بحث عن اخطار تواجه التنوع الحيوي
التنوع الحيوي أو التنوع الأحيائي هو التنوع في أشكال الطبيعة الحية. هناك العديد من التعاريف والمقاييس للتنوع الحيوي. كثيراً مايكون التنوع الحيوي عبارة عن مقياس لمدى صحة الأنظمة البيولوجية.
أضرار خلل التنوّع الحيوي
- نتيجة مجموعة من العوامل الطبيعيّة كحرائق الغابات الطبيعيّة، والزلازل، والبراكين، والعوامل البشريّة كالتدمير، والحرق، والتلوّث، والصيد الجائر، والزحف العمراني، تعرّض التنوّع الحيوي لاختلالات كثيرة ممّا سبّب أضرار جسيمة أو سيؤدي إليها، ونذكر منها:
- انقراض عدد كبير من الكائنات الحية المهمّة في السلم البيولوجي والمحافظة على النظام البيئي والمفيدة للإنسان في مجالات عدة؛ إذ استمرّ الوضع على هذا الحال فسنصل لمرحلة تدمير كوكب الأرض والإخلال بالنظام البيئي.
- زوال الجمال الطبيعي: تخيّل أن نقضي على أهمّ المناطق السياحيّة ومناطق الراحة بسبب الإضرار بالتنوّع الحيوي، هذا سيضر بالاقتصاد والسياحة والحالة النفسية للبشر.
- الضرر بالمجال الصحي: إنّ معظم أغذيتنا وأدويتنا تعتمد على التنوّع في النظام البيئي، وإنّ خلل النظام البيئي يعني لا مزيد من الغذاء المتوازن، ولا أدوية أو اكتشافات وراثية، ولا إمكانيّة للتعديل الوراثي أو زيادة الإنتاج، لا مساحيق تجميل ولا علاج.
- الجانب الصناعي، إنّ الإضرار بالتنوّع الحيوي سيعود بشكل سلبي على الكثير من الصناعات؛ كالصناعة المعتمدة على الخشب أو الثروات الحيوانية.
أهمية التنوع البيولوجي
- يعد التنوع البيولوجي الثروة الحقيقية للنوع البشري، ومنبع الثروة المادية والغذائية والدوائية له، ومصدر الطاقة والقوة والجمال والصحة والسلامة والقدرة على استمرار البشرية ومستقبلها. فالبشرية تستخلص كل طعامها وحاجاتها الصناعية والدوائية والغذائية من مختلف الأنواع من المحاصيل الزراعية والحيوانية. وجرَّب الإنسان سبعة آلاف نوع نباتي وحيواني، وهناك أكثر من خمسة وسبعين ألف نوع آخر حيوي قابل للاستخدام وإنتاج المواد الغذائية. كما أن هنالك أكثر من سبعة آلاف مركب طبي في دساتير الأدوية الغربية مشتقة من النباتات تزيد قيمتها على 40 مليار دولار في السنة. ويُضَمِّن العالم العربي ابن البيطار في كتابه «الجامع في مفردات الأدوية والأغذية» شرحاً لألف وأربعمئة نبته طبية في القرن الثالث عشر الميلادي، وقام العالم الأمريكي توماس آيسنر بدراسة نحو 10000 مستحضر نباتي طبي لمعالجة مرض السرطان والإيدز. ويرى رجل الثورة الخضراء نورمان بورلوغ أنّ مضاعفة الإنتاج النباتي يعود إلى الإبداع الوراثي الهائل في توليد الأنواع والسلالات الجديدة. ويصل عدد مجموعات الموارد الوراثية المحصولية الموجودة خارج مواقعها الطبيعية في مختلف أنحاء العالم والمخزونة في بنوك الجينات، بما في ذلك أقاربها البرية، إلى ما يقارب 4.2 مليون عينة، منها أكثر من مليوني عينه من الحبوب وحدها. أما عدد العينات الفريدة فتقع في حدود نصف عدد العينات المخزونة، أي نحو مليوني عينة. كما يصل عدد المدخلات الوراثية النباتية في بنوك منظمة إيكاردا في حلب إلى ما يزيد علي مئة ألف مدخل وراثي. أمّا الموارد الوراثية الحيوانية الأهلية الأليفة أدّت إلى استخدام نحو 40 نوعاً من الحيوانات التي تستخدم في الأغذية والزراعة على نطاق واسع، وفقا لبيانات المسح العالمي الموجودة في بنك البيانات، والتي تبين أن هذه الأنواع تشتمل على أكثر من أربعة آلاف سلالة، منها 1200 سلالة مهددة بالانقراض. ويسعى العالم اليوم إلى التركيز على المحميات الطبيعية لإبقاء التنوع على ما هو عليه، حتى أنَّ مساحة المحميات وصلت اليوم إلى 485 مليون هكتار أي ما يصل 2.3% من مساحة سطح الأرض.
التنوع الحيوي في العالم
- يعد التنوع الحيوي، بمفهومه الحالي، من أهم القضايا الحاسمة في العالم، ويحتل المكانة المتقدمة في سلم اهتمامات المجتمع الدولي. وتجلى الاهتمام العالمي بهذا الموضوع في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992 الذي أكد أن الإنسانية تقف الآن في نقطة حاسمة من تاريخها في مواجهة استمرار تدهور النظم البيئية وانقراض الأفراد الحية، إذ فقد العالم بين مؤتمري البيئة عام 1972 وعام 1992 مئتي مليون هكتار من الأحراج والغابات، كما خسر مزارعو العالم ما لا يقل عن خمسمئة مليون طن من التربة الزراعية، وتحوَّلت بعض البحيرات والأنهار إلى مجارير ومستنقعات صناعية، كما اختفت عشرات الألوف من العناصر النباتية والحيوانية. لم تقم الطبيعة بتدمير ذاتها على هذا النحو المخيف، بل كان ذلك نتيجة أنماط السلوك، والنمو التقليدي والأنشطة العشوائية للبشرية، والاستثمار الجائر للتنوع الحيوي، والثورة الصناعية ثم دخول عصر الهندسة الوراثية والتلاعب بالمورثات. ولذلك أجمعت الأمم المتحدة في قمة الأرض على إعطاء الأهمية الأولى للحفاظ على التنوع الحيوي، بوصفه القلق المشترك للبشرية وجزءاً لا يتجزأ من التطور المستدام، وأقرَّت اتفاقية التنوّع الحيوي المؤلفة من 42 مادة ترمي إلى صيانة التنوع الحيوي واستثماره استثماراً رشيداً ضمن إدارة متوازنة تحقق التنمية المستدامة لأسرة هذا الكوكب الواحد، لتستبقيه متمتعاً بالغنى الحيوي، مما يحقق رفاهية البشرية ورفاهية الأجيال القادمة، ضمن بيئة سليمة ومتوازنة مثلما وجدتها البشرية أوّل مرة. ووقع الاتفاقية المتعلقة بالتنوع الحيوي أكثر من 180 دولة، ومضمون هذه الاتفاقية أمر لا يخص فقط أكثر النباتات والحيوانات المجهرية ونظمها البيئية، بل إنه يخص أيضاً البشر وحاجتهم إلى الأمن الغذائي والأدوية والهواء والماء النقيين والمأوى والبيئية النظيفة الصحية التي نعيش فيها. فالمحافظة على التنوع الحيوي واستعمال مكوناته بشكل مستدام والتشارك في الفوائد الناشئة عن الموارد الجينية بإنصاف وتكافؤ، يسير جنباً إلى جنب مع تلبية الحاجات الاجتماعية والاقتصادية للإنسانية. فالتنوع الحيوي يضم كل العمليات الضرورية والوظائف والتفاعلات بين الكائنات الحية والبيئة، بما في ذلك البشر بكل تنوعهم الثقافي. ومن هذا المنظور فإنَّ الإدارة المتكاملة للأرض والمياه والموارد الحية تصير هي أفضل طريقة للمحافظة والاستعمال المستدام والتشارك المتكافئ لمكونات التنوع الحيوي.
تعليقات
إرسال تعليق