شعر عن الشيب وقار
عيرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرت بما هو عار
ان تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزينها الاقمار
ذهب الشباب فما له من عودة
وأتى المشيب فأين منه المهرب؟
اذا كان البياض لباس حزن
بأندلس فذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي
لاني قد حزنت على شبابي
ان الفراغ والشباب والجده
مفسدة للمرء اي مفسده
تعيرني بالشيب وهو مصيرها
وإني وإياها الى غاية نجري
حل المشيب بعارضي ومفارقي
بئس القرين أراه ليس مفارقي
رحل الشباب فقلت قف لي ساعة
حتى اودع.. قال انك لاحقي
بان الشباب وفاتتني بلذته
صروف دهر وايام لها خدع
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع
اذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
ماكنت اوفي شبابي كنه قيمته
حتى انقضى مالت الدنيا له تبع
واذا مضى للمرء من اعوامه
خمسون وهو عن الصبا لم يجنح
عكفت عليه المخزيات وقلبه
قد أضحكتنا سيرة لا تبرح
واذا رأى ابليس غرة وجهه
حيا.. وقال فديت من لم يفلح
عمري بروحي لا بعد سنيني
فلأ سخرن غدا من التسعين
عمري الى السبعين يجري مسرعا
والروح ثابتة على العشرين
نظرت الي بعين من لم يعدل
لما تمكن حبها من مقتلي
لما رأت وضح المشيب بلمتي
صدت صدود مجانب متحمل
فجعلت اطلب وصلها بتلطف
والشيب يغمزها بألا تفعلي
وفي هذا المضمار قال ايضاً:
صدت امامة لما جئت زائرها
عني بمطروفة انسانها غرقُ
وراعها الشيب في رأسي فقلت لها
كذاك يصفر بعد الخضرة الورق
تعليقات
إرسال تعليق