اعلان

بحث عن واحة سيوة

 بحث عن واحة سيوة

سيوة هي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية، تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً. ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية. يقطن الواحة ما يقارب من 35 ألف نسمة تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة. يسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً.

وتشتهر سيوة بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب. وصنفها عدد من المواقع الأجنبية والعَربية ضِمن أكثر 9 أماكن عُزلة على كوكب الأرض. للعمارة في سيوة طابع خاص ومميز حيث تبنى المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل. وتعد فنون التطريز والصناعات الفخارية اليدوية من أميز الحرف التقليدية بالواحة، والتي يأتي على رأسها صحون الطاجين، وأواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي والمزخرفة بشكل جميل. ولأهل سيوة عيد خاص وهو عيد الحصاد الذي يحتفلون به عند اكتمال القمر بالسماء في شهر أكتوبر من كل عام.

ويرجح البعض أن اسم سيوة جاء من كلمة "سيخت آم" وتعني أرض النخيل، أو يعود إلى الاسم القديم "ثات". وسميت الواحة قديماً بأسماء عديدة منها "بنتا"، وقد وجد هذا الاسم في أحد النصوص المدونة في معبد إدفو، وسُميت "بواحة آمون" حتى عهد البطالمة الذين سموها "واحة جوبيتر آمون"، وعرفها العرب باسم "الواحة الأقصى"، وهو الاسم الذي ورد في خطط المقريزي. في حين أشار إليها ابن خلدون باسم "تنيسوة"، وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا، كما أشار إليها الإدريسي باسم "سنترية"، وقال إنه يسكنها قوم خليط بين الامازيغ والبدو.

وسيوة هي أحد منخفضات الصحراء الغربية التي شكلت واحة خضراء على مساحة 1088 كم. تبلغ مساحة مدينة سيوة 94263 كم² وتتبع محافظة مطروح، وتبعد 820 كم عن القاهرة و65 كم عن الحدود الليبية و300 كم غرب مرسى مطروح و600 كم عن غرب وادي النيل. يحدها شمالاً سلسلة من الجبال الصخرية، وجنوباً سلسلة من الكثبان الرملية، وتتمتع بمناخ معتدل طوال فصل الشتاء، وتنخفض عن مستوى البحر بـ18 متر، ما يجعل مياهها الجوفية قريبة ويسهل الانتفاع بها، والتي يقوم عليها زراعة النخيل وشجر الزيتون التي تنتج تموراً وزيتوناً من الأجود في مصر، ويتوسط الواحة أربع بحيرات مالحة هي بحيرة المعاصر شمال شرق الواحة وبحيرة الزيتون شرق الواحة وبحيرة سيوة غرب مدينه شالي وبحيرة المراقي غرباً. وتوجد العديد من الواحات المهجورة والمنخفضات التابعة لسيوة منها واحة شياطة على بعد 55 كم غرب سيوة، وواحة الملفي 75 كم شمال غرب سيوة، وواحة اللعرج، وواحة النوامسة، وواحة البحرين. يسود سيوة المناخ القاري الصحراوي فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً، واخطر ما تتعرض له سيوة هو السيول.

ويتحدث السيويون بلهجة تاسيويت المنشقة عن اللغة الأمازيغية أو لغة البربر، والتي ترجع إلى حام بن نوح، ويتحدثها كل طفل في سيوة بحكم الميلاد والنشأة، ثم يتعلم اللغة العربية خلال مراحل الدراسة، إضافة إلى لهجتهم المصرية الحديثة.

جاءت النقوش الفرعونية الموجودة في معبد إدفو، لتكشف أن الواحة كانت موجودة منذ عصور ما قبل الأسرات، أي قبل عام 3200 قبل الميلاد، وكان يطلق عليها إسم "بنتا"، ثم أُطلق عليها فيما بعد واحة "جوبيتر آمون"، هذا الإسم الذي استمر حتى العصر البطلمي، ثم أطلق عليها البطالمة إسم "سنتريه"، وهو إسم محرف من إسم "سخيت آم" الذي أطلقه عليها الفراعنة في أحد العصور، ويعني "أرض النخيل".

جاء في مخطوطات المقريزي أن العرب أطلقوا عليها "الواحة الأقصى"، بينما يرجح بعض المؤرخون أن إسم "سيوة" جاء من "تنسيوه"، وهو الإسم الذي أطلقه عليها المؤرخ التونسي عبد الرحمن بن محمد بن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وهو إشارة إلي اسم لفرع من قبائل "الزنتانه" في شمال إفريقيا.

والواحة غنية بأنواع كثيرة من الحيوانات البرية منها الغزال الأحمر، والغزال الأبيض، كما رُصد بها الفهد الصياد قرب منخفض القطارة، بالإضافة إلى اليربوع والأرنب البري والذئب، كما توجد بعض الأنواع النادرة المهددة بالإنقراض ومنها الثعلب الفينيقي والغزال ذو القرون النحيلة وأنواع من القطط.

أما عن أهم المعالم الأثرية التاريخية في المنطقة، فهناك جبل الموتى على رأس القائمة، وهو عبارة عن مقبرة أثرية تعود للقرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، تلك المقبرة أعيد استخدامها خلال العصر اليوناني والروماني، ففي الحرب العالمية الثانية كان يحتمي سكان الواحة فيها، فأكتشفوا الكثير من المقابر المنحوتة في الصخر منها "سي آمون"، التي تعد أغني المقابر الأثرية في الصحراء الغربية، من حيث عدد المومياوات والنقوش التي ترجع إلى العصور الفرعونية واليونانية، ولعل أشهرها مشهد قاعة محكمة أوزوريس.

وفي داخل المدينه، توجد بقايا قلعة شالي، التي بناها أهالي الواحة في بداية القرن الثالث عشر، وهي عبارة عن مجموعة من البيوت وقلعة محاط بها سور كبير، شيدت من مادة تسمى "الكرشف"، وهي أحجار ملحية مخلوطة بالطمي، وصنعت النوافذ والأبواب من أخشاب الزيتون والنخيل، ما جعله مبني يناسب الجو القاري الصحراوي، فهو يلطف الجو في الصيف ويبعث الدفئ في ليل الشتاء القارص.

مقالات ذات صلة

تعليقات