اعلان

لماذا سميت معركة يوم حليمة بهذا الاسم

 لماذا سميت معركة يوم حليمة بهذا الاسم

الاجابة هى :

سميت هذه المعركة بهذا الاسم نسبةً إلى حليمة بنت الملك الحارث الغساني التي كانت تشارك المقاتلين في المعركة.


لما تولى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة ، واستقر في ملكه سار إلى الحارث الغساني ملك الغساسنة طالباً بثأر أبيه عنده ، وبعث إليه :

- إني قد أعددت لك الكهول على الفحول ،

- فأجابه الحارث : قد أعددت لك المرد على الجرد.

وسار المنذر حتى نزل بمرج حليمة ، وسار إليه الحارث أيضاً ، ثم اشتبكوا في القتال ، ومكثت الحرب أياماً ينتصف بعضهم من بعض.

فلما رأى ذلك الحارث قعد في قصره ، ودعا ابنته حليمة ، وكانت من أجمل النساء ، فأعطاها طيباً وأمرها أن تطيب من مر بها من جنده ، فجعلوا يمرون بها وتطيبهم ، ثم نادى :

- يا فتيان غسان ، من قتل ملك الحيرة زوجته ابنتي.

- فقال لبيد بن عمرو الغسائي لأبيه : يا أبت ؟ أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول دونه لا محالة ، ولست أرضى فرسي فأعطني فرسك ، فأعطاه فرسه ،

فلما زحف الناس واقتتلوا ساعة شد لبيد على المنذر فضربه ضربة ، ثم ألقاه عن فرسه ، وانهزم أصحاب المنذر من كل وجه ، ونزل لبيد فاحتز رأسه ، وأقبل به إلى الحارث وهو على قصره ينظر إليهم ، فألقى الرأس بين يديه ،

- فقال له الحارث : شأنك بابنة عمك – أي حليمة - ، فقد زوجتكها.

- فقال : بل أنصرف فأواسي أصحابي بنفسي ، فإذا انصرف الناس انصرفت.

ورجع فصادف أخا المنذر قد رجع إليه الناس وهو يقاتل ، وقد اشتدت نكايته ، فتقدم لبيد فقاتل حتى قتل ، ولكن لخماً انهزمت ثانية ، وقتلوا في كل وجه، وانصرفت غسان بأحسن الظفر ، بعد أن أسروا كثيراً ممن كانوا مع المنذر من العرب.

وكان من أسرهم الحارث مائة من بنى تميم ، فيهم شأس بن عبدة ، ولما سمع أخوه علقمة وفد إليه مستشفعاً ، وأنشده هذه القصيدة ، ومما قيل فيها:

إلى الحارث الوهـاب أعملت ناقتي

 لكلكـــلها والقصــــر بين وجــيب

لتبلغني دار امرئ كان نائيـــــــــا

فقد قـــربتني من نـــداك قــــروب

وأنت امـــرؤ أفضت إليك أمــانتي

 وقبـــلك ربتني فضعــــت ربــوب

فأدت بنو كعــب بن عــوف ريبها

وغــودر في بعض الجـنــود ربيب

فوالله لــولا فارس الجــــون منهم

لآبوا خـزايـا والإيـــــاب حــبــيب

تقدمــه حـتى تغــيب حـــجــولــــه

وأنت لبيض الـــدار عين ضـَروب

مظاهر ســـربالي حـــديد عليهمــا

عقيلا ســـيوف مخـــــذم ورسوب

فجالدتهم حتى اتــقوك بكبـشــــهـم

وقد حان من شمس النهار غروب

وقاتل من غســـان أهل حفــــاظـه

وهنب وفأس جـالــدت وشـــبـــب

تخشخش أبدان الحــــــديد عليهـم

كما خشخشت يبس الحصاد جنوب

تجـود بنفـــــس لا يجـاد بمثلهــــا

وأنت بهـا يوم اللقــاء خـصـــيــب

كأن رجـــال الأوس تحت لبـــانــه

وما جـــمعــــت جـل معاً وعــتيب

رغا فوقهم سقب السـماء فداحض

بشــــكــته لم يســـتلب وســــليب

كأنهم صـــابت عليهـم ســـحــابـة

صـــواقعــهـــا لطيــــرهـن ريـــب

فلم تنـــج إلا شــطبـة بلجـامهـــــا

وإلا طـمــر كالــقنـــاة نـجــــيـــب

وإلا كـــمـــي ذو حفــــاظ كـــأنــه

بما ابتل من حــد الظبــاة خصـيب

وأنت الذي آثـــاره في عـــــــدوه

من البؤس والنعمى لهــن نــدوب

وفي كــل حــي قد خبطـــت بنعمة

فحث لشـــــأس من نـــداك ذنوب


فلا تحــرمَنّــي نائــلاً عن جنــابة

فإني امرؤ وســــط القباب غريب

ولما بلغ إلى قوله : ( فحق لشأس من نداك ذنوب) ، قال الملك :

- أي والله وأذنبة ، ثم أطلق شأساً وقال له :

- إن شئت الحباء ، وإن شئت أسراء قومك. وقال لجلسائه :

- إن اختار الحباء على قومه فلا خير فيه ،

- فقال : أيها الملك ، ما كنت لأختار على قومي شيئاً ، فأطلق له الأسرى من تميم وكساه وحباه ، وفعل ذلك بالأسرى جميعهم وزودهم زاداً كثيراً ، فلما بلغوا بلادهم أعطوا جميع ذلك لشأس وقالوا له :

- أنت كنت السبب في إطلاقنا ، فاستعن بهذا على دهرك ، فحصل له كثير من إبل وكسوة وغير ذلك.


مقالات ذات صلة

تعليقات