اعلان

قصيدة عن رمضان على ألسنة الشعراء

قصيدة عن رمضان على ألسنة الشعراء

يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:

قُلْتُ  وَالنَّاسُ  يَرْقُبُونَ   هِلالاً        يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ

مَنْ يَكُنْ صَائِمًا  فَذَا  رَمَضَانٌ        خَطَّ بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ  اسْمِهْ 


ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، احتفالاً بمقدم هلال رمضان:

هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ        بِالأُفْقِ بَانَ  فَلا  تَكُنْ  بِالوَانِي

وَافَاكَ  ضَيْفًا  فَالتَزِمْ   تَعْظِيمَهُ        وَاجْعَلْ  قِرَاهُ   قِرَاءَةَ   القُرْآنِ

صُمْهُ   وَصُنْهُ   وَاغْتَنِمْ    أَيَّامَهُ        وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ 


ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري يُرحِّب بهلال رمضان:

امْلأِ   الدُّنْيَا    شُعَاعًا        أَيُّهَا   النُّورُ    الحَبِيبْ

اسْكُبِ  الأَنْوَارَ  فِيهَا        مِنْ    بَعِيدٍ    وَقَرِيبْ

ذَكِّرِ   النَّاسَ   عُهُودًا        هِيَ مِنْ  خَيْرِ  العُهُودْ

يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى        لِلتَّسَامِي     وَالصُّعُودْ

يَنْشُرُ الرَّحْمَةَ فِي الأَرْ        ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ 


ويُصور لنا الشاعر "عبدالمنعم عبدالله" بَهْجة الدنيا لقدوم شهر رمضان؛ فيقول في قصيدته: "أنا صائم"، (والتي نُشرت بمجلة منار الإسلام، 1417هـ).

نُورٌ يُطِلُّ عَلَى الوُجُودِ وَيُشْرِقُ        كَمْ  بَاتَتِ  الدُّنْيَا  لَهُ   تَتَشَوَّقُ

تَرْنُو   لِمَطْلَعِهِ   لِتَشْهَدَ   بَدْرَهُ        (رَمَضَانُ)   إِنَّ   هِلالَهُ   يَتَأَلَّقُ

عِطْرُ الهُدَى  مِنْهُ  يَفُوحُ  فَهَذِهِ        أَنْسَامُهُ  فِي   كُلِّ   وَادٍ   تَعْبَقُ

كُلُّ   الحَيَاةِ   حَفِيَّةٌ    بِقُدُومِهِ        وَالخَيْرُ فِيهِ عَلَى  الوَرَى  يَتَدَفَّقُ 


يُرَحِّب الشاعر عبدالقدوس الأنصاري - رحمه الله - بشهر برمضان، ويصفه بأنه بُشرى للقلوب الظامِئة، فيقول:

تَبَدَّيْتَ   لِلنَّفْسِ    لُقْمَانَهَا        لِذَاكَ    تَبَنَّتْكَ    وُجْدَانَهَا

وَتَنْثُرُ  بَيْنَ  يَدَيْكَ   الزُّهْورَ        تُحَيِّيكَ إِذْ كُنْتَ  رَيْحَانَهَا

فَأَنْتَ  رَبِيعُ  الحَيَاةِ  البَهِيجُ        تُنَضِّرُ   بِالصَّفْوِ    أَوْطَانَهَا

وَأَنْتَ بَشِيرُ القُلُوبِ  الَّذِي        يُعَرِّفُهَا    اللهُ     رَحْمَانَهَا

فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصِّيَامِ        يَسُلُّ  مِنَ  النَّفْسِ  أَضْغَانَهَا 


ويُرَحِّب الشاعر محمد إبراهيم جدع برمضان، ويصفُه بأنه خير الشهور، ففي لياليه مجالس الذكر، وترتيل للقُرآن:

رَمَضَانُ  يَا  خَيْرَ   الشُّهُو        رِ وَخَيْرَ بُشْرَى فِي الزَّمَانْ

وَمَطَالِعُ    الإِسْعَادِ     تَرْ        فُلُ  فِي  لَيَالِيكَ   الحِسَانْ

وَمَحَافِلُ  الغُفْرَانِ   وَالتْ        تَقْوَى  تَفِيضُ   بِكُلِّ   آنْ

وَمَجَالِسُ   القُرْآنِ   وَالذْ        ذِكْرِ  الجِلِيلِ  أَجَلُّ   شَانْ 


ويشيد الشاعر"جاك صبري شماس" بفَضائل هذا الشهر، فيقول في قصيدته: "أكرم الشهور"، مجلة الوعي الإسلامي العدد 409:

أَطْلَلْتَ   وَجْهًا   مُشْرِقًا    رَيَّانَا        وَغَمَرْتَ  أَفْئِدَةَ  الشُّعُوبِ  حَنَانَا

وَسَمَوْتَ بِالأَنْدَاءِ  تَرْفُلُ  بِالشَّذَا        وَتَسِيلُ  فِي  ثَغْرِ  الوَرَى  قطرَانَا

عَاوَدتَ  بِرَّكَ  وَالوَفَاءُ   يَشُدُّنِي        لأَصُوغَ مِنْ حُلَلِ القَرِيضِ جُمَانَا

يَا  خَيْرَ  شَهْرٍ  قَدْ  تَنَزَّلَ  بِالتُّقَى        يَهمِي  خِصَالاً   يُنْشِدُ   الفُرْقَانَا

تَاجٌ  يَزِينُ  شُهُورَ  عَامٍ   بِالسَّنَا        وَيَخُطُّ  سِفْرًا  شَامِخًا   وَمُصَانَا 


يقول ابن دراج القسطلي في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:

فَلَئِنْ  غَنِمْتَ  هُنَاكَ   أَمْثَالَ   الدُّمَى        فَهُنَا  بُيُوتُ  المِسْكِ  فَاغْنَمْ  وَانْتَهِبْ

تُحَفًا   لِشَعْبَانٍ   جَلا   لَكَ   وَجْهُهُ        عِوَضًا مِنَ الوَرْدِ الَّذِي أَهْدَى رَجَبْ

فَاقْبَلْ   هَدِيَّتَهُ    فَقَدْ    وَافَى    بِهَا        قَدْرًا  إِلَى  أَمَدِ  الصِّيَامِ  إِذَا  وَجَبْ

وَاسْتَوْفِ  بَهْجَتَهَا  وَطِيبَ   نَسِيمِهَا        فَإِذَا دَنَا  رَمَضَانُ  فَاسْجُدْ  وَاقْتَرِبْ 


وفي قصيدته: "شهر الأمنيات"، والتي نشرت (في مجلة المنهل، العدد 537)، تتهَلَّل رُوح الشَّاعر "محمد درويش" فرحًا بقُدُوم رمضان، فيحسُّ بنوره ينير الكون، ويبدِّد الغشاوات، ليعمَّها النعيمُ والسمو الروحي:

أَشْرَقَ  النُّورُ   هِلالاً        مِنْ حَنَايَا  الدَّاجِيَاتِ

يَحْمِلُ البُشْرَى رَجَاءً        لِلنُّفُوسِ     القَانِطَاتِ

فَيُنِيرُ   الرُّوحَ   صَفْوًا        كَالدَّرَارِي الزَّاهِرَاتِ

يَتَجَلَّى    الحَقُّ    فِيهِ        لِلْقُلُوبِ   الطَّاهِرَاتِ

وَالمَعَانِي  فِيهِ   تَسْمُو        عَنْ وَضِيعِ  الرَّغَبَاتِ

وَالأَمَانِي فِي  شَذَاهَا        كَالزُّهُورِ    اليَانِعَاتِ 


كما صوَّرَهُ الشاعر محمد حسن إسماعيل كضيفٍ عزيزٍ حلَّ وارْتَحَلَ، فيقول:

أَضَيْفٌ أَنْتَ حَلَّ عَلَى الأَنَامِ        وَأَقْسَمَ  أَنْ   يُحَيَّا   بِالصِّيَامِ

قَطَعْتَ  الدَّهْرَ  جَوَّابًا   وَفِيًّا        يَعُودُ  مَزَارُهُ  فِي  كُلِّ   عَامِ

تُخَيِّمُ لا يَحُدُّ  حِمَاكَ  رُكْنٌ        فَكُلُّ  الأَرْضِ  مَهْدٌ  لِلْخِيَامِ

وَرُحْتَ تَسُنُّ لِلأَجْوَاءِ شَرْعًا        مِنَ الإِحْسَانِ  عُلْوِيَّ  النِّظَامِ

بِأَنَّ  الجُوعَ  حِرْمَانٌ  وَزُهْدٌ        أَعَزُّ مِنَ الشَّرَابِ  أَوِ  الطَّعَامِ


والشاعر "ياسين الفيل" يَتَمَنَّى أن يكونَ العامُ كلُّه رمضان؛ لِمَا يَمْتَازُ بِهِ مِنَ الرحمات والرُّوحانية، (كما تذكر مجلة الفيصل):

عَامٌ  وَنَحْنُ  عَلَى  الأَشْوَاقِ  نَنْتَظِرُ        لا السَّمْعُ أَدْرَكَ مَا نَرْجُو وَلا البَصَرُ

وَلا  الأَمَانِيُّ  فِي  تَجْوَالِهَا   نَعِمَتْ        بِرِحْلَةٍ  لَمْ   يُشَوِّهْ   حُسْنَهَا   كَدَرُ

وَلا  الصَّفَاءُ  بِنَا   عَادَتْ   مَحَافِلُهُ        تَجْتَاحُ  مَا  بِقُلُوبِ  الحِقْدِ   يَسْتَعِرُ

وَلا   أَمِنَّا   بِلَيْلٍ    وَالمَدَى    خَطَرٌ        وَلا  طَرِبْنَا  وَبَوْحُ   المُلْتَقَى   ضَجَرُ 


وما أجملَ تصويرَ الشاعر "أحمد عبدالهادي" - كما تتحدَّث مجلة المنهل، العدد ،562 ص56 - حينما يستقبل رمضان مستبشرًا:

رَمَضَانُ وَافَى الخَلْقَ بالخَيْرَاتِ        فَاسْتَبْشِرُوا بِاليُمْنِ  وَالبَرَكَاتِ

وَاسْتَقْْبِلُوا شَهْرَ الهُدَى بِحَفَاوَةٍ        وَخُذُوهُ بِالأَحْضَانِ  وَالقُبُلاتِ

فَاللَّهُ  جَلَّ  جَلالُهُ  قَدْ  خَصَّهُ        بالنُّورِ    وَالإِيمَانِ     وَالآيَاتِ

سُبْحَانَهُ فَهْوَ الَّذِي  قَدْ  خَصَّهُ        دُونَ الشُّهُورِ بِعَاطِرِ النَّفَحَاتِ 


أمَّا وداع رمضان فنجِده في هذه القصيدة، التي يصِف فيها الشَّاعر كيف سيَكون مآل النَّاس، وهل ستُقْبَل أعمالُهم عند ربِّ العزَّة العظيم؟

أَيُّ   شَهْرٍ   قَدْ    تَوَلَّى        يَا    عِبَادَ    اللَّهِ     عَنَّا

حُقَّ   أَنْ   نَبْكِي   عَلَيْهِ        بِدِمَاءٍ      لَوْ       عَقَلْنَا

كَيْفَ  لا  نَبْكِي   لِشَهْرٍ        مَرَّ      بِالغَفْلَةِ       عَنَّا

ثُمَّ     لا     نَعْلَمُ     أَنَّا        قَدْ   قُبِلْنَا    أَمْ    حُرِمْنَا

لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هُوَ المَحْ        رُومُ    وَالمَطْرُودُ     مِنَّا


ما أن يَحين موعِد الإفطار في رمضان، حتَّى ينقضَّ بعض الصَّائمين على طعامهم انقِضاض النَّمِر على فريستِه، فيحْشوا معِدَتَهم بألوانٍ عديدةٍ من الطَّعام، وقد يأْكلون في شهْر الصِّيام أضْعاف ما يأْكُلون في غيره، وفي ذلك يقول الشَّاعر معروف الرّصافي وهو يصِف بعضَ الصَّائمين الَّذين يتهافتون على الطَّعام غير مُبالين بالعواقب:

وَأَغْبَى  العَالَمِينَ   فَتًى   أَكُولٌ        لِفِطْنَتِهِ       بِبِطْنَتِهِ        انْهِزَامُ

إِذَا  رَمَضَانُ   جَاءَهُمُ   أَعَدُّوا        مَطَاعِمَ لَيْسَ  يُدْرِكُهَا  انْهِضَامُ

وَلَوْ أَنِّي اسْتَطَعْتُ صِيَامَ دَهْرِي        لَصُمْتُ فَكَانَ  دَيْدَنِيَ  الصِّيَامُ

وَلَكِنْ  لا  أَصُومُ   صِيَامَ   قَوْمٍ        تَكَاثَرَ  فِي   فُطُورِهِمُ   الطَّعَامُ

فَإِنْ وَضَحَ النَّهَارُ طَوَوْا  جِيَاعًا        وَقَدْ هَمُّوا  إِذَا  اخْتَلَطَ  الظَّلامُ

وَقَالُوا  يَا   نَهَارُ   لَئِنْ   تُجِعْنَا        فَإِنَّ   اللَّيْلَ   مِنْكَ   لَنَا   انْتِقَامُ

وَنَامُوا  مُتْخَمِينَ  عَلَى   امْتِلاءٍ        وَقَدْ   يَتَجَشَّؤُونَ   وَهُمْ    نِيَامُ

فَقُلْ   لِلصَّائِمِينَ   أَدَاءَ   فَرْضٍ        أَلا،  مَا  هَكَذَا  فُرِضَ  الصِّيَامُ


مقالات ذات صلة

تعليقات