أجمل القصص القصيرة
الحمامتان والسلحفاة
يُحكى أن حمامتان جميلتان قررتا السفر والابتعاد عن الغدير الذي عاشتا إلى جانبه طويلاً بسبب شح الماء فيه، فحزنت صديقتهما السلحفاة وطلبت منهما أن تأخذاها معهما، فأجابتها الحمامتان بأنها لا تستطيع الطيران، بكت السلحفاة كثيراً وتوسلتهما بأن تجدا طريقة لنقلها معهما، فكرت الحمامتان كثيراً وقررتا حملها معهما، فأحضرتا عوداً قوياً أمسكت كل واحدة منهما به من طرف وطلبتا من السلحفاة أن تعض على هذا العود حتى تطيرا بها، وحذرتاها من أن تفتح فمها مهما كلّف الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطها، وافقت السلحفاة على ذلك ووعدتهما بأن تنفذ ما طلبتاه منها، وطارت الحمامتان فوق الغابة، إلى أن رأى بعض الناس الحمامتين والسلحفاة فقالوا: يا للعجب حمامتان تحملان سلحفاة وتطيران بها!! لم تستطع السلحفاة تمالك نفسها فقالت: فقأ الله أعينكم ما دخلكم انتم! فسقطت بعد أن أفلتت العود من فمها وتكسرت أضلعها وقالت باكية: هذه هي نتيجة كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.
الحسود والبخيل
وقف حسود وبخيل بين يدي أحد الملوك، فقال لهما: تمنّيا مني ما تريدان، فإنّي سأعطي الثّاني ضعف ما يطلبه الأوّل. فصار أحدهما يقول للآخر أنت أولاً، فتشاجرا طويلاً، وكان كلّ منهما يخشى أن يتمنّى أوّلاً، لئلّا يصيب الآخر ضعف ما يصيبه، فقال الملك: إن لم تفعلا ما آمركما قطعت رأسيكما. فقال الحسود: يا مولاي اقلع إحدى عينيّ!
الأحمق والصبي
يحكى أنّ رجلاً مغفلا خرج من منزله يحمل ابنه الذي يرتدي قميص أحمر اللون، ومشى به، ثم نسيه، فسار يقول لكل من يراه: "أرأيت صبيّاً عليه قميصٌ أحمر؟” فقال أحدهم: "لعلّه هذا الصبيُّ الذي تحمله على كتفيك”. فرفع رأسه، ونظر إلى الصبي، وقال له بغضب: "ألم أقل لك ألّا تفارقني؟”
مصيدة الطموح
في يوم من الأيام ذهب صيادان لاصطياد الأسماك، اصطاد أحدهما سمكة كبيرة الحجم، فوضعها في سلته وقرر العودة إلى بيته، فسأله الصياد الآخر: "إلى أين تذهب؟!" فأجاب: "سأذهب للبيت، فقد اصطدت سمكة كبيرة جدا"، فرد الرجل: " إن من الأفضل اصطياد سمك أكثر"، فسأله صديقه: "ولم علي فعل ذلك؟" فرد الرجل: لأنك عندئذ تستطيع بيع الأسماك في السوق"، فسأله صديقه: "ولماذا أبيع الأسماك؟" قال: "لكي تحصل على نقود أكثر"، فسأله صديقه: "ولماذا أفعل ذلك؟" فرد الرجل: "لأنك عندها تستطيع ادخاره وزيادة رصيدك في البنك"، فسأله: "ولم أفعل ذلك؟" فرد الرجل: "كي تصير غنيا"، فسأله الصديق: "وماذا أفعل عندما أصبح غنيا؟" فرد الرجل: "تستطيع عندها في أحد الأيام أن تستمتع بوقتك مع زوجتك وأبنائك"، فقال له الصديق العاقل: "وهذا ما أفعله الآن بالضبط، ولا أريد تأجيله حتى يضيع مني عمري!"
التسرع في الحكم
كان الامير الوسيم يعيش في القصر الملكي الفخم مع زوجته وطفله الصغير، وكان لديه كلب وفي جميل مقرب بشدة من الامير، حتي أن الناس كانوا يتعجبون دائماً من شدة قرب هذا الكلب وعلاقته بهذا الأمير وعائلته، حيث كان لهذا الكلب مكانة خاصة جداً في قلب الامير، وكان يعتبره دائماً صديقه الوفي يذهب معه في جميع رحلات الصيد .
وفي يوم من الايام توفت زوجة الامير فجأة ، فحزن عليها الامير اشد الحزن وقرر بعد مرور فترة كبيرة علي وفاتها أن يخرج في رحلة صيد لعله ينسي ألم فراقها وحزنه عليها ويبدأ بداية جديدة، ولكنه احتار كثيراً في أمر طفله، فأين يتركه ومن سيثق به ليعتني بالطفل، وفي النهاية اختار الامير كلبه الوفي لأنه هو الوحيد الذي يمكن أن يثق فيه ويأتمنه علي طفله .
خرج الأمير في رحلته ولكنه لم يستطع الاستمتاع بها، لأن صديقه الكلب لا يرافقة كما كان يفعل دائماً، وقد عكر القلق علي طفله الوحيد صفوه، فقرر أن ينهي الرحلة ويعود مبكراً إلي القصر، وعندما اقترب الامير من القصر وجد الكلب من بعيد يركض اليه وهو ينبح بشده، وكان الكلب بالكامل مغطي بالدماء، فزع الامير من منظر الكلب وبدأ يصرخ فيه ماذا حدث ؟ اين الطفل ؟ ما هذا الدم ؟ والكلب يتقافز حوله .
هرع الأمير إلي القصر مرعوباً وأسرع إلي غرفة طفله فوجدها فارغة وجميع الاغطية والحوائط ملطخة بالدماء، اشتد فزع الامير وأخرج سيقة في غضب وركض مسرعاً إلي الكلب وقام بقتله في الحال، لأنه ظن أنه أكل طفله أو ألحق به الاذي، ولم يستجيب أبداً لعواء الكلب الذي يناجيه ولم يشعر تجاهه بأي رحمه أو شفقة، بل شعر بالندم الشديد والغضب لأنه وثق بالكلب وترك معه الطفل دون رعاية بشرية .
اجهش الامير بالبكاء وانهار تماماً، وبينما هو علي هذه الحاله، سمع صوت طفله الصغير، فنهض من مكانه علي الفور وبدأ يبحث عنه فوجده في الغرفة المجاورة يلعب علي الارض وبجانبه حيوان يشبه الذئب ملقي ارضاً ومغطي بالدماء، حينها فهم الامير حقيقة ما حدث .. احتضن الامير طفله وهو يبكي ندماً علي ما فعله مع الكلب الوفي، الذي ضحي بنفسه ليحمي الطفل من الذئب، عاد مسرعاً لعله ينقذ الكلب ولكنه وجده قد مات، ومنذ ذلك الحين لم يبتسم الأمير أبداً، وعاش حزيناً نادماً على ظلمه لأوفى صديقٍ له .
الثعلب والعنب
في أحد الأيام كان هنالك ثعلب يتمشّى في الغابة، وفجأة رأى عنقودَ عنب يتدلّى من أحد الأغصان المرتفعة. - "هذا ما كنت أحتاجه لأطفئ عطشي!" قال الثعلب لنفسه مسرورًا. تراجع بضع خطوات للوراء ثمّ قفز محاولاً التقاط العنقود، لكنه فشل. فحاول مرّة ثانية وثالثة، واستمر في المحاولة دون جدوى. أخيرًا، وبعد أن فقد الأمل سار مبتعدًا عن الشجرة، وهو يقول متكبّرًا: - "إنها ثمار حامضة على أيّ حال...لم أعد أريدها!" العبرة المستفادة: من خلال هذه القصة القصيرة نكتشف أنّه من السهل للغاية أن تنتقد ما لا تستطيع الوصول إليه.
العجوز وزوجته
“يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلًا عجوزًا يسير في الشارع مسرعًا، وبسبب أنه كان على عجلة من أمره قام بالاصطدام مع دراجة أحد الأطفال الصغار. عندما اصطدم العجوز بالدراجة وقع الأرض، قام بعض المارة برؤيته ونقلوه إلى المستشفى حتى يطمئنوا على صحته، قام الطبيب بفحص الرجل العجوز. وبينما هو كذلك، رأى أن العجوز يبدو عليه التوتر والاستعجال، ويريد أن يذهب مسرعًا، فتعجب الطبيب من أمر العجوز ، وابتسم من فعله وسأله عن السبب الذي يجعله يشعر بالعجلة من أمره. أخبره الرجل العجوز أنه يريد أن يذهب إلى زوجته، حتى يلحق وجبة الغداء معها في دار المسنين، وأخبره الطبيب بأنه يمكنه أن يتصل بها، ويعتذر منها على عدم لحاقه للغداء معها، ويخبرها بما حدث معه، وأنه سوف يتأخر بعض الوقت. قال له الرجل العجوز أن زوجته مريضة منذ زمن طويل، وأن هذا المرض قد نشأ عنه فقد في الذاكرة، مما جعلها لا تتذكر أي شيء ولا تعرفه هو نفسه. اندهش الطبيب من كلام الرجل العجوز، وقال له: “هي لا تذكرك، ولا تعرف من تكون، فلماذا إذًا تقوم بالذهاب إليها ومجالستها؟” قال الرجل العجوز للطبيب: “نعم هي لا تذكرني ولا تعرف من أنا، ولكن ألا يكفي أنني أذكرها وأعرف من هي؟.”
قصة صانع القماش
في قديم الزمان كان هناك رجل يصنع قماش للمراكب الشراعية، وكان يقضي طوال العام في عمله يقوم بصنع كميات كبيرة جداً من القماش حتي يبيعه لأصحاب المراكب بعد ذلك، وفي سنة من السنوات، وبينما هو ذاهب لبيع انتاج السنة التي قضاها في صناعة القماش، سبقة أحد التجار إلي اصحاب هذه المراكب وباع لهم اقمشته، وعندما وصل الرجل إلي هناك وجد الجميع قد اكتفى وأخذ ما يلزمة من القماش، فكانت الصدمة الكبري له، ضاع كل تعبه وفقد تجارته وأضاع رأس ماله . جلس الرجل حزين يفكر في حاله وماذا يفعل ليخرج من هذا المازق الكبير، وكان الجميع حوله يسخرون منه ومن وضعه المخزي، اقترب منه احد الرجال وقال ساخراً : اصنع من قماشك سراويل وارتديها، وسار وهو يقهقه، في البداية انزعج الرجل المسكين كثيراً من مزحة الرجل الثقيلة الذي يسخر من حاله، ثم بعد ذلك خطرت علي باله فكرة رائعة، وبالفعل فكر في ان يقوم بصناعة السراويل لأصحاب المراكب من كل كمية القماش الكبيرة التي معه، ومن ثم يقوم ببيعها ويأخذ الربح . صاح الرجل منادياً : من يريد سروالاً من قماش قوي يتحمل طبيعة عملكم القاسية ويقية البرد والمطر ؟ فأعجب الناس سريعاً بالسراويل القماشية وقاموا بشراءها، فوعدهم الرجل بصنع المزيد والمزيد في السنة المقبلة، وهكذا بدأ في العمل في صناعة السراويل وأدخل بعض التعديلات مثل الجيوب لبعض النقود حتي تستوفي كل احتياجات العمال ويفضلون ارتدائها دائماً، وبهذه الطريقة تمكن هذا الرجل المكافح من تحويل الأزمة إلي نجاح ساحق . العبرة من القصة : الأزمة لا تجعل الانسان يقف في مكانه.. لكن استجابتنا لها وردود افعالنا هي ما تجعلنا نتقدم أونتراجع الى الخلف .
تعليقات
إرسال تعليق