اعلان

اكمل المثل بخيرهم ماخيروني وبشرهم

 اكمل المثل بخيرهم ماخيروني وبشرهم

الاجابة هى :

يرهم ما خيروني .. بشـرهم عمـوا عليّ


كان هـناك أخـوة كثيرون و لكـن من أمهـات عدّة ، كان أبوهـم المرحـوم (سوادي) مزواجاً و مولعاً بحب النساء ، في أيامه الأخيرة طرّز شيبته بأصغر نسائه و أكثرهنّ جمـالاً ، و أصبحت واحـته الأخـيرة في صحراء شيخوخته التي كان يعمل المستحيل من أجل إخفائها و إيهام الآخرين و تحديداً زوجـته الصبية المسكينة بقوته و فتوته و روحه الخضراء ، و كان مثابراً في صبغ لحيته البيضاء باللـون الأسود و نتف بعض شعيرات وجهـه النافرة و التطيب دائما بالعطـور الرخيصة حيث يوصي الذاهبين إلى المدينة بجلبها و بثمن كان يدفعه عن طيب خاطر ، و قد أثار تصابيه و حبه لزوجته الصغيرة حقد و ضغينة زوجاته الأخريات و امتعاض أولاده جميعاً ، و الذي عزز هذا بشكل كبير ولادة زوجـته الصغيرة ابناً جميـلاً على غير المتوقع و خارج حسابات أفراد العائلة الذين كانوا يحتفلون بأن شيخهم الهرم قد انطفأ منذ زمن بعيد ، و ليس ثمة خوف على الميراث ، المهم أنه و بعد ولادة ابنه الصغير (هـلال) توفي بعد فترة وجـيزة ، و ظلَّ هـلال و أمه تحت طائلة البغض و الإهمال المتعمدين من العائلة الكبيرة ، فلم يكن أمامهما طريق آخر ، فليس من السهل أن تبدأ أرملة لها ولد حياتها من جديد في الريف ، و كما يقول الريفيون مجازاً إن زوجها هو ولدها !!

رضخت و أمرها لله و لكن الخشونة و قسوة معاملة الجميع لها و لولدها جعلتا حياتها رحلة من العذاب لا تطاق ، الله وحده و صبرها الجميل مكناها من تجاوزه .


كبر ولدها (هـلال) و كان وسيماً و بهـياً الطلعـة ، كانت أخلاقـه العالية و حبه للخير من المسائل التي تستفز أخوته كثيراً ، فهـم شريرون و كثيروا المشاكل ، و لا يتوانون عن الكسب الحرام من اللصوصية و الغش و خداع الآخرين . مما جعله و هو الطيب الأريحي الذي ربته أمه على الابتعاد عن الشر و الخوف من الله يفكر بالانفصال عنهم و الابتعاد عن عائلته الكبيرة .


بعـد أن صلب عوده و أصبح شاباً يمكنه الاعتماد على نفسه و إعالـة والدته التي بدأت تخطو نحو الكـبر ، طالبَّ أخوته بحقه من الميراث ، سخروا منه كثيراً للحد الذي شعر فيه بحاجته إلى البكاء ، لكنه تماسك و رحل مهمـوماً إلى قرية بعيدة عن قريته ، و بدأ حياته هـناك يعمل بالفلاحة و صيد الأسماك و الطيور …


إستقامت حياته بعد مدة من الزمن و بدأ يشـعر بالأمان و الطمأنينة و لكن مشاكل أخوته و شرورهم بدأت تلاحقـه ، بعد أن عرف سكان القرية انه ابن (سوادي) أيضا ، فكلما سرقوا أو دخلوا معركة أو عملوا باطل كان عليه أن يدفع الثمن ، فهـو من العشيرة و هم أخوته رغم كل شيء ، تابعه سوؤهم و شرهم حيثما حل ، فأفقدوه أمانه و طمأنينته و حلمـه في إستئناف حيـاة أفضـل فقال متحسراً :


بخـيرهم ما خيروني .. بشـرهم عمـوا عليّ !!


مقالات ذات صلة

تعليقات