معلومات عن طائر الحسون
الحَسُّونُ الأُورَاسِيُّ أو الحَسُّونُ الأورُوبِيُّ أو مُجرَّد الحَسُّونُ في الخِطاب العاميّ، أو المُقْنِينُ، هو طائرٌ صغير من رُتبة الجواثم وفصيلة الشُرشُوريَّات. يمتدُ موطن هذه الطُيور من أوروپَّا الغربيَّة وُصولًا إلى سيبيريا الوُسطى، ومن شمال أفريقيا حتَّى آسيا الغربيَّة والوُسطى. كذلك، فقد أُدخلت إلى الكثير من بُلدان العالم عن قصد أو بطريق الخطأ، عندما أُحضرت لِغرض تجارة طُيور الأقفاص، ومن تلك البُلدان: أستراليا ونيوزيلندا وعدد من الجُزر الأوقيانوسيَّة ودُول أمريكا الجنوبيَّة. غذاؤها الرئيسي يتكوَّن من بُزور النباتات المُعمِّرة، والأشواك البريَّة، وبعضُ ثمار الأشجار. تُشاهد أسرابها كثيرًا وهي تتنقل على امتداد جوانب الطُرق من بُقعة من النباتات الشوكيَّة إلى أُخرى. يُصنِّفُها الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة على أنها غير مُهددة بأيِّ شكلٍ من أشكال الانقراض.
للحسُّون الأوراسي ريشٌ برَّاق مُمتع للنظر وتغريدٌ زقزقيٌّ عذب رخيم جعلهُ هدفًا في مُعظم أرجاء موطنه لِأشراك تجارة طُيور الأقفاص. وقد انقرضت بسبب هذا بعض الجُمهرات المحليَّة. لِهذا النوع نُويعات شتَّى تنقسم إلى زُمرتين مُتميزتين. النُويعات الغربيَّة، من أمثلة النُويعة البريطانيَّة (Carduelis carduelis britannica) قاطنة الجُزر البريطانيَّة، لها باحةٌ سوداء على الرأس، بينما تكونُ هذه الباحة رماديَّة في النُويعات الشرقيَّة، من أمثلة نُويعة پاروپانيس (Carduelis carduelis paropanisi) من أواسط آسيا.
كان يُنظرُ إلى الحساسين الأوراسيَّة على أنها رمزٌ من رُموز الصبر والتحمُّل، والخُصوبة، والمُثابرة. كما أنَّ شغفها ببزور الأشواك البريَّة جعل منها رمزًا من رُموز المسيحيَّة في بعض البُلدان الأوروپيَّة، نظرًا لِأنَّ تلك الأشواك صُنع منها الإكليل الذي وُضع على رأس يسوع المسيح عندما كان أسيرًا يُعذَّب عند الرومان، وفق المُعتقد المسيحي، كما كان صبر الحساسين على الوقوف على سوق الأشواك يعكسُ صبر المسيح على الآلام جرَّاء الإكليل.
التسمية
ورد في قاموس المعاني: «حَسُّون: عُصْفُورٌ غِرِّيدٌ مُلَوَّن». و«حَسُّون» مُشتقة من «حُسْن» أي «جَمَال»، وهو يعكُس منظر الطائر البهيّ مُمتع النظر. صُنِّفت الحساسين الأوراسيَّة ِلِأوَّل مرَّة سنة 1758م على يد عالم الحيوان السُويدي كارلوس لينيوس، وأعطاها التسمية العلميَّة «Fringilla carduelis»، وفي وقتٍ لاحق تمَّ تغيير اسم جنسها إلى «Carduelis» المُشتقَّة من «carduus» اللاتينيَّة، وتعني «الشوك البرّي»، في إشارةٍ إلى حُب هذه الطُيور لِبُزور الشوك، وشُيوعها بين جنباته، وهذا الأمر أدّى بدوره إلى تسميتها بأسماءٍ تُعبّر عن عاداتها في التغذية، مثل «Distelfink» الألمانيَّة التي تعني حرفيًّا «شُرشُور الشوك». سُميِّت هذه الطُيور أيضًا بأسماء تعكس هيئتها الخارجيَّة المُزوَّقة أو تغريدها الرخيم، ومنها «Stieglitz» الألمانيَّة، المُشتقة من الكلمة الهولنديَّة «szczygieł» التي يُعتقد بأنَّها مُسمّىً تمثيليّ لِصوت الطائر. ومن أسمائها التي تعكس منظرها الخارجي: «Chardonneret élégant» الفرنسيَّة التي تعني حرفيًّا «الحسّون الأنيق»، و«Goldfinch» الإنگليزيَّة، وهي عبارة نحت لِكلمتين: «Gold» و«Finch»، وتعني حرفيًّا «الشُرشُور الذهبي»، في إشارةٍ إلى ريش الطائر البرَّاق.
تنتشرُ الحساسين الأوراسيَّة عبر أنحاءٍ شاسعة من نصف الكُرة الأرضيَّة الشمالي، فموطنُها يمتد من أوروپَّا الغربيَّة وُصولًا إلى سيبيريا الوُسطى، وعبر شمال أفريقيا من المغرب حتَّى مصر، فآسيا الغربيَّة بما فيها الشَّام والعراق وشبه الجزيرة العربيَّة والأناضول والقوقاز وإيران، وُصولًا إلى آسيا الوُسطى وبعض أنحاء الهند. يُستثنى من هذه المنطقة كُلًا من آيسلندا وشمال اسكندناڤيا، التي تغيبُ عنها الحساسين بفعل شدَّة بُرودتها. والحساسينُ الأوراسيَّة آبدة (مُقيمة بشكلٍ دائم، لا تُهاجر) في جميع المناطق المُعتدلة المُمتدَّة عبر موطنها، ولا تقطع إلَّا لِمسافاتٍ قصيرة في بعض أنحاء أوروپَّا الغربيَّة هربًا من بُرودة الطقس. أُدخلت هذه الطُيور إلى عدَّة مناطق حول العالم، وكثيرًا ما كان المُستوطنون الأوروپيّون ينقلون معهم عدَّة أنواع من النباتات والحيوانات ويُطلقون سراحها في أرياف المُستعمرات الجديدة عن قصد كي تبدو لهم أشبه بأرياف بلادهم، وقد نُقل البعضُ الآخر من الحساسين كطُيور زينةٍ تُربّى في البُيوت، فهرب بعضُها وتكاثر في البريَّة. ومن المناطق التي أُدخلت إليها: بعضُ أنحاء أمريكا الجنوبيَّة، وبعضُ الجُزر الأوقيانوسيَّة، وجنوب شرق أستراليا، ونيوزيلندا. وقد أُدخلت الحساسين إلى أستراليا ونيوزيلندا لِأوَّل مرَّة خِلال القرن التاسع عشر الميلاديّ، وسُرعان ما تكاثرت أعدادها وانتشرت بشكلٍ واسع، وهي الآن توجد عبر بريزبن وُصولًا إلى شبه جزيرة آير، وفي جميع أنحاء نيوزيلندا.
اكتشف المُربون البريطانيّون خِلال العصر الڤيكتوري أنَّ تهجين بعض أنواع الشراشير ينتج عنه طُيورٌ جميلة الشكل عذبة الصوت. وقد اختبر هؤلاء المُربين تهجين الحسُّون بالأخص مع عددٍ من الأنواع القريبة، وفي مُقدِّمتها الكنارات المُستأنسة، فكانت النتيجة أن وُلدت طُيورٌ بهيَّة المنظر تجمع بين أجمل خصائص الكنار والحسُّون، وهي الشكل الخارجيّ والتغريد الرقراق، لكنَّها دائمًا ما تكون عقيمة. وقد انتقل تهجينُ الحساسين والكنارات من أوروپَّا إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا، وما زال مُستمرًّا حتَّى اليوم، وتختص به بعضُ نوادي تربية وإكثار طُيور الزينة. وتُعرف هذه الهجائن باللُغة العربيَّة باسم «النغل» أو «البندوق». كذلك، يتمُّ تهجين الحسُّون الأوراسيّ مع عدد من أنواع الشراشير الأُخرى، وفي مُقدِّمتها: الحسُّون الأخضر الأوروپي، وشُرشُور العصافة المألوف، والتُفَّاحي الأحمر، والنعَّار الأوراسي، والدُّغناش الشماليّ، ومُصلِّب المنقار.
تعليقات
إرسال تعليق