شعر عن الصديق الغالي
من أشعار الإمام الشافعي:
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفا * فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ * ويلقاهُ من بعدِ المودَّة بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا * صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
شعر عن الصديق الحقيقي لمحمد مهدي الجواهري
حَمَلَتْ إليك رسالة المفجوعِ
عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
لا تبخَسوا قدرَ الدموع فإنّها
دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنبوع
للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً
بدمائه من كفِ غير قريع
أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها
لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ
أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً
لكنما أبكي على المجموع
جَزَعاً شقيقيه فهذا موقف
يَشقى به من لم يكنْ بجَزوع
أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ
والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما
قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
وبحَسبِ أحمد لوعة أنّ ابنهُ
لبس الغروبَ ولم يَعُد لطلوع
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
مُبكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
أعرفْتَ في ساعاتِ عُمركَ موقِفاً
بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ
لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع
فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي
مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع.
تعليقات
إرسال تعليق