يعطيك من طرف اللسان حلاوة من القائل
الاجابة هى :
ينسب هذا البيت للشاعر صالح بن عبدالقدوس الأزدي الذي توفي عام 776م،
ويقول في مطلع القصيدة التي لم يشتهر منها الا بيت واحد يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً ويَروغُ منكَ :
- *يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً*
- *ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ*
- *وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ*
- *فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ*
- *فدَّعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُه*ُ
- *وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ*
- *ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودة*ٍ
- *وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ*
- *دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا*
- *واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ*
- *واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه*
- *لابَـدَّ يُحصى ما جنيتَ ويَكتُبُ*
- *لم يمحُهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ*
- *بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ*
- *والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أُودِعتَهـا*
- *ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ*
- *وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها*
- *دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ*
- *والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا*
- *أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ*
- *وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـه*ُ
- *حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ*
- *تَبًّا لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا*
- *ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ*
- *فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها*
- *بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ*
- *صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً*
- *ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ*
- *لا تأمَننّ الدَّهـرَ فإنـهُ*
- *مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ*
- *وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا*
- *مَضَضٌ يُـذَلُّ بِهِ الأعزُّ الأنْجَـبْ*
- *فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ*
- *إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ*
- *واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا*
- *إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ*
- *واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ*
- *واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ*
- *فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ*
- *فلقدْ كُسِي ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ*
- *وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ*
- *منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ*
- *واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً*
- *فالليثُ يُبدي نابَـهُ إذْ يغْـضَـبُ*
- *إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ*
- *فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ*
- *وإذا الصَّديـقُ لقيتَـهُ مُتملِّقـا*ً
- *فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ*
- *لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ*
- *حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ*
- *يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ*
- *وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ*
- *يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً*
- *ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ*
- *وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ*
- *فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ*
- *واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً*
- *إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ*
- *واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ*
- *بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا*
- *ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً*
- *إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ*
- *وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ*
- *ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ*
- *واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ*
- *فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويَعطَبُ*
- *والسِّرّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ*
- *إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ*
- *وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يَطوِه*
- *تنشرهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ*
- *لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ*
- *في الرِّزق بل يُشقي الحريصَ ويُتعِبُ*
- *ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً*
- *والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ*
- *كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ*
- *رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ*
- *وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ*
- *واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ*
- *وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا*
- *مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ*
- *وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـة*ٍ
- *أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ*
- *فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ*
- *يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ*
- *كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ*
- *إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ*
- *واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ*
- *يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ*
- *واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً*
- *واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ*
- *وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ*
- *وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ*
- *فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا*
- *طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ*
- *فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي*
- *فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .*
تعليقات
إرسال تعليق