اعلان

من هو سفير قريش في صلح الحديبية

 من هو سفير قريش في صلح الحديبية

الاجابة هى :

عثمان بن عفان

صُلح الحُديبية هو صلح عقد قربَ مكة في منطقة الحديبية التي تُسمى اليوم الشميسي، في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة (مارس 627 م) بين المسلمين وبين مشركي قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات فنُقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر بن عبد مناة من كنانة على بني خزاعة.

فلما نزل النبي محمد ﷺ بالحديبية أرسل عثمان بن عفان إلى قريش وقال له: «"أخبرهم أنّا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً، وإدعهم إلى الإسلام، وأَمَرَه أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، وأن الله عز وجل مُظهر دينه بمكة. فانطلق عثمان، فأتى قريشاً، فقالوا: إلى أين ؟ فقال: بعثني رسول الله أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، ويخبركم: أنه لم يأت لقتال، وإنما جئنا عماراً. قالوا: قد سمعنا ما تقول، فانفذ إلى حاجتك"».


ولكن عثمان احتبسته قريش فتأخر في الرجوع إلى المسلمين، فخاف النبي عليه، وخاصة بعد أن شاع أنه قد قتل، فدعا إلى البيعة، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان.


فقال الزهري في حديثه: فلما اطمأن النبي محمد ﷺ أتاه بديل بن ورقاء الخزاعي، في رجال من خزاعة، فكلموه وسألوه: ما الذي جاء به؟ فأخبرهم أنه لم يأت يريد حرباً، وإنما جاء زائراً البيت، ومعظماً لحرمته، ثم قال لهم نحواً مما قال لبشر بن سفيان الكعبي الخزاعي، فرجعوا إلى قريش فقالوا: يا معشر قريش، إنكم تعجلون على محمد، إن محمداً لم يأت لقتال، وإنما جاء زائراً هذا البيت، فاتهموهم وجبهوهم وقالوا: وإن كان جاء ولا يريد قتالاً، فوالله لا يدخلها علينا عنوة أبداً، ولا تحدث بذلك عنا العرب. قال الزهري: وكانت خزاعة عيبة نصح النبي محمد ﷺ، مسلمها ومشركها لا يخفون عنه شيئاً كان بمكة.


ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأخيف العامري القرشي، فلما رآه النبي محمد قال: هذا رجل غادر ؛ فلما انتهى إلى النبي محمد ﷺ وكلمه، قال له النبي محمد ﷺ نحواً مما قال لبديل وأصحابه ؛ فرجع إلى قريش فأخبرهم بما قال له النبي محمد ﷺ.


ثم بعثت قريش حليفهم الحليس بن علقمة الكناني وكان يومئذ سيد الأحابيش وهو من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة ليفاوض النبي محمد فلما رآه النبي محمد ﷺ قال: إن هذا من قوم يتألهون، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه، فلما رآى الهدي يسيل عله من عرض الوادي في قلائده، وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى قريش ولم يصل إلى النبي محمد إعظاماً لما رأى فأخبرهم بما رأى، فقالوا له: "اجلس، فإنَّما أنت أعرابيٌّ لا علمَ لك"، فغضب منهم وقال: "يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصَدُّ عن بيت الله من جاء معظِّماً له؟ والذي نفس الحليس بيده، لَتَخلنَّ بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرنَّ بالأحابيش نفرة رجلٍ واحد"، فقالوا له: "مه، كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به".


وقامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه، فقال: «"أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً. والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمر ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، ثم قال: وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها"».


ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو القرشي لعقد الصلح، فلما رآه النبي قال: «"قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل"، فتكلم سهيل طويلاً ثم اتفقا على شروط الصلح.».


مقالات ذات صلة

تعليقات