رسائل وداع مسافر للاصدقاء
الكون في غيبتك فاقد إنسان، وأنا في غيابك فاقد الكون كله.
عند فراقك يا صديقي بكت عيوني إلى أن تورمت، لكن أقول يا عين لما تبكي، ويا نفس احتسبي فراق بعده لقياه.
قلوبنا جُمعت على معنى المحبة في الله، هل بعد هذا نفترق؟ مَن سيشاركني سروري، ويواسيني في حزني، ويخفّف همّي في هذا الزمان، فزمان لم أجد فيه صديقاً أشاطره سروري إن فرحت، فكيف يكون لي صديقاً أشاركه بحزني إن حزنت.
صديقي حان الوداع، كان لنا قصّة صداقة رائعة لكن اليوم هو يوم الوداع، كان قارب الوداع يسير، وكان للقارب شراع.
لا مرحباً، ولا أهلاً بغدٍ، إن كان تفريق الأحباب في غدٍ.
من منا لا يحتاج قليلاً من ذلك المزيج السحري، القادر على أن ينسيك همومك، وأسوأ مصائب الدهر بمجرد كونه معك، لأنّك تعرف أنّه سيظل هناك، سيظلّ موجوداً متى احتجته، سيكون بجانبك في أيّ أمر، سيكون لك ناصحاً مساعداً، معيناً، مهنّئاً، مواسياً إذا ألمّت بك الخطوب.
لحظات الوداع لحظات شبيهة بالصدق، كثيفة الفضول، بالغة التوتّر، تختزل فيها التفاصيل، وتتعامل مع الجواهر، تتألّق البصيرة وتتوهّج الروح.
من مِنا ينسى أصدقاء قضى معهم من الوقت أكثر مما يمضي مع عائلته الخاصة، يقضي معهم وقتاً أكثر مما يمضيه مع نفسه.
تعجز الكلمات في وداعكم، ولا يفي إلا الدعاء من رب السماء بإطلالة جديدة مشرقة لعام قادم.
شمسُ الأصيلِ تمدَّ كفّ مودعٍ، وغداً بأنفاسِ اللقاءِ ستشـرقُ، تتفرقُ الأجسادُ يوم وداعِنا، وقلوبنا والله لا تتفرقُ.
تعليقات
إرسال تعليق