اعلان

شرات ومعاني تخليك تعاني

 شرات ومعاني تخليك تعاني

بقي لغياب الشمس لحظات، لحظات ويأتي المساء، وفي المساء يأتي الوداع، وفي الوداع تبكي العيون، ومن تلك الدموع تنطفئ كل الشموع، إلا شمعة أوقدها دمعي كي لا ينسى، إن الوداع كان من أشد الآلام.

أصبحت أشعر بالوحدة، فكل من حولي لا وجود لهم، وكأن الأيام تحكم عليّ بموت أحاسيسي، وكأن الدموع تأسرني. لي أرض الآهات لم أعد أعرف أين سأمكث: بداخلي، أم استفيق لحلم ضاع في صفحات السنين.

لقد أصبحت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر بالبشر فيه، بل أشعر بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى لأوراق الأزهار.

كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، ولكنّي فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.

حياة خالية فارغة سوداء، ووحدة قاتلة، ولغة الصمت تسود المكان، والألم جاثم على أنقاض الفؤاد، حتى الجسد أحسّ بالغربة ومرارة العيش، الوحدة تقتلني، والوجع يسكنني، وذكريات الماضي تشغلني، وأشعر أن همومي ستخنقني وأحزاني ستغرقني.

ما زالت الجراح في قلبي، جراح ما زالت تنزف، جراح تعفّنت من كثرة الدماء، جراح أبكتني حتى جفّت كل دموعي، جراح أطفأت رغبتي بالاستمرار في الحياة.

أيامي سوداء لا ترى الشمس، ويسكنها الصمت والعذاب، وتغمرها ظلمة الليل، ولا تعرف معنى الألوان، أيام غاب فيها القمر، ولم تعد تُتقن سوى لغة البكاء، أيام تحتضر، أيام كالأشباح، أيام انقطعت فيها الأنفاس، وتملّكني فيها اليأس والضياع.

ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق، ما أصعب أن تتكلم بلا صوت، أن تحيا كي تنتظر الموت، ما أصعب أن تشعر بالسأم فترى كل من حولك عدم، ويسودك إحساس الندم على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه.


مقالات ذات صلة

تعليقات