أبحاث التربية العسكرية جاهزة
1- بحث الشائعات ودورها السلبي على الفرد والمجتمع
مقدمـــة
كم من قرى أهلكت، وكم تسببت الشائعات في حدوث الغل والحقد بين الكثير والكثير، وفي وقتنا الحالي أصبح انتشار الشائعات أمر سهل جداً بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. فلا يستخدم الشائعات إلا لمن يريد أن يخبئ الحقيقة والذي يريد أن ينشئ حالة من الغل والحقد بين الناس أو لينشر الفاحشة بين أفراد مجتمعه. والمعنى الشامل للشائعات: هو نشر الغل والحقد بين الأفراد والمجتمعات، ونشر الاضطراب، وبث في النفوس التأثير السلبي. فيجب معرفة حقيقة الشائعات وما تفعله بين قلوب البشر لحماية الأمة وعدم إظهار ضعفها أمام أعدائها وسوف نوضح الكثير في بحث عن الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع.
أنواع الشائعات
تختلف الشائعة باختلاف الأشخاص الذين ينقلون الشائعة فمنهم من ينقلون مدحًا ومنهم من ينقلون ذمًا ومنهم من ينقلون خليطًا بين الاثنين، وهناك من ينقلون شائعة غريبة في مضمون أحداثها.
في تناقلها الأشخاص بينهم فتصبح أمرًا ممكنا وليس مستحيلًا ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من نقل أخبار لم نعرف مدى صدقها وقد بين ذلك في العديد من الآيات:
قال تعالى: “وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا”
ويقول بن كثير في تفسير “إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف” ينكر على من يتناقل الأمور بين الأشخاص قبل أن يتأكد من مدى صدقها وتحققها.
وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”.
كيف ومن أين تنتشر الشائعات
نستعرض في بحث عن الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع كيف.
ومن أين تنتشر الشائعات حيث انتشرت الشائعات في هذا الزمن كانتشار الهشيم في النار.
فلا تركت جانباً من جوانب الحياة ولا مجال من المجالات إلا وتأثر بانتشارها لدرجة انتشار الأمر إلى الأطفال.
وذلك بشأن افتتاح مدارسهم، أو مد الإجازات وغير ذلك.
لا تنطلق الشائعات صدفة ولكن هناك من يتقن ذلك حتى ينشرها في الوقت المناسب.
ويستفاد الشخص الذي ينشر الشائعة كثيرًا من الأمر.
فلا يجب الإنصات لمثل هذه الشائعات والاهتمام بشيء آخر يفيدنا.
ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الشخص الذي ينشر الشائعات في الحديث الشريف.
حيث ذكر أن آيات المنافق ثلاث منهم أنه إذا حدث كذب.
الآثار السلبية للشائعات
تأثر الأمن الوطني
يؤدي انتشار الشائعات والأكاذيب إلى تهديد الأمن واستقراره.
فنشر الشائعات يؤدي إلى انتشار الفوضى بين أفراد المجتمع.
الأمر الذي يؤدي إلى التشكيك بالجهات المسؤولة ومدى مصداقيتها.
كما تعمل على نشر الرعب بين المواطنين وعلى انشغال أفراد المجتمع عن القضايا العامة لانشغالهم بانتشار مثل هذه الشائعات.
تعمل انتشار الشائعات على الضغط على صانعي القرار في الدولة بإصدار أحكام الأمر الذي يؤدي إلى الاستعجال في اتخاذ القرار وإجراء القوانين.
التفكك الأسري
تُعدّ الإشاعات وسيلةً لخرق وحدة البيت الواحد وحل الروابط الوجدانية بين الأهل.
وكثيرة هي البيوت التي هُدمت والأسر بسبب ذلك.
يؤدي انتشار الشائعات إلى تكوين حالة من الحقد بين أفراد الأسرة.
وبعضها الأمر الذي يؤدي إلى تفكك الترابط الأسري، والأمثلة كثيرة على ذلك.
وأقرب مثال هو عندما تم اتهام السيدة خديجة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك بالافتراء والظلم بالفاحشة.
فلقد نال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق الكدر والهم.
فكان ذلك حال أشرف أهل البيوت فما بالك بباقي الأسر.
بعض الآثار السلبية الأخرى التي تسببها الشائعات
فيبحث عن الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع بعض الآثار السلبية الأخرى التي تسببها الشائعات:
انعدام الثقة: يؤدي انتشار الشائعات إلى انتشار الريبة في نفس الشخص بأن يكون حائرًا.
فلا يهدأ بال ليصل به الحال إلى أن يشك بمن حوله ويفقد الثقة بالآخرين.
تأثر الاقتصاد: يؤثر انتشار الشائعات على عقلية المجتمع فتبث في نفوس الناس الخوف والهلع.
الأمر الذي يؤدي إلى عدم الإنجاز فيؤدي انتشار الشائعات إلى منع التقدم الاقتصادي.
التشكيك في الإسلام: لا يؤدي انتشار الشائعات إلى المساس بالحالة الاقتصادية والاجتماعية فقط بل قد يصل الأمر إلى الحالة الدينية.
فكم من أشخاص يريدون التشكيك في الاسلام بنشر أقاويل كاذبة ليس لها أي دليل من الصحة لهدف بث الكره في نفوس الكثير تجاه الإسلام.
موقف المسلم من الشائعات
يجب ألا يستعجل وينشر الشائعات وينتظر حتى يتأكد من صحتها وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر فيها الأخبار بسرعة كبيرة.
يقول الشخص الذي ينشر مثل هذه الشائعات قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
إذا كانت هذه الشائعة تتعلق بالشرع فانظر أولا إلى فتاوي العلماء.
وإن كان هذا الأمر ليس موجود به فتوى فلتنتظر الفتوى من أهل العلم حتى لا يكون لك دور في نشر الفساد.
قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”.
الفوائد المزعومة من ترويج الشائعات
يوجد في كل زمان ومكان الأشخاص المفسدون الذين يدسون سمومهم في نفوس الناس، لذلك فإن الأهداف التي تعود على مروجي مثل هذه الشائعات مثل:
النصح: والمعنى أنه الاستمرار من قبل الشخص في قول الشائعات في أحد مجالسه في شكل نصح حول هذا المشاع عنه أي يتبع طريقة النصح في نشره.
الشماتة: فيكون الهدف من نشر هذه الشائعة الشماتة بصاحب الشائعة والفرح فيه.
الفضول: يستخدم الشخص الذي ينشر الشائعات طريقة التشويق حتى ينصت الأشخاص إليه وهذا هو دافعه.
أكاذيب الشائعات
يقول علماء النفس وعلماء الاجتماع أن الفراغ وعدم الانشغال بما يفيد.
وعدم التربية الصحيحة من أهم العوامل التي تؤثر أفراد المجتمع، فيؤدي إلى انسياقه وراء الشبهات والشهوات.
كما أن الاعتياد على اللهو وعدم تحمل المسؤولية يؤدي إلى نفس النتيجة.
فيجعل الشخص يذهب ويهتم بما هو ليس حقيقي فيصبح فريسة للشائعات.
كما يصبح أيضاً ناشرًا لهذه الأقوال المكذوبة.
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن ما يؤدي إلى صفاء وهدوء النفس والصحة النفسية ليس المال فقط.
وإنما هي أشياء أخرى مثل صفاء الذهن وعدم الانشغال بالأشياء التافهة.
خاتمة بحث عن الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع
نتمنى أن يكون البحث عن الشائعات وأثرها على الفرد والمجتمع قد حاز على إعجابكم وأنكم استفدتم منه. والأهم أن لا تعينوا الآخرين على نشر الإشاعات الكاذبة ، وأن تشغلوا أنفسكم بما ينفعكم في دينكم وشؤونكم الدنيوية ، لتحقيق الهدف الذي من أجله أتينا في هذه الحياة.
2- دور الدولة والأجهزة المعنية لمجابهة فيروس كورونا
تضع الحكومات والمؤسسات الطبية في جميع دول العالم ومن بينها مصر الطب الوقائي على رأس أولوياتها، نظرًا لدوره المهم في توفير السبل والآليات التي تحمي المجتمع بشكل عام من خطر الإصابة بالأمراض، ويؤدي هذا الإجراء إلى تقليل احتمال التعرض للإصابة، ويعتبر الطب الوقائي هو طب المجتمع، وأحد فروع الطب الأساسية التي تهدف إلى الاكتشاف المبكر للأمراض، ومنعها قبل حدوثها، ومن أهم المهام التي يقوم بها قطاع الطب الوقائي: الوقاية من حدوث الأوبئة الصحية، والتدخل السريع حين حدوثها لمنع انتشارها، والتقليل من أضرارها، تحسين الصحة العامة للمجتمعات البشرية، والحفاظ على جودة الحياة للأشخاص الأصحاء والمرضى، ورفع المستوى الصحي للأفراد، والتقليل من الفاتورة الصحية التي يتحملها الفرد، والحد من العجز المالي لموازنات وزارة الصحة بشكل كبير، وبالتالي فإن الطب الوقائي مجال حيوي ومهم على المستويين الصحي والاقتصادي معًا.
وفي مواجهة جائحة كورونا قام قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان بتنفيذ جميع الأنشطة والإجراءات الوقائية المتّبعة في التصدي للجائحة، وذلك للحد من انتشار المرض، وقد كان هناك هدفان استراتيجيان في بداية الجائحة، أولًا: الحد من عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كورونا، وثانيًا: ضمان استمرارية وفاعلية جميع الأنشطة الوقائية المتعلقة بصحة المجتمع.
أولًا: الحد من عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كورونا
عملت وزارة الصحة والسكان على المتابعة المستمرة للوضع الوبائي في مصر وفي العالم، والمراجعة الدورية للإجراءات الاحترازية، والتوصيات الوقائية من خلال التحليل المستمر للبيانات، وعمل الزيارات الإشرافية بصفة متكررة على مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية، وإجراءات التحكم والسيطرة على انتشار المرض ومنع حدوث الإصابة، وذلك عبر عدد من الآليات، وهي: الحجر الصحي، وترصد الأمراض المعدية، ومكافحة الأمراض المعدية، والعدوى، وتطوير المعامل المركزية، والتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.
الحجر الصحي:
عمل الحجر الصحي على اتخاذ مجموعة متنوعة من الإجراءات التي من شأنها مواجهة جائحة كورونا في مصر، ومن أبرزها: التأكد من وجود نتيجة PCR سلبية لجميع الوافدين إلى مصر من الخارج، والتحقق من عدم وجود أي أعراض مرضية، أو ارتفاع في درجات الحرارة، أو أي عرض من أعراض الأمراض التنفسية الحادة، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية في حالات الاشتباه، من خلال عزلها، وتوجيهها للمستشفيات المعنية لذلك، إلى جانب فحص جميع الركاب القادمين من كل دول العالم، والركاب العابرين (ترانزيت) على الرحلات الأساسية، أو الخاصة، أو رحلات البضائع، دون أي استثناءات، ورفع القدرات الأساسية لمعازل الحجر الصحي بالتجهيزات المطلوبة لاستقبال الحالات المشتبه فيها، وتوفير إقامة مناسبة لها، فضلًا عن التنسيق مع مديريات الشؤون الصحية بشأن التخلص الآمن من النفايات الخاصة بوسائل النقل القادمة إلى مصر من المناطق المتأثرة بالمرض، وإصدار المنشورات الدورية بشأن تحديث الضوابط، والإجراءات الوقائية لمكافحة انتشار الجائحة، كما تم إدراج خدمة تحليل التشخيص السريع ANTIGEN RAPID DIAGNOSTIC TEST بأقسام الحجر الصحي للمسافرين؛ استكمالًا لقائمة الفحوص المعملية المعنية بفيروس كورونا المستجد، وذلك بالنظر إلى متطلبات السفر لبعض الدول الأوروبية، وإدخال تحليل الاختبار السريع ID NOW test للقادمين من دول الهند، والدول المجاورة لها، والبرازيل، وأمريكا اللاتينية، لوجود فترة بين سحب عينة PCR، وظهور النتيجة، ما قد يترتب عليه تغير النتيجة من سلبي إلى إيجابي، وذلك في ضوء ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا المستجد في تلك الدول.
ويقوم الحجر الصحي بدور بارز في نقاط الدخول الجوية والبحرية والبرية من خلال تطبيق اللوائح الصحية الدولية، وقوانين الحجر الصحي ذات الصلة، لمنع تسرب الأمراض والأوبئة داخل البلاد، فضلًا عن متابعة سير الحالة الوبائية في العالم، عن طريق النشرات الوبائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بصفة دورية، وتقدير الاحتياطات بشأنها، وتطبيق التدابير الصحية المقررة على القادمين من الدول المتأثرة بأمراض مثل: شلل الأطفال، والحمى الصفراء، وغيرهما من الأمراض، وفقًا للموقف الوبائي العالمي والإقليمي، وفى ضوء النشرات التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية ولجان الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية، ووفقًا لمتطلبات الدخول لجمهورية مصر العربية.
كذلك تم تكثيف برامج مكافحة ناقلات الأمراض بنقاط الدخول، وإلزام جميع شركات الطيران التي تعمل على تشغيل خطوط مع الدول التي تنتشر بها هذه الأمراض المتوطنة باتباع الطرق المعتمدة من منظمة الصحة العالمية لتطهير الطائرات، والرقابة الصحية بنقاط الدخول على البضائع الخاضعة لإجراءات الحجر الصحي، القادمة من الخارج، بهدف منع تسرب الأمراض المعدية إلى البلاد، مع دورية سحب عينات من مياه الصرف الصحي من جميع الأماكن بنقاط الدخول ووسائل النقل (الطائرات/السفن)، والتخلص الآمن من النفايات، والرقابة المستمرة على الأغذية المتداولة، والمطاعم، ومرافق تقديم الوجبات للمسافرين بالطائرات (الكاترينج)، والأغذية التي تمون السفن.
ترصد الأمراض المعدية:
تعتبر مصر من أقوى دول الشرق الأوسط والدول العربية وإفريقيا في أنظمة الترصد والاكتشاف المبكر للأمراض والأوبئة، بشهادة خبراء منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، وقد تأكّد ذلك من خلال التقييم المشترك الخارجي Joint External Evaluation (JEE) للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، في سبتمبر وأكتوبر 2018، وكذلك التقييم الذي تم إجراؤه في مارس 2020.
وتسعى جهود وزارة الصحة والسكان إلى تحسين الصحة العامة، من خلال ترصد الأمراض ومتابعة البيانات، وتقييم البحوث وإجراء الدراسات والمسوحات الميدانية، وبناء القدرات في مجال تطبيق علوم الوبائيات، ووضع الخطط والسياسات الخاصة بالتحكم والسيطرة على الأمراض المعدية والوبائية والمستجدة، وإدارة التجمعات الجماهيرية، والتنسيق مع الجهات المعنية لتطبيق الإجراءات الوقائية وتقديم الخدمات الطبية، وإعداد الأدلة الإرشادية للترصد، وتحديث قائمة الأمراض المعدية، وتدريب الأطباء العاملين بمجال الوبائيات والصحة العامة، من خلال برنامج التدريب الميداني للوبائيات FETP، وكذلك التعاون مع الزمالة المصرية للوبائيات.
وفي هذا الإطار، اتخذ الطب الوقائي العديد من الخطوات في سبيل ترصد الأمراض المعدية بشكل عام، وفيروس كورونا المستجد بشكل خاص؛ حيث واصل تتبُّع حالة فيروس كورونا المستجد في مصر، ونشر بروتوكول التعامل مع الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس، وحالات الإصابة المؤكدة، والتأكد من أخذ العينات المطلوبة من الحالات المشتبهة، وإرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان بالقاهرة، أو المعامل الإقليمية بالمحافظات، وإعداد إجراءات لتتبع المخالطين، والتأكد من حصرهم، ومتابعة إجراءات المراقبة اليومية لمدة 14 يومًا contact tracing . كما تمت إقامة العديد من ورش العمل والدورات التدريبية بهدف تقديم تدريب مكثّف لفرق الترصد على جميع المستويات، وذلك في ظل التعاون مع فرق من معامل الفيروسات في وزارة الصحة والسكان والقطاع البيطري، للقيام بتقييم منتظم للمخاطر على المستوى القومي، كذلك سعت الوزارة إلى تنشيط عملية الترصد في المدارس، من خلال تدريب الزائرات الصحيات طبقًا للمعايير القياسية للترصد بالمدارس في التعامل مع أية حالات إصابة قد تظهر في المدرسة، وذلك بالتوازي مع تنشيط الترصد المجتمعي، وتدريب الرائدات الريفيات على متابعة الحالات المعزولة منزليًّا، ونشر الوعي الصحي بجميع قرى مصر.
مكافحة الفيروس والعدوى:
تعني مكافحة العدوى بالإجراءات الخاصة بالوقاية من العدوى، وفي هذا الإطار، تم تشكيل فريق إدارة الأزمة بالتنسيق مع فرق الاستجابة السريعة على المستوى المركزي والطرفي بجميع المحافظات، كما عملت وزارة الصحة على تنظيم زيارات منزلية لمتابعة المخالطين لحالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، للتأكد من مدى التزام المخالطين بالمنازل باتباع الإجراءات الوقائية، ومن ناحية أخرى، تم تقديم التدريب اللازم للأطباء العاملين بالخط الساخن (105)؛ لتعزيز القدرة على تلقي شكاوى المواطنين وبلاغاتهم، والرد على استفساراتهم بالشكل الأمثل، طبقًا لمادة علمية موثقة ومحدثة، بما يضمن جودة واستمرارية الخدمة على مدار اليوم طوال أيام الأسبوع.
كذلك تشمل إجراءات مكافحة العدوى المتابعة الصحية للقادمين من الخارج، من خلال مسؤولي مكافحة الأمراض المعدية بالمحافظات، طبقًا للبيانات الواردة على برنامج ميكنة متابعة القادمين من الدول المتوطن بها الأمراض طوال فترة حضانة المرض، والاتصال بعينة عشوائية من القادمين وذلك طبقا لسيناريو معد للاستفسار عن ظهور أي أعراض لأمراض معدية، وتم تخصيص غرف للعزل بأقسام الاستقبال والطوارئ والعيادات الخارجية بالمستشفيات، وذلك إلى جانب المتابعة الدورية والتقييم المستمر لمدى التزام العاملين بالفرق الصحية بالمنشآت الصحية في جميع المحافظات بالإجراءات القياسية لمكافحة العدوى، وفي هذا السياق، تم توفير أدوات ومستلزمات الوقاية الشخصية (واقيات الجهاز التنفسي، والأقنعة الجراحية، والأقنعة عالية الكفاءة، والقفازات، والمرايل البلاستيكية أحادية الاستخدام، ومستلزمات غسل الأيدي، ومطهرات الأيدي والأسطح..)، كما يتم إصدار إرشادات وتعليمات دورية أسبوعية بآخر المستجدات على الساحة العالمية، فيما يخص بروتوكول تصنيف حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتعامل معها، بطريقة تحمي القائمين على تقديم الخدمة الطبية، أخذًا في الاعتبار استمرار تدريب الكوادر الطبية على إجراءات مكافحة العدوى في مجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وفق جدول زمني وآلية محددة تشمل: تدريب الأطباء بوحدات الرعاية الأساسية، وتدريب الفرق الطبية بأقسام الرعاية المركزة والطوارئ والغسيل الكلوي، وتدريب المدربين لضمان استمرارية العملية التدريبية للأفراد الجدد من الفرق الصحية.
تطوير المعامل المركزية:
بذلت وزارة الصحة والسكان جهودًا كبيرة لتطوير المعامل في مختلف محافظات الجمهورية؛ حيث تم تجهيز 60 معملًا بجميع الأجهزة والمستلزمات اللازمة لفحص فيروس كورونا المستجد بجميع المحافظات، كما تم تخصيص 30 معملًا على مستوى الجمهورية لإجراء تحاليل السفر، وإصدار شهادات كورونا المعتمدة للسفر للخارج، كذلك حرصت الوزارة على توزيع أجهزة (ID NOW) من إنتاج شركة (ABBOTT)، وهي أجهزة تستخدم للكشف السريع عن فيروس كورونا، في وقت يستغرق حوالي من 10 - 15 دقيقة فقط، على المستشفيات، والمعاهد التابعة للهيئة العامة للمستشفيات، والمعاهد التعليمية، وكذلك على المستشفيات التابعة للإدارة المركزية لأمانة المراكز المتخصصة، ومستشفى العريش بمحافظة شمال سيناء، والمنافذ البرية والبحرية والجوية.
كما تجدر الإشارة إلى الدور المهم الذي تقوم به المعامل المركزية من خلال مشاركتها باللجان الطبية المنظِّمة لجميع البطولات الدولية، والمحلية، والمؤتمرات، والمهرجانات التي تقام في مصر، وعلى رأسها كأس العالم لكرة اليد رجال 2021، وقد تم اعتماد اختبار الكشف عن فيروس كورونا والأجسام المضادة للفيروس ضمن اشتراطات إقامة كأس العالم لكرة اليد.
وقد أسهمت وزارة الصحة مع باقي الوزارات والجهات المعنية في تأمين استضافة مصر للعديد من البطولات العالمية والمهرجانات والفعاليات الدولية في الفترة السابقة، مثل: نهائي دوري أبطال إفريقيا، وكأس العالم للرماية، وكأس العالم لسلاح الشيش، والبطولة الإفريقية لدراجات الطريق بالجيزة، والبطولة الإفريقية لدراجات المضمار في استاد القاهرة، وبطولة العالم للجمباز، وبطولة الليزر – رن، وبطولة العالم للخماسي الحديث كبار، فضلًا عن المؤتمرات والمهرجانات الدولية:، مثل: مهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية الثقافي للفيلم القصير، ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والمؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حول حوار الأديان والثقافات، والاجتماع السنوي الخامس لرؤساء المحاكم الدستورية، والمحاكم العليا، والمجالس الدستورية الإفريقية.
وفي ضوء الجهود المبذولة حصل معمل الفيروسات والسيرولوجي، في الإدارة المركزية للمعامل بالوزارة، على شهادة الاعتماد EGAC ISO 15189، وأصبح المعمل الوحيد المعتمد دوليًّا في مصر والشرق الأوسط من المجلس الوطني للاعتماد EGAC.
التطعيمات ضد فيروس كورونا المستجد
تســتمر وزارة الصـحـــة في تـقـديــــم الخـدمــــات التطعيمية ضد فيروس كورونا في مراكز التطعيم المنتشرة بالمحافظات، والتي تخضع للزيادة المستمرة طبقًا لتسجيل الراغبين في التطعيم على البرنامج الإلكتروني، وقد بدأ التطعيم بالفئات الأكثر خطورة والأكثر عرضة للإصابة، مثل: أطباء الخط الأول، وكبار السن، وذوي الأمراض المزمنة، كما تم التوجيه بتطعيم القطاعات الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد القومي وعرضة للإصابة بسبب التعامل مع المواطنين، مثل: العاملين في قطاعات السياحة، والطيران، والصناعة، والتشييد والبناء، والتعليم، ومرشدي هيئة قناة السويس، والبنوك، وأعضاء المجالس النيابية، وفي هذا الإطار، تم تقديم تطعيم إلى المدن السياحية بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر، ومن المتوقّع أن تصل نسبة التطعيم بهذه المدن إلى 100% خلال الأسابيع القليلة القادمة وفقًا لتدفق جرعات اللقاح.
وقد تم التوسع في أماكن تقديم خدمات التطعيم؛ حيث تم تجهيز أرض المعارض لتقديم اللقاح لعدد أكبر من المواطنين والعاملين في الجهات الحكومية، كما تم توفير التطعيم من خلال فرق التطعيم المتحركة Mobile Team لتطعيم المؤسسات والقطاعات الحيوية بالدولة على المستويين العام والخاص (السياحة، البنوك، الشركات، المؤسسات.. الخ)، وقد بلغ عدد مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد على مستوى جميع محافظات الجمهورية 551 مركزًا، كما تجدر الإشارة إلى أنه تم تقديم خدمة التطعيمات الدولية اللازمة للمسافرين والنصائح الصحية من خلال مكاتب التطعيم الدولية الموجودة في جميع محافظات الجمهورية.
ثانيًا: ضمان استمرارية وفاعلية الأنشطة الوقائية المتعلقة بصحة المجتمع
عملت وزارة الصحة والسكان على تأمين وجود مخزون استراتيجي من الاحتياجات السنوية من الطعوم والأمصال اللازمة لتطعيم الفئات المستهدفة بالتطعيم (تطعيمات روتينية – تطعيمات مدارس –تطعيمات للمسافرين إلى المناطق المتوطن بها الأمراض – الأمصال العلاجية - حالات خاصة)، وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنه طبقًا للوضع الوبائي العالمي تم تنفيذ حملتين قوميتين للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وتم توفير لقاح شلل الأطفال الفموي نمط 2 (سابين)، كما تم توفير أرصدة كافية من الأمصال المنقذة للحياة (مصل العقرب – مصل الثعبان – مصل الكلب - التسمم الغذائي – مصل تيتانوس 30,000 وحدة)، بجميع أماكن تقديم الخدمة على مستوى الجمهورية، فضلًا عن توفير لقاح ضد الالتهاب الكبدي B لتطعيم نزلاء السجون، وموظفي مصلحة السجون المخالطين لهم ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية (100 مليون صحة)، وتوفير أرصدة من السرنجات ذاتية التلف (التي لا يمكن استخدامها أكثر من مرة واحدة)، وصناديق الأمان اللازمة للتخلص الآمن من النفايات الطبية الخطرة.
وقد حققت مصر إنجازات مشهود لها على المستويات كافة؛ إذ إنه على الرغم من تدهور الوضع الوبائي العالمي لمرض شلل الأطفال وإعلانه طارئة صحية تثير قلقًا دوليًّا منذ عام 2014، استطاعت مصر الحفاظ على استمرارية خلوها من المرض، منذ إعلان منظمة الصحة العالمية خلو مصر منه عام 2006، من خلال تنفيذ الحملات القومية والمحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال، كما قطعت مصر شوطًا كبيرًا في ملف إعلان القضاء على مرض الحصبة، والحصبة الألمانية، ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية، كما تم إعداد ملف خاص بحصول مصر على شهادة خلوها من الملاريا في سبيل تقديمه لمنظمة الصحة العالمية، كما تجدر الإشارة أيضًا إلى إعلان منظمة الصحة العالمية الحد من مرض التيتانوس الوليدي في مصر منذ عام 2007، وتسجيل آخر حالات الإصابة بالسعال الديكي على مستوى الجمهورية عام 2002، وفيما يتعلق بمكافحة الجذام، تمكّنت مصر من الحفاظ على معدل إصابة أقل من 1 لكل 10 آلاف نسمة وذلك من خلال تنفيذ المسحات الصحية لسرعة الاكتشاف المبكر، وتوفير العلاج المتعدد بالمجان لكل المرضى.
لقد تأثرت التطعيمات بمعظم دول العالم بسبب جائحة كورونا، مما تسبب في تفشي العديد من الأمراض المستهدفة بالتطعيمات في العديد من الدول، إلا أن مصر استطاعت أن تحافظ على أنظمة التطعيمات الإجبارية بها في ظل جائحة كورونا؛ حيث حافظت مصر على نسب تغطية سنوية لجميع الجرعات الروتينية خلال عام 2020 لأكثر من 95٪، وكان لتوافر رصيد استراتيجي دائم من التطعيمات المختلفة على المستويات كافة فضل كبير في عدم نفاد أي نوع من أنواع التطعيمات على الرغم من تأثر حركة الطيران والشحن الجوي بين مختلف دول العالم، كما كان للثقة الكبيرة التي يوليها المواطنون في برنامج التطعيمات دور كبير في عدم تأثر أنظمة التطعيمات الإجبارية في مصر.
كذلك تهتم وزارة الصحة بمتابعة الأخبار والشائعات والشكاوى الخاصة بالصحة من المواقع الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، واستشعار التفشيات الوبائية، والأحداث الطارئة المرتبطة بالصحة العامة، وتقوم الوزارة بوضع وتفعيل الخطط القومية التي تتماشى مع رؤية الدولة لرفع مستوى جودة وأمان الخدمات الطبية المقدمة (مثل الخطة القومية لمجابهة الميكروبات المقاومة للمضادات/الخطة القومية للحقن الآمن)، فضلًا عن إعداد وطبع وتوزيع مجموعة من الأدلة الإرشادية، مثل: الدليل القومي المصري لمكافحة العدوى، وتحديثه وتوزيعه على المنشآت الصحية.
كما تجدر الإشارة إلى مشاركة مصر في تجربة المحاكاة لطارئة صحية دولية، مع منظمة الصحة العالمية؛ حيث أشادت المنظمة بأداء مصر وفريقها حيال هذه التجربة، وقدرات مصر تجاه الاستجابة السريعة للطوارئ الصحية، كما قامت وزارة الصحة بإنشاء وحدة التواصل الخاص بالمخاطر risk communication للتنسيق متعدد القطاعات فيما يخص الطوارئ والأحداث الصحية المختلفة؛ مما يعكس جدية وزارة الصحة المصرية في تنفيذ توصيات لجنة الخبراء للتقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية.
وفي ضوء الجهود السابقة، حصلت مصر على تقييم متقدم على مستوى إقليم الشرق الأوسط في التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية IHR-JEE، والذي قامت به لجنة من الخبراء الدوليين، وأشادت بخبرات وقدرات مصر في مجالات الصحة العامة اللازمة لتطبيق اللوائح الصحية الدولية، كما تمكّنت مصر من الحصول على عضوية مجلس التنسيق المشترك JCB لبرنامج الأمم المتحدة للأبحاث والأمراض المدارية وأمراض الفقر TDR، وبذلك تصبح مصر هي ممثل إقليم الشرق الأوسط في هذا المجلس لمدة أربع سنوات، كما وضعت مصر الخطوط الأولى لخطة مصر القومية للأمان الحيوي، وتعد مصر من أسرع دول المنطقة في إعداد هذه الخطة بشهادة منظمة الصحة العالمية، وتستمر مصر في جهودها الرامية لمواجهة جائحة كورونا، وتحسين الصحة العامة بشكل عام.
تعليقات
إرسال تعليق