اعلان

شعر عن الموت مؤثر جدا قصير

 شعر عن الموت مؤثر جدا قصير

إنّ الطـبـيـــــب بطبــّه و دوائــه

يقول أبو العتاهية:


إنّ الطـبـيـــــب بطبــّه و دوائــه


لا يستطيع دفاع مكروه أتى


ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي


قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى


ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي


جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى


أسلمني الأهل بطن الـــــثرى

أسلمني الأهل بطن الـــــثرى


وانصرفوا عنّي فيا وحشتا


وغادروني معدوماً بائســــاً


مـــا بيدي اليـــــوم إلا البُكا


وكل ما كان كأن لم يكـــــــن


وكل ما حذّرته قــــــــد أتى


وذا كم الجموع والمقتنى


قد صار في كفّي مثل الــهبا


ولما جد لي مؤنسا ها هــنا


غير مجور موبق أو فاســـق


فلو تراني وترى حالتــــــي


بكيت لي يا صاح ممّـــا ترى


عجبت للإنسان في فخره

عجبت للإنسان في فخره


وهــــو غداً في قبره يُقبر


ما بال مـــن أوّلـه نـطفـة


وجيفــــة آخـــره يفــجــر


أصبح لا يملك تقديم مـــا


يرجو ولا تأخير مـا يحذر


وأصبح الأمر إلى غيره


فيكلّ ما يقضى وما يقدر


الموت ربع فناءٍ، لم يضع قدماً

يقول أبو العلاء المعري:


الموتُ رَبْعُ فَناءٍ، لم يَضَعْ قَدَماً


فيهِ امرؤٌ، فثَناها نحوَ ما ترَكا


والملكُ للَّهِ، من يَظفَرْ بنَيلِ غِنًى


يَرْدُدهُ قَسراً، وتضمنْ نفسه الدّركا


لو كانَ لي أو لغَيري قدْرُ أُنْمُلَةٍ


فوقَ الترابِ، لكانَ الأمرُ مُشترَكا


ولو صفا العَقلُ، ألقى الثّقلَ حامِلُه


عَنهُ، ولم تَرَ في الهَيجاءِ مُعتَرِكا


إنّ الأديمَ، الذي ألقاهُ صاحبُهُ


يُرْضي القَبيلَةَ في تَقسيمِهِ شُرَكا


دعِ القَطاةَ، فإنْ تُقدَرْ لِفيكَ تَبِتْ


إلَيهِ تَسري، ولم تَنصِبْ لها شرَكا


وللمَنايا سعَى الساعونَ، مُذْ خُلِقوا


فلا تُبالي أنَصَّ الرّكْبُ أم أركا


والحَتْفُ أيسرُ، والأرواحُ ناظرَةٌ


طَلاقَها من حَليلٍ، طالما فُرِكا


والشّخْصُ مثلُ نجيبٍ رامَ عنبرَةً


من المَنونِ، فلمّا سافَها بَرَكا


إن يقرب الموتُ مني

إن يقرب الموتُ مني


فلستُ أكرهُ قُرْبَهْ


وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ


يصبِّرُ القبرَ دَرْبَهُ


منْ يَلقَهُ لا يراقبْ


خطباً، ولا يخشَ كُرْبَهُ


كأنني ربُّ إبلٍ


أضحى يمارسُ جُرْبه


أو ناشطٌ يتبغّى


في مُقفِر الأرض، عِربْه


وإنْ رُددتُ لأصلي


دُفنتُ في شرّ تُربه


والوقتُ مامرّ، إلا


وحلّ في العمر أُربه


كلٌّ يحاذرُ حتفاً


وليس يعدمُ شُربه


ويتّقي الصارِمَ العضـ


ـبَ، أن يباشر غَربه


والنزعُ، فوق فراشٍ


أشقُّ من ألف ضربه


واللُّبٌّ حارَبَ، فينا


طبْعاً يكابدُ حَرْبه


يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ


ـنيَ الحِمامَ وإربه


ولا تضنَّ، فإنّي


مَا لي، بذلك، دربه


يَكُرُّ في الناس كالأجـ


ـدَلِ، المعاود سِربه


أوْ كالمُعيرِ، من العا


سلات، يطرُقُ زربْه


لا ذات سِرْب يُعّري الرّ


دى، ولا ذات سُربه


وما أظُنُّ المنايا


تخطو كواكبَ جَرْبه


ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ


ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه


فتّشنَ عن كلّ نفسٍ


شرْقَ الفضاء وغَربه


وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ


عُجْمَ الأنام، وعُربه


ما ومضةُ من عقيقٍ


إلا تهيجُ طرْبه


هوىً تعبّدَ حُرّاً


فما يُحاولُ هرْبه


من رامني لمْ يجدْني


إنّ المنازلَ غُربَه


كانتْ مفارقُ جُونٌ


كأنها ريشُ غِرْبه


ثمّ انجلتْ، فعَجبنا


للقارِ بدّل صِرْبه


إذا خَمِصْتُ قليلاً


عددْتُ ذلك قُربه


وليسَ عندِيَ، من آلة


السُّرى، غيرُ قِرْبه


مقالات ذات صلة

تعليقات