اعلان

نصوص عربية للقراءة

نصوص عربية للقراءة

نصوص للتدريب على القراءة

قصيدة حكاية الكلب مع الحمامة

تلك القصيدة البسيطة الموجهة للأطفال اتبع فيها أحمد شوقي نفس الأسلوب السابق في تعليم الطلف المثل العليا والأخلاق الكريمة على لسان الحيوانات، فهنا نجده يعلم الأطفال أهمية الصداقة ورد الجميل ومعاملة الناس بالحسنى، فيقول:


” حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه *** تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه


يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ *** بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ


فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ *** مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ


وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ *** فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ


وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا *** وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا


فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه *** وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه


إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ *** ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ


فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه *** لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه


وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه *** فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه


وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ *** فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ


هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن *** الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن”.



قصيدة أنا المدرسة

في تلك القصيدة في أسلوبها اللطيف المليء بالصور يعلم شوقي الأطفال أهمية المدرسة ويزرع فيهم حبها ويعلمهم أهميتها والنتيجة التي سيحصلون عليها عن طريقها، فأنشد يقول:


” أَنا المَدرَسَةُ اِجعَلني *** كَأُمٍّ لا تَمِل عَنّي


وَلا تَفزَع كَمَأخوذٍ *** مِنَ البَيتِ إِلى السِجنِ


كَأَنّي وَجهُ صَيّادٍ *** وَأَنتَ الطَيرُ في الغُصنِ


وَلا بُدَّ لَكَ اليَومَ *** وَإِلّا فَغَداً مِنّي


أَوِ اِستَغنِ عَنِ العَقلِ *** إِذَن عَنِّيَ تَستَغني


أَنا المِصباحُ لِلفِكرِ *** أَنا المِفتاحُ لِلذِهنِ


أَنا البابُ إِلى المَجدِ *** تَعالَ اِدخُل عَلى اليُمنِ


غَداً تَرتَعُ في حَوشي *** وَلا تَشبَعُ مِن صَحني


وَأَلقاكَ بِإِخوانٍ *** يُدانونَكَ في السِنِّ


تُناديهم بِيا فِكري *** وَيا شَوقي وَيا حُسني


وَآباءٍ أَحَبّوكَ *** وَما أَنتَ لَهُم بِاِبنِ”


نصوص أدبية للقراءة

من كتاب : حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع \ الرسالة الأولى \ لعبد الرحمن البرقوقي


- " وقد كان المسلمون في الصدر الأول يتحاشون ركوب البحر حتى كان من عمر بن الخطاب — لما كتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر يستوصفه البحر، فكتب إليه عمرو فيما كتب: إن البحر خلق عظيم يركبه خلقٌ ضعيف دودٌ على عود — أن أوعز بمنع المسلمين من ركوبه، فتحرَّجوا منه وعبروا على ذلك حينًا من الدهر؛ حتى إذا كان لعهد معاوية أذِن في ركوب أثباجه، والجهاد على متون أمواجه؛ وذلك لأن العرب لبداوتهم لم يكن لهم مران عليه، وحذق بركوبه، بينما الروم والفرنجة لممارستهم أحواله ومرباهم في التقلُّب على أعواده للحرب والاتجار مرنوا عليه، وأحكموا الدربة بثقافته، والحرب في أساطيله، حتى كان من ذلك أن أغار الروم من العدوة الشمالية على أفريقية من العدوة الجنوبية، والقوط على المغرب منها؛ أجازوا في الأساطيل وملكوها، وتغلبوا على البربر بها، وانتزعوا من أيديهم أمرها، وكان لهم بها المدن الحافلة، مثل قرطاجنة وطنجة، وكان صاحب قرطاجنة من قبلهم يحارب صاحب رومة، ويبعث الأساطيل لحربه مشحونة بالعساكر والعُدَد، فكان ذلك ديدن أهل هذا البحر الساكنين حفافيه في القديم والحديث.

- فلما استقر المُلْك للعرب، وشمخ سلطانهم، وصارت أمم الأعاجم خولًا لهم وتحت أيديهم، ومتَّ إليهم كل ذي صنعة بمبلغ صناعته، واستخدموا من النواتيَّة في حاجاتهم البحرية أُممًا، وتكررت ممارستهم للبحر وثقافته، شرهوا إلى الجهاد فيه، فأنشئوا السفن والأساطيل، وشحنوها بالرجال والسلاح، وأمطوها العساكر والمقاتلة لمن وراء البحر من هذه الأمم الحمراء، واختصُّوا بذلك من ممالكهم وثغورهم ما كان أقرب لهذا البحر وعلى حافته، مثل الشام وأفريقية والمغرب والأندلس، فأوعز عبد الملك بن مروان إلى حسان بن النعمان؛ عامل أفريقية، باتخاذ دار الصناعة بتونس لإنشاء الآلات البحرية، حرصًا على مراسم الجهاد، ومنها كان فتح صقلية أيام زيادة الله بن الأغلب، كما سيمرُّ بك، ثم تسلسل الأمر حتى بلغ شأن الأساطيل عند العبيديين أصحاب أفريقية، وعند بني أمية بالأندلس، مبلغًا غلبوا معه على هذا البحر من جميع جوانبه، وعظمت صولتهم وسلطانهم فيه، وصار لا قبل لأمم النصرانية بأساطيلهم به، وملكوا سائر الجزائر المنقطعة عن السواحل منه؛ مثل أقريطش وصقلية وقبرص ومالطة وقوصرة وسردانية وميورقة ومنورقة ويابسة، كما سيمر بك، إن شاء الله." 


مقالات ذات صلة

تعليقات