ما هو دعاء اهل الجنه
الاجابة هى :
قال تعالى دَعْوَىٰهُمْ فِيهَا سُبْحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَٰمٌ ۚ وَءَاخِرُ دَعْوَىٰهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (يونس - 10)
وقوله : ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم ) أى : دعاؤهم فى هذه الجنات يكون بقولهم : سبحانك اللهم . فالدعوى ها هنا بمعنى الدعاء . يقال : دعا يدعو دعاء ودعوى . كما يقال : شكا يشكو شكاية وشكوى .
ولفظ سبحان : اسم مصدر بمعنى التسبيح وهو منصوب بفعل مضمر لا يكاد يذكر معه .
ولفظ اللهم أصله يا الله ، فلما استعمل دون حرف النداء الذى هو " يا " جعلت هذه الميم المشددة فى آخره عوضا عن حرف النداء .
قال الإِمام الرازي : " ومما يقوي أن المراد من الدعووى هنا الدعاء ، أنهم قالوا : اللهم .
وهذا نداء الله - تعالى - ومعنى قولهم : سبحانك اللهم . إنا نسبحك . كقول القانت فى دعاء القنوت " اللهم إياك نعبد " .
ثم قال : ويجوز أن يراد بالدعاء العبادة . ونظيره قوله - تعالى - : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله ) أى : وما تعبدون ، فيكون معنى الآية : أنه لا عبادة لأهل الجنة إلا أن يسبحوا الله ويحمدوه ، ويكون اشتغالهم بذلك الذكر لا على سبيل التكليف ، بل على سبيل الابتهاج بذكر الله - تعالى - .
وقوله ( وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ) معطوف على ما قبله . والتحية : التكرمة بالحال الجليلة ، وأصلها أحياك الله حياة طيبة . والسلام : بمعنى السلامة من كل مكروه .
أى : دعاؤهم فى الجنة أن يقولوا سبحانك اللهم . وتحيتهم التى يحيون بها هى السلامة من كل مكروه .
وهذه التحية تكون من الله - تعالى - لهم كما فى قوله - سبحانه - ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ ) وتكون من الملائكة كما فى قوله - تعالى - : ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ . سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عقبى الدار )
وتكون منهم فيما بينهم كما يتبادر من قوله - تعالى - ( لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً . . . ) وقوله : ( وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين ) أى : وختام دعائهم يكون بقولهم : الحمد لله رب العالمين .
تعليقات
إرسال تعليق