه السهوله ! هل سيواعدني بتلك السرعة !!!

لا أظن ذلك لكن مجرد التخيل أنه قد يقبل بمواعدتي يجعلني أشتعل خجلا.ً

... بعد مرور عدة أيام كنت قد إستعددت لكل شيء .

..حاولت أن أخبره بكوني أود لقائه غدا لكنني لم استطع لكونه تغيب عن صفوف اليوم و هاتفه مغلق هذا فأل سيء بالنسبة لقلبي .

انتظرت اليوم الموعود بفارغ الصبر لكنه حل علينا ببطئ شديد ليس كعادته

إسيقظت صباحاً وقد حجب الثلج شعاع الشمس عن نافذتي لأتيقن بأن خطتي قد إقترب موعدها .

تمنيت بشدة أن يرسل إلي أي رسالة ليطمئن قلبي و الأهم لأتمكن من رؤيته والإعتراف ..

إهتز هاتفي معلناً وصول رساله من المدرسه مفادُها أننا سنتغيب لمدة أسبوع نظراً لتراكم الثلوج و درجات الحراره المنخفضة .

بعد تردد كبير انا قد قررت أن أراسله

"مرحبا ..
هل انت مستيقظ ؟!"

"هل يمكنني أن أقابلك اليوم الساعة الخامسة مساء بعد أن أنتهي من عملي بالمقهى ؟!؟! " 

تفاجأت بكونه قد قرأ رسالتي ليجيب ..

" أهلا سو ون ،نعم أنا مستيقظ "

"على أي حال انا لا أظن أنني قد أستطيع مقابلتك اليوم "

صدمت لوهلة

ماذا هل تحطم كل شيء خططت له .. تحطم بتلك السرعة قبل أن يحدث .

اعادني من صدمتي برد أخر

"سو ون 
أظنني قد اسطتيع رؤيتك اليوم الساعه الرابعة والنصف لا تتأخري اكثر من ذلك "

أعاد إلي بصيص الأمل لأرد بسعاده

"حسنا سأتي لمنزلك "

"نعم يمكنك ذلك "أردف أخيراً 
لأقفز عن سريري بسعاده غامرة 
أنا سأفعلها سأعترف له .

جهزت كل شيء منذ البدايه كي لا أنسى أي شيء وأفسد خطتي .
عددت على أصابعي " الهديه التي سأعطيه و ملابسي التي سأرتديها عند ذهابي إليه وأخيراً أطعمت والدتي " حملت أشيائي و أتجهت لعملي مرّ الوقت بسرعة تعادل حماستي المشتغله أنا أشعر بالتوتر الآن تباً ..

بعد أخذ إذن من المدير خرجت متجهه نحو منزله كي لا أتأخر و يتدمر كل شيء .

ركضت بإتجاه منزله لكن إستوقفني ذلك المنظر.

سيارات الشرطة التي أحاطت المكان و تجمع الجيران امام المنزل تملكني الذعر 
وهمست أسأل نفسي ماذا حصل !!!

رميت ما بيداي و ركضت بجنون لمنزله دفعت العديد من الأشخاص لأصل لباب المنزل، رأيت باب المنزل مفتوح هذا ما قد أصباني بالجنون لأركض إليه أسرع .

كدت أدخل لولا أن أحداً من الضباط أوقفني قائلاً: " المعذرة ، لكن من انتِ ؟!؟ "

قلت بذعر قبل أن أنفجر باكية :
" اخبرني ماذا حصل ! أين هم ! لما هناك العديد من الأشخاص هنا !"
نظر إلي ببرود قبل أن يصرخ بوجهي : 
"لقد سألتك من أنتِ أنا لا اعطي معلومات لاي شخص !"

اخذت نفساً عميقاً علّ أنفاسي المضطربة تهدئ: 
"أنا صديقة كيم سوك جين الشاب الذي يسكن مع والديه هنا اخبرني مالذي حصل ! "

"حسناً إذاً أنتِ صديقته ! يؤسفني إخبارك أن صديقكِ وعائلته قد تم قتلهم قبل ساعه من الآن برصاصات مجهول "

تجمدت لم أستطع إستيعاب أياً مما قال.

لقد مات !

كيف له ان يموت ماذا عن اعترافي له !

ماذا عن صداقتنا هل تركني هكذا !!

..سقطت مغشياً علّي من هول الصدمة بعد تلك الحادثة ..

منذ ذلك اليوم عدت لضعفي، عدت لكوني فتاة يتم التنمر عليها ، كلما حاولت العوده إلى المدرسة فشلت .

لم استطع الذهاب، كيف سأذهب دون أن يكون هناك !

كيف سأذهب دون أن يلاقيني بإبتسامته الدافئه !

ماذا إن تم التنمر علي من سيحميني !

ماذا إن سخروا مني بسبب موته !

كيف لي ان اعيش بدونه!

أنا أحببته بصدق وتعلقت به لتلك الدرجه التي قد حطمتني بالكامل .

إنتهى بي الأمر بعدم إكمال دراستي الثانوية بالرغم من أنني كدت أتخرج منها .
لكن ما الفائده من التخرج ان لم اتمكن من جمع المال لدخول الجامعة .

منذ ذلك اليوم كانت عادتي في كل ليلة رأس السنة البكاء فقط .
تحول من كونه أفضل يوم لأكثر الأيام بؤساً إنهُ ذِكرى وفات كيم سوك جين وعائلته .

تمكنت الوِحدةُ مني حتى أنني قد فكرت بالإنتحار عدةَ مراتٍ لكن امي ..

لأجل أمي أنا قد كرستُ حياتي ، من أجل أن أجمع المال و أُعالجها رغم أن نسبة شفائِها تكاد تكون مستحيله لكن علي المحاوله طالما بقي هذا القلب ينبض .

مؤخراً عملتُ بمقهى متواضعٍ صغير ، زملائي جميعاً شبان ؛ هم مزعجين بحق !!
دائماً ما يلقون بأعمالهم علي حتى أن مدير المقهى كان أكثر المشجعين لهم .

لا أعلم لما أنا قد بقيت أعمل بهذا المقهى لذا لا تسألني .

لمدة اربع سنوات قضيتها بالعمل هناك في كل ليلة رأس السنة أو العطلات وطوال العام ، كنت المسؤوله عن تنضيف المقهى قبل الخروج ، والمجيء مبكرا وتنضيفه قبل الافتتاح . 

حياتي قد كساها الظلام رغم شدة حرارة شمسها الساطعة .

هاهيَ ليلة رأس السنة قد أتت مره أُخرى إنها الليلة .

بقي على دخول العام الجديد ساعتين تماماً ، وداعاً لعامٍ مظلم وأهلاً لمن حمل العديد من المفاجأت .

تم إغلاق جميع المحلات لذا يبدو أن الجميع قد ذهب للإحتفال مع ذويهم.

زملائي قد ذهبوا مسبقاً بعد أمرهم لي بتنضيف المحل قبل الخروج منه .
حسناً لا شيء تغير هاهو حالي نفسه في كل عام يحصل لا إختلاف سوى أن السماء كانت أشد ظلمة من ظلمة قلبي .

بينما أقوم بمسح ارضية المقهى سمعت صوت الجرس المعلق بالباب قد دق ، هذا يعني أن أحدهم قد دخل المقهى لم أكلف نفسي عناء رفع رأسي لأرى ظننت أنه أحد العاملين بالمقهى قد نسي شيء من حاجياته .

لكن صوته لم يكن أبداً صوت أحد العاملين بل قد كان مألوفاً لدرجه قد جعلت قلبي ينتفض لكنني تجاهلته .

لهث بينما حاول الكلام مشيراً نحو الباب :

"المعذره ، هل أغلقتم المقهى !! انا أسف لكن أرجوكي هل لي أن أطلب من المثلجات الخاصه بالعيد "

نطقت ببرود تام : 
" حسناً دقائق و سأحضره لك " .

إنطلقت نحو المكان المخصص لطلب المثلجات بينما بيدي اليمنى أخرج أحد الأطباق الزجاجية 
نظرت إليه بينما أسأله :

"ماهي النكهه التي تريدها !"

تجمدت أعضائي لوهله ، هل ما تراه عيناي حقيقة !

وقع الطبق من يدي ليتحول إلى فُتات .

بقيت على حالي المتجمدة من الصدمة 
ليفزع هو بدوره بسبب صوت الزجاج

نظر إلي واتسعت عيناه لينطق بصعوبة :

"سو ون أنتِ هنا ! لقد بحثت عنكِ لمدة طويلة"

لوهله ظننت أنني قد تخيلت وجوده بسبب حزني و أن ما أراه هو من صنع عقلي، لكن بعدها تأكدت أنه حقيقة .

لا أعلم لما شعرت بالإختناق قلبي بدأ يرتجف وعيناي أيضاً .

هو شخص ميت كيف له أن يعود للحياة !!

عانيت بِشده بسبب موته مرت خمس سنوات منذ موته كيف له أن يظهر الان فقط !

كيف أمكنه أن يوقعني بِحبه و يختفي ليجعلني أتألم حتى غدوت جسداً بلا روح !

غضبت و بِشده كنت أتوق لرؤيته لكن ليس هكذا ليس هكذا البته.

علت على ملامحي أثار الغضب ،لم أستطع إلا أن أنطق ب كلماتي التي إنجرفت من فمي كسيل لا يمكن إيقافه : 
" إن سمحت أخبرني بالنكهة التي تريدها أو من الأفضل لك أن تذهب فأنا لا أريد أن أخدمك نعم لن أبيعك شيء أخرج "

نظر إلي بصدمه بينما يحاول إستيعاب ما قلت 
"سو ون أريد شراء المثلجات من أجل والدتي يجب أن أواسيها فاليوم ليس مثل أي يوم ! "

لآن قلبي لرؤيه عيناه الدامعه سرت رجفه داخل جسدي ،شعرت بما يشعر، لأنني أيضا أسعى لمساعدة والدتي .

لم أعلم كيف تحركت سريعاً وأحضرت ما طلب بدئت أشعر بأن روحي قد هجرتني لأبقى كدميه دون مشاعر .
خرج هو بينما علامات الغضب تعلو وجهه ، كيف له أن يغضب!!
لا يحق له أن يغضب أنا من يجب عليها الغضب فقط !
عدت لتنضيف الزجاج الذي كنت قد كسرته مسبقاً إنحنيت للأسفل لكنني لم أعد أرى شيئاً بسبب دموعي المنهمرة هي كشلال يصب من كل حدب وصوب .
نضفته سريعاً و إرتميت بإحدى الزوايا أجهش باكيه.

بعد أن إنتهيت من بكائي أغلقت المقهى وخرجت مسرعه بينما عيناي قد حلقت متفحصه كل شبرٍ من تلك الشوارع الفارغة ، لا أحد بالخارج والمنازل مُضاءه ، ضحكات أهاليها منتشره بالأرجاء ، تألمت قليلا بسبب البرد القارص وأسرعت مشيي للمنزل.

رأيتُ أُمي التي كنت قد تركتها منذ السابعة صباحاً ولم أعد لها إلا الحاديه عشر ليلاً يالي من فتاه سيئه.

حضرت لها الطعام وجلست بجانبها أمسك يدها بينما زيفت إبتسامه على شفتاي المتجمدة متمنيةً لها عاماً سعيداً .

بدئت دموعها بالإنهمار لتسبقها دموعي التي كنت قد قررت عدم ذرفها لكنني ضعيفة للغاية .

مثل أي عامٍ مضى كنت قد بكيت من أجله مره أخرى، لكن الآن ليس لأنها ذكرى وفاته! 
بل لأنه ظهر بحياتي مرةً أخرى ...

مرت هذه الساعات بسرعه أكبر مما توقعت ظهر الصباح إستيقظت بينما عيناي متنفخه بسبب بكائي الطويل ليلة الأمس .

قمت بعمل روتيني اليومي وخرجت للعمل وصلت قبل البقيه بساعة .
دلف المدير وهو يلقي التحية على الجميع ويسألهم عن ما فعلوه بالليلة الماضية 
حالما وقف أمامي ليكرر السؤال حتى إكتفيت بإمائه فقط .
لم أتكلم فإنتفاخ عيناي يوضح كل شيء .
تنهد بيأس متامراً : 
" تباً لما أسألكِ حتى! أنتِ بلا روح لا شيء تغير بك منذ خمس سنوات " 
شعرت بالألم من كلماته تلك وضحكاتهم التي قد علت علي وسخريتهم المستمره كم وددت قتلهم جميعاً

عند انتهاء العمل كان الجميع على وشك الخروج إلا أن المدير جمعنا ليقول : 
"إسمعوا منذ الغد سيأتي فتاً ليعمل معكم"

نظرت إليه بعدم إهتمام بينما الأخرين سعيدين

خرجتُ قبل أن يكمل كلامه ، صدقاً أنا لا أهتم لأي من هذا الكلام ولن أبقى حتى يجعلونني أنضف المكان .

.. مر ذلك اليوم كأي يوم ليأتي اليوم التالي، ذهبت لعملي وقفت أمام المقهى بصدمة .
تباً هل نسوا أن يغلقوا البوابه !! تباً لهم لأنني لم أكن موجوده لم يغلق أحدهم هذه اللعنة .

دخلت المحل بينما اسمع صوت بالمطبخ تسللت بخفه لأرى أحدهم هناك مهلاً هل يسرق ؟

لا إنه يرتدي الزي الخاص بمقهانا ، إذاً هل هو العامل الجديد؟

..حمحمت قليلاً ليلتفت هو بأبتسامه سرعان ما اختفت حال ما رأني

عقد لساني عندما تعرفت عليه 
نطقت بإرتباك : 
"مهلاً لحظة لما سوك جين داخل مقهانا ! 
لا تقل أنك أنت الفتى الجديد "

أومأ برأسه لي
لأشيح بنظري بالمكان أخيراً تنهدت وصعدت للأعلى لأرتدي الزي

لا إختلا سوى أنني أرى الجميع يضحك مع جين أما عني فقد بدئت أشك أنهم يرونني هل أنا شبح !!

..في جهه اخرى

سأل جين أحد الفتيه :

"هل هي هكذا دائما صامته ؟!"

ليرد بضحكة ساخرة : 
"نعم إنها فتاه غبيه إن أردت أن تتهرب من العمل يمكنك جعلها تعمله بدلاً عنك المدير لن يغضب "

تسائل للمرة الثانيه : 
"هل هي ترحب بذالك !"

أمسك الآخر معدته لشدة ضحكه :

" هل تظن أنها تملك حق الإختيار يجب أن تفعل ذلك رغماً عنها "

ضرب الطاولة بينما يتمتم تحت أنفاسه :

" إذاً قد عادت مثلما كانت لم تتغير تباً"

نظر إليه الأخر بحدة ليطرح عليه السؤال : 
" ماذا هل تعرفها! كيف لقد أخبرتنا أنك كنت خارج البلاد "

حرك جين يديه نافياً :
"لالا، لا اعرفها انا فقط كنت خارج البلاد"

أردف الأخر بملل :

"على أي حال لنذهب يا رجل هيا تأخر الوقت "

نظر جين نحو ساعة يده ليردف :
"لكن الوقت لم يتأخر مازال هناك وقت طويل ومازال لدينا العديد من الأعمال "

جذبه من يده متنهداً : 
"هيا لندعها تعمل هي لوحدها" 
تنهد جين مستسلماً ليتبعه : 
"حسناً حسناً"

مر أسبوع على هذه الحال بينما هي قد إزداد غضبها وغيضها بسبب ظلمهم لها .

تنهدت لتجلس على أحد المقاعد : 
" سو ون أحسنتي لقد عملتي بجد ،اليوم هاقد انهيتي العمل "

نظرت نحو ساعة يدها لتزفر بغيض : 
" أولائك الحمقى لقد ذهبو قبل ساعتين وأنا فتاة بقيت حتى العاشرة "

وقفت ونفضت ملابسها لتخرج وتغلق المقهى كعادتها خرجت لتنتفض بخوف حالما رأت جين يستند على الحائط ونظره قد تعلق بالأرضية .

حاولت بجد ألا تعيره أي اهتمام لذا أكتفت بالسير دون أن تنطق بحرف.

إندفع هو بإتجاهها ليستوقفها بكلتا يديه التي أحاطت كتفيها : 
" سو ون يجب علينا أن نتحدث " 
دفعت يديه عن كتفيها وأكملت سيرها لتنطق ببرود مزيف :
" ليس بيننا شيء لنتحدث عنه لذا أبتعد "

تنهد بغضب بينما سحب يدها ومشى لكنها هذه المره لم تعارض حالما لاحظت غضبه .

أما عني فأنا لم أغضب لسحبه لي بذلك الشكل لأنه و بالنهايه نحن يجب علينا توضيح الكثير .

وصلنا لمطعم متواضع

نظرت حولي وتسألت ببرود : 
" لما نحن هنا ؟! " 
أجاب سريعاً : 
"لنتحدث بعد تناول العشاء "

تناولنا العشاء ثم طلبنا قهوتنا المُره لنتحدث .

تنهد جين لينطق : 
"سو ون لما أنتِ هكذا ! أخبريني أنتِ مازلتي ضعيفه لقد حاولت أن أغيرك بجد لما أنتِ لا تتغيرين "

بينما انا حافظت على هدوئي لم اتكلم ارتشفت القهوه بينما أنظر للطاولة أمامي .

"أنظري إلي لما أنتِ غاضبه مني هاا ! لقد بحثت عنك وعندما وجدتك غضبتي "

عندها غضبت من كلامه كأنني أنا من إختفى !!

شددت يدي على الكأس كدت أن أحطمه .

قاطعته بإنفعال : 
"أنتظر لحظه هل أنا التي إختفيت حتى تبحث عني ! و ايضاً كيف لي ألا اغضب لقد مرت خمس سنوات منذ ذلك اليوم الذي أخبرتني أنني سأستطيع مقابلتك فيه ، حتى أنني أتيت على الوقت لكن أنت من إختفى ،كيف قيل لي أنك مت ! يبدو أنك حي ترزق تشه " 
توقفت أخذ نفساً أمنع دموعي من الإنهمار ،لن أكون ضعيفة أمامه وأكملت : 
" لقد انتشر الخبر انك و عائلتك قتلتم على يد مجهول يبدو انها كذبه ! "

نظر إلي بصدمةممزوجه بغضب لم أميز سببها بينما تابعت كلامي :

"أتعلم ! أنت أسوء شخص رأيته نعم أنت أسوء من من تنمروا علي لقد جعلتني أبكي لمده خمس سنوات وها أنت تجعلني أبكي مره أخرى" 
قاطعتني دموعي تباً لها خائنه لم أستعد
" هل لديك فكرة عن حالي كل ليلة رأس سنة !! لقد كنت أبكي فقط وتسألني لما أنا غاضبه !!
عندما تفقد شخص له مكانه كبيره في قلبك كاد أن يتملك قلبك كم سيكون مؤلماً كم ستتمنى الموت في كل ذكرى وفاته ! 
ولكن بعد مده من الزمن تجده صدفةً يعيش بسعاده دون أي شعور بالذنب تجاهك ما هو شعورك اخبرني !!! "

أغمض عيناه و إزدرد ريقه ليقول : 
"اولاً بذلك اليوم قد قتل والدي، لقد قتله جامعين الديون لأنه لم يسدد دينه الذي أخذه منذ شهر بذلك العام لذا قاموا بتهديد العائله كاملة، وبالنهايه
قُتل أبي قبل ساعة من مجيئك بينما إستطعنا أنا ووالدتي الفِرار وإخبار الشرطة لذلك وبموجب قانون حماية الشاهد فرض علينا أن نسجل في قائمة الاموات وكان من السهل جعل العائلة كاملة قد قتلت على يد المجرم نفسه بعد ذلك هربنا لأمريكا لنقيم بمنزل خالي الأصغر هو قد ساعدني على الدراسة و إعتنى بجميع ما أحتاج لذا أنا شاكر له . 
لم استطع الاتصال بك لكي لا يعلم أحد بأني حي، لكن منذ أسبوعين تم القبض على القتلة بعد أن بقتل العديد من العائلات وعندها إستطعت العوده .. منذ أن عدت وأنا أبحث عنك ، هذا كل شيء .
أنا لم أكن سعيداً البته في ذلك الوقت أتعلمين والدتي تنهار في كل عيد بسبب تذكرها ما حدث لذلك لاتغضبي مني "

نظرت إليه بينما عجز لساني عن الكلام و شقت دموعي طريقها على خدي تصف ما شعرت به

تباً كم كنت أنانيه لما أنا لا أستطيع التخلي عن أنانيتي ..

فاجأني بسؤاله : 
"سو ون لما لم تدخلي الجامعه !؟"

إرتبكت وحاولت إيجاد سبب مقنع من أجله : 
"ذلك لأن .."

قاطعني جين: 
"لا تقولي لي أنه من أجل المال "

حركت رأسي نافيه -تباً أنا بورطه- :

"الثانوية ... كنت قد "

أدرت سبابتي حول الكوب بتوتر

ليتحدث بإنفعال :
" لا يمكن أنتِ لم تكملي الثانويه !"

أومأت له أن نعم غضب هو علي
وقبل أي كلمة أراد قولها أنا إعتذرت

ليتنهد هو :
"على أي حال لنرجع للمنزل"

بعد أن قام بدفع الحساب تبعته لأكسر حاجز الصمت 
"جين أين تسكن "

نظر إلي بحدة ثم نطق :

"ما بال جين هذه ! منذ متى وأنتِ لا تحترمينيي ، وأيضاً أنا أسكن بنفس الحي الذي تسكنين فيه "

نظرت إليه بصدمة : 
" مهلا ً لحظه هل تتبعني !!"

قهقه جين بخفه مردفاً: 
" لا لكن الإجارات منخفظه هنا "

إبتسمت 
" نعم هذا جيد "

أشار هو نحو أحد المنازل : 
" هذا منزلي سأدخل "

أومأت له بإبتسامه :
"حسناً إذهب "

لوحت له حتى دخل منزله

ركضت لمنزلي وشعور أنني قد عدت للحياه سرى بداخلي بفوضوية .
إنه بقربي مره اخرى .

دخلت المنزل وإتجهت لوالدتي ثم أمسكت كفيها بينما دموع الفرح تهطل :

" امي جين قد عاد أنا سعيده 
لن أبكي مره أخرى "

أغمضت عيناها بسعاده تخبرني أن كل شيء جيد .

بعد مدة ، بدئت حياتي تشرق بإبتهاج ليندثر ذلك الظلام الدامس وتشرق بدلاً عنه شمس دافئه.

أما زملائي بالعمل يعاملونني بشكل جيد حتى أنني بالنهايه أصبحت أتحدث معهم وأضحك عدت بشريه كما يقولون .

لم اعد اعمل لوقت متأخر لانهم عرفو بوجود امي المريضه .

كل شيء سار بشكل جيد حتى مرت سنه كامله ليأتي اليوم الموعود ليلة رأس السنة !

في صباح ذلك اليوم أخبرني جين أنه يريدني أن آتي مع والدتي الى المقهى لكي نحتفل معه ومع والدته .

عندما ذهبت إحتفلنا وحضينا بوقت ممتع .

حتى دقت عقارب الساعه الثانية عشرة ليقف أمامي كالأمراء

نزل لمستوي ليطلب مني أن أضع يدي على يده .

تفاجأت من طلبه حتى أن الحُمرة قد كست وجهي لشدة خجلي .

إبتسم هو بدوره لي لأسحر بإبتسامته متناسيه والدتينا وأردف :

"سو ون !
هل يمكننا أن نجعل لهذا اليوم أجمل ذكرى بحياتنا ! ذكرى تنسيك أنك بكيتي فيه .
تنسيني الآمي التي حصلت فيه !
هل يمكننا ان نجعله ذكرى موافقتك للارتباط معي !! "

عجزت عن الرد أشعر بالقشعريره تسري داخل قلبي لينقلها دمي كشرارات لهب تبعث الدفئ داخل جسدي لشدة سعادته .

أومأت بنعم لتغمر الجميع السعاده فيكون هذا اليوم جامع لأهم ذكريات حياتنا .

إنها ليله رأس السنه
..العام الجديد ❤

مقالات ذات صلة

تعليقات