بحث حول البلاد التونسية
تونس دولة في أقصى شمال أفريقيا، ولها حدود غربية مع الجزائر (965 كم) وحدود جنوبية شرقية مع ليبيا (459 كم) حيث يتناقص عرض الأرض إلى الجنوب الغربي في الصحراء ومن الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط (1٬148 كيلومترا من الخط الساحلي). تمتلك البلاد سواحل شمالية وشرقية ومعقدة من الشرق إلى الشمال بما في ذلك خليج قابس المنحني، الذي يشكل الجزء الغربي من خليج سرت بأفريقيا. البلد بالكامل في المنطقة الزمنية ت ع م+01:00.
يشكل معظم هذا الخليج الكبير الساحل الرئيسي لليبيا بما في ذلك مدينة سرت التي تشترك في اسمها. الإحداثيات الجغرافية للبلد هي 34°00′N 9°00′E. تبلغ تونس مساحة 163 610 كم2 كيلومتر مربع، منها 8250 كيلومترات مربعة. ترتفع الأنهار الرئيسية والموثوقة في شمال البلاد مع استثناءات قليلة ملحوظة من شمال شرق الجزائر وتتدفق عبر السهل الشمالي حيث تدعم الأمطار الكافية الغطاء النباتي المتنوع والزراعة المروية.
تونس بحجم ولاية ويسكونسن الأمريكية. على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، تتمتع تونس بتنوع بيئي كبير بسبب امتدادها بين الشمال والجنوب. مدى الشرق والغرب محدود. الاختلافات في تونس، مثل باقي بلدان المغرب العربي، هي إلى حد كبير الاختلافات البيئية بين الشمال والجنوب والتي تحددها الانخفاض الحاد في هطول الأمطار جنوباً من أي نقطة.
تمتد جبال الظاهر، الامتداد الشرقي لجبال الأطلس الصحراوية، عبر تونس في اتجاه شمالي شرقي من الحدود الجزائرية في الغرب إلى شبه جزيرة الرأس الطيب في الشرق. تقع منطقة التل شمال جبال الظاهر، وهي منطقة تتميز بتلال وسهول منخفضة ومتعرجة، وهي أيضًا امتداد للجبال إلى الغرب في الجزائر. في جبال خمير، الزاوية الشمالية الغربية للتل التونسي، تصل الارتفاعات إلى 1050 مترًا (3440 قدمًا) والثلوج تتساقط في الشتاء. يعد الساحل، وهو سهل ساحلي آخذ في الاتساع على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في تونس وهو من بين المناطق الأولى في العالم لزراعة الزيتون. في الداخل من الساحل، بين جبال الظاهر ومجموعة من التلال جنوب قفصة، هي السهوب. معظم المنطقة الجنوبية صحراء. يبلغ طول ساحل تونس 1148 كيلومترا (713 ميلا). من الناحية البحرية، تطالب الدولة بمنطقة مجاورة تبلغ 24 ميلًا بحريًا (44 كيلومترًا؛ 28 ميلًا)، وبحر إقليمي يبلغ 12 ميلًا بحريًا (22 كيلومترًا؛ 14 ميلًا).
تأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تمتلك نفس الاسم. وتختلف الآراء عن تسمية هذه المدينة. يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الفينيقية حيث أن عادةً ما تسمى المدينة بألهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي تانيت أو العرب الفاتحين لما أنسو في هذه البلاد أسموها تؤنس من فعل أنس بالبلاد. بعض المدارس العربية رجحت أصل الكلمة إلى جذور عربية من خلال المدينة القديمة ترشيش. كما رجح البعض الأخر أصل الكلمة إلى كلمة تينس التي وصفها ديودور الصقلي وبوليبيوس والتي يبدو وصفها قريبًا من منطقة القصبة بضواحي تونس حاليًا.
أيضًا، أشار المؤرّخ عبد الرحمن بن خلدون إلى أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّة حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة. كما يوجد تفسير آخر يقول أن الكلمة من جذع فعل تؤنس وقيل انو العرب الفاتحين هما من أسموها تؤنس ونطقت فيما بعد تونس والذي يعني قضاء الليلة. مع تغير المعنى في الزمن والمكان، قد تكون كلمة تونس أخذت معنى مخيم ليلي، أو مخيم، أو مكان للتوقف. وهناك مراجع مكتوبة من الحضارة الرومانية القديمة تذكر مدن قريبة بأسماء مثل تونيزا (حاليًا القالة)، تونسودى (حاليًا سيدي مسكين)، تنسوت (حاليًا بئر بورقبة) وتونسي (حاليًا رأس الجبل).
بما أن كل هذه القرى كانت موجودة على الطرقات الرومانية، فقد كانت بلاشك تستعمل كمحطة لتوقف والاستراحة. تسمية البلاد في اللغات اللاتينية، التي تضيف إليها (ia) مثل الإنجليزية وهي قد تطورت من تسمية الجغرافيين والمؤرخين الفرنسيين الذين سموها Tunisie-ia. في أوائل القرن التاسع عشر كجزء من جهودهم الرامية إلى إعطاء أسماء للأراضي التي كانت تحتلها فرنسا. كلمة (Tunisie) المشتقة من الفرنسية تبنتها بعض اللغات الأوروبية مع بعض التعديلات الطفيفة، مما أنتج عن اسم مميز للبلاد. أما بعض اللغات الأخرى فلم تغير التسمية العربية كثيرا، مثال على ذلك التسمية الروسية لتونس (Тунис) والتسمية الإسبانية (Túnez).
تعليقات
إرسال تعليق