اعلان

من هو النبي الذي تمنى الموت

 من هو النبي الذي تمنى الموت

الاجابة هى :

سيدنا يوسف عليه السلام

 يوسف عليه السلام هو ابن النبي يعقوب ابن النبي إسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي بالكريم بن الكريم بن الكريم، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة.

 ابتدأت قصة يوسف عليه السلام مع الرؤيا التي رآها في منامه، فقد رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له، وقد قص رؤياه على أبيه يعقوب عليه السلام الذي أمره بأن يكتمها عن أخوته حتى لا يضمروا له الشر والمكيدة، وقد تحققت تلك الرؤيا حينما جاء يعقوب عليه السلام مع أبنائه من الأرض المقدسة إلى فلسطين، ورفع يوسف أبويه على العرش وخروا له سجدًا.

نشأ يوسف عليه السلام في بيت أبيه يعقوب عليه السلام يتنعم بمحبة أبيه وعطفه وحنانه، وكان يوسف منذ صغره يتصف بمكارم الأخلاق، واجتمعت فيه كل صفات الحسن في الخُلق والشكل والهيئة منذ نعومة أظافره، فأحبه والده، وتعلق به قلبه من بين إخوته.

زاد من قدره عند أبيه رؤية رآها عرف منها أبوه أنها دلالة على أنه سيكون من الأنبياء الصالحين ذوي الشأن في الدنيا والآخرة، تلك الرؤيا أخبر يوسف أباه أنه رأى فيها أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر جميعهم يسجدون له.

طلب يعقوب من ابنه التقي النقي ألا يقص تلك الرؤيا على إخوته؛ حتى لا تجلب له الكره والحقد والحسد، فالشيطان يتربص بالناس، ويجعل بينهم العداوة والبغضاء.

لكن يعقوب لم يستطع إخفاء فرحته التي زادت من قدر محبته لهذا الصبي الذي بدت عليه ملامح النبوة، فما كان من إخوة يوسف إلا نزغ الشيطان في صدورهم، وأشعل نيران الحقد والحسد في قلوبهم.

اجتمع الاخوة فيما بينهم يخططون ويمكرون كيف يتخلصون من هذا الطفل -أخيهم الصغير- الذي استحوذ ببراءته وحسن اخلاقه قلب أبيه، حتى أجمعوا أمرهم على أن يلقوه في بئر عميق.

بالفعل بدأوا في تنفيذ مخططهم، وطلبوا من أباهم أن يخرجوا جميعًا ليروحوا عن نفسهم، ووافق أبوهم، فأخذوا أخاهم الصغير معهم ثم ذهبوا لمكان بعيد، وأخذوا قميصه الذي يرتديه، وأنزلوه في بئر عميق، ولطخوا قميصه بدماء ليكملوا مخططهم أمام أبيهم، ويقنعوه أن ابنه قد أكله الذئب.

لكن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لنبيه بما يصنعون، وأنه سبحانه له الحكمة في أن يتمم مخططهم لأمر أراده لابنه، وعليه أن يصبر ويحتسب ويمتثل لأمر الله، وجاء الأخوة بقصتهم الكاذبة يرونها لأبيهم، الذي ما كان منه إلا أن صبر واستعان بالله.

ترك الإخوة الحاقدين أخوهم في ظلمات البئر ظانين أنهم قد تخلصوا من أخوهم، وأنه هالك لا محالة، لكن الشيطان أنساهم قدرة الله، وحكمته سبحانه، فمر بعض الرجال، ووقفوا عند البئر للسقاية، فوجدوا ذلك الصبي الصغير.

أخذ الرجال الصبي من البئر ثم باعوه سريعًا بثمن قليل، ولكن الذي اشتراه كان من ذوي الشأن في بلده مصر، والذي أكرم معاملته وأحسن إليه.

استقر يوسف في بيت هذا الرجل حتى اشتد عوده، وأصبح فتيًا بهيًا يعلوه الحسن في خلُقه وخَلقه، وخلال تلك السنوات أحسن الله إليه بأن أنعم عليه بالنبوة والحكمة وعلمه تفسير الرؤى والأحلام.

تولى يوسف الإشراف على خزائن الأرض وأصبح عزيز مصر، فبعد مرور السنوات تحققت نبوءته، وعم الجفاف الأرض، ولكن خزائن مصر كانت تمتلئ بالخيرات لتنفيذهم وصية يوسف عليه السلام، وما أمرهم به.

جاءت الوفود من مختلف البلاد للتزود بالغلال من مصر إلى أن دخل وفدًا ليس غريبًا هذه المرة إنهم أخوة يوسف الذي عرفهم من أول ما رآهم لكنهم ما عرفوه، وطلبوا منه أن يعطيهم فوق عددهم لأن عندهم أخ آخر لكن أبوه لا يتركه يسافر معهم.

أوفى لهم يوسف المكيال لكن طلب منهم أن يأتوا بأخيهم معهم المرة القادمة ليكيل له معهم، لكنهم بينوا أن أبوه لن يتركه لهم، فأمر رجاله أن يضعوا لهم ما جاءوا به لمبادلته؛ حتى يرجعون مرة أخرى لأخذ ما يريدون.

لما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، وظلوا يحاولون مع أبيهم حتى وافق أن يسافر أخوهم معهم على شرط أن يتعهدوا له بحفظ سلامة أخيهم، وتحقق ليوسف ما أراد، وجاء أخيه معهم الذي كان يحبه، ودبر لمجيء أبيه بأن أمر رجال القصر أن يضع مكيال الغلال في رحل أخيه حتى يمنعه من العودة معهم.

حاول إخوة يوسف أن يأخذوا أخاهم، ولو أن يتركوا أحدًا منهم مكانه، لكن يوسف أبى، ورجع الأخوة إلى أبيهم الذي بكى حتى ابيضت عيناه من الحزن، وطلب من أبنائه أن يعودوا لعزيز مصر، ويطلبوا منه أن يترك أخاهم.

عندما عاد الأخوة إلى يوسف وأعلموه ما أصاب أباهم، رق قلبه لأبيه وعرفهم على نفسه، وأعطاهم قميصه ليغطوا به وجه أبيهم حتى يرتد بصره، فعلم إخوة يوسف عاقبة ما فعلوا وندموا على فعلتهم، وأن الله نجى يوسف ورزقه الحكمة والنبوة.

يعود إخوة يوسف إلى أبيهم، ومعهم البشرى السارة، والتي يعلم بها أبوهم من قبل مجيئهم، فيدخل الأبناء على أبيهم ويلقون بقميص يوسف على وجه أبيهم فيرتد إليه بصره، ثم يغادر يعقوب وامرأته وبنيه متوجهون إلى مصر لرؤية ابنه الذي اشتاق لرؤيته بعد كل تلك السنوات.

عندما وصل يعقوب عليه السلام وأبناؤه إلى مصر، دخلوا على يوسف عليه السلام وهو جالس في مجلسه وقد رفع الله منزلته ورزقه من الحكم والنبوة، فما كان من يوسف إلا أن رفع أبويه لجانبه، وخرّ الإخوة سجّدًا تعظيمًا وإذعانًا لحكم الله الذي ينعم على من يشاء من عباده.

ذكر يوسف عليه السلام أن هذا هو تأويل رؤيته التي قصها على أبيه، وهو صغير، وحمد ربه على ما أنعم عليه من النبوة والحكمة والنجاة، فهذا فضله ينعم به على من يشاء ولا يمنع فضله أحدًا مهما بلغ من المكر سبحانه جل جلاله.

مقالات ذات صلة

تعليقات