ماهي المادة التي استخدمها ذو القرنين في بناء السد
الاجابة هى :
يقول سبحانه وتعالى: ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴾ [الكهف: 94 - 96].
إن هذا العمل العظيم الذي وكل إلى ذي القرنين لمن أيسر الأعمال التي يمكن أن يقوم بها، إذا نظرنا إليه في إطار قوله تعالى: ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾ [الكهف: 84]. ولكن ذا القرنين رأى في هؤلاء القوم طاقة إنتاجية مهدرة، وقوة عضلية معطلة عن البناء والإنتاج، فاستنفرهم ليشركهم في بنائه، وليس أدل على ذلك من تكرار الخطاب أربع مرات؛ ليعلمهم أن تغيير الواقع أمر يسير لا صعوبة فيه وبيدهم لا بيد غيرهم، وما عليهم إلا أن يتحركوا ولا ينتظروا المخلص الذي يغير لهم واقعهم، كما أنه لم يأتِ بمواد البناء بنفسه وإنما استنفرهم ليأتوه بها، ففي كل مرحلة من مراحل البناء، يخاطبهم بما يحركهم على العمل والمشاركة في البناء، فقال لهم: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ﴾ [الكهف: 96]، ﴿ انفخوا ﴾، ﴿ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴾ [الكهف: 96].
فهذه الموارد متاحة لديهم بيد أنها تحتاج إلى من يستغلها أحسن استغلال، وهم يملكون القدرات التي تمكنهم من ذلك، ونلاحظ أن ذا القرنين أحسن اختيار الخامات والمعادن التي يمكن أن يستخدمها في بناء السد وكان على دراية بخواصها وطبيعتها، فأمرهم أن يحضروا له قطع الحديد، وشرع في البناء حتى جعل جانبي الجبلين متساويين في العلو، ثم قال للعمال: انفخوا بالكير في القطع الحديدية الموضوعة بين الصدفين. انظر: في ظلال القرآن 4/2293.
ولما صارت النار متأججة قال لهم آتوني نحاسًا مذابًا أفرغه عليه فيتخلل التجاويف بين قطع الحديد حتى يصير السد محكمًا ومضاعف القوة والصلابة.
هذه هي طريقة بناء السد التي حكاها القرآن، وأوقفنا على تفاصيلها، وكأنا نرى مراحل بنائه مرحلة مرحلة.
تعليقات
إرسال تعليق