معلومات عن نظرية التحصين
تطورت نظرية التحصين على يد اختصاصي علم النفس الاجتماعي ويليام ج. ماجواير عام 1961 لتقديم مزيد من التفسير لكيفية تغيير الاتجاهات والاعتقادات والأهم من ذلك كيفية الحفاظ على ثبات الاتجاهات والاعتقادات في مواجهة محاولات الإقناع. ولا تزال دراسة نظرية التحصين مستمرة حتى يومنا هذا من قبِل الباحثين في مجالات الاتصال وعلم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع، كما تم تقييم النظرية في سياقات متنوعة منها السياسة (فاو وآخرون، 1990) والحملات الصحية (فاو وفان بوكيرن، 1994) والتسويق (كومبتون وفاو، 2004) وغيرها من المجالات.
التشبيه الطبي
إن التشبيه الطبي للتلقيح هو أفضل توضيح لمفهوم التحصين، كما أن هذا التشبيه في الحقيقة مثال افتتاحي لكيفية إحداث المقاومة من خلال التحصين. فكما شرح ماجواير في بداية الأمر (1961أ)، تتمثل آلية عمل التلقيح الطبي في تعريض الجسم لفيروسات ضعيفة - بحيث تكفي لدفع الجسم إلى الاستجابة (مثل إنتاج الأجسام المضادة) وفي نفس الوقت لا تكون قوية بدرجة تفوق مقاومة الجسم لها. ويعمل التحصين السلوكي بنفس الطريقة: من خلال تعريض شخص ما لحجج مضادة ضعيفة لبدء عملية إقامة الحجج المضادة والتي تعطي في النهاية مقاومة لرسائل الإقناع الأقوى التي تواجه الشخص فيما بعد.
الأصول
كانت فكرة التحصين مستقاة من بحث سابق تناول دراسة الرسائل التي تحمل وجهًا واحدًا والرسائل التي تحمل وجهين، والنوع الأول هو رسائل داعمة لتقوية الاتجاهات القائمة لكن دون ذكر المواقف المضادة، في حين تعرض الرسائل التي تحمل وجهين كلاً من الحجج المضادة وتفنيداتها (لومسداين وجانيس، 1953)
كانت آثار الحرب الكورية أحد أهم المحفزات التي دفعت ماجواير لوضع هذه النظرية؛ حيث اختار تسعة من أسرى الحرب الأمريكيين - عند منحهم الفرصة - البقاء مع معتقليهم السابقين، فافترض الكثيرون تعرض الجنود لغسل الدماغ، لذا تحول ماجواير وغيره من علماء الاجتماع إلى دراسة طرق تحول المقاومة إلى الإقناع. ومثّل هذا تغيرًا في مجال البحث القائم في موضوع الإقناع والذي كان محصورًا في كيفية جعل الرسائل أكثر إقناعًا وليس العكس (جاس وسيتر، 2003).
التطور
قاد ماجواير سلسلة من التجارب لتقييم فعالية التحصين والتي أضافت فارقًا دقيقًا لفهمنا لآلية عمله (للاطلاع على نظرة عامة عنه، انظر كومبتون وفاو، 2005). حصرت الدراسات المبكرة (مثل ماجواير وبابجريجوس، 1961) عملية اختبار نظرية التحصين على الحقائق البديهية الثقافية أو الاعتقادات المسلم بها دون تفكير (مثل مراعاة غسيل الأسنان بالفرشاة يوميًا). في حين امتد التطور اللاحق الذي حدث لنظرية التحصين الموسعة إلى مواضيع أكثر جدالية وإثارة للخلاف في مجالات السياسة والصحة والتسويق وغيرها، كما تم تطبيق النظرية في مجال التعليم للمساعدة في الحيلولة دون إدمان المواد المخدرة.
تعليقات
إرسال تعليق