معلومات عن التدليك
التدليك هو معالجة الأنسجة الرخوة في الجسد. تُطبق تقنيات التدليك عمومًا باستخدام الأيدي أو الأصابع أو المرافق أو الركب أو السواعد والأقدام أو بجهاز. يهدف التدليك عمومًا إلى علاج الألم الجسدي أو الإجهاد. كان يُعرف الشخص المتدرب مهنيًا على التدليك باسم المدلك، لكن هذا اللقب قديم، ويحمل بعض الدلالات السلبية. اعتُرف بمعالج التدليك في الولايات المتحدة مسمًى وظيفيًّا لأولئك الذين تدربوا باحترافية على التدليك.
يُعالَج العميل في الظروف المهنية عبر استلقائه على طاولة التدليك، أو الجلوس على كرسي التدليك، أو الاستلقاء على سجادة رياضية على الأرض. أما عند الهواة فيشيع استعمال الأسطح العامة كالسرير أو الأرضية. يُطبق العلاج المائي وتمسيد الجسم بغمر جسم المتلقي أو بطفوه في بركة علاجية ذات ماء دافئ.
أصل التسمية
التدليك في اللغة العربية من المصدر دلك. بينما نجد بعض اللغات الأخرى تستعمل لفظ "massage" وذلك باللغة الفرنسية والتي تعني «احتكاك»، أو من الكلمة العربية مسَّ بمعنى «يلمس أو يشعر أو يعالج» أو من اللاتينية massa بمعني «التجمع، والعجن». كانت تسمى الكلمة القديمة للتدليك ب اليونانية هي anatripsis وباللاتينية هي frictio.
الاستخدامات الطبية والعلاجية
يعَد معالجو التدليك والمعالجون الرياضيون والمعالجون الفيزيائيون وممارسو الطب التقليدي الصيني وغيره من الطب الشرقي المختصين الرئيسين الذين يقدمون التدليك العلاجي. يعمل ممارسو التدليك في ظروف طبية متنوعة وقد يتنقلون للعمل المنزلي الخاص. تتضمن موانع استخدام التدليك الخثار الوريدي العميق، والاضطرابات النزفية أو تناول مميعات الدم مثل الوارفرين، وإصابة الأوعية الدموية، وضعف العظام من السرطان، وهشاشة العظام أو كسورها، والحمى.
تأثيرات إيجابية
أظهرت مراجعات الأقران الطبية فوائد للتدليك تتضمن تخفيف الألم، وتقليل القلق المعتاد والاكتئاب، وتخفيض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مؤقتًا، والسيطرة على القلق الآني. أظهرت الاختبارات الإضافية زيادةً فورية وفترات تعافٍ لأداء العضلات. تتضمن النظريات حول ما قد يجنيه التدليك تعزيزَ العضلات ونمو الهيكلية وإعادة بنائها، ووقف حس الألم (نظرية التحكم بالبوابة حول التنبيهات الألمية)، وتنشيط الجهاز العصبي اللاودي، الذي قد يحفز تحرير الإندورفينات والسيروتونين أو يمنع التليف أو تندب النسيج، وزيادة تدفق اللمف، وتحسين النوم.
يُمنع التدليك من الوصول إلى المعيار الذهبي للبحث العلمي، الذي يتضمن علاجًا وهميًا وتجربة سريرية عمياء. يصعب استحداث علاج يدوي وهمي للتدليك، إذ إنه لا يمكن تمامًا نفي تأثير حتى اللمسة الخفيفة على المتلقي. ويصعب أيضًا إيجاد طريقة تمنع ملاحظة المتلقي أنه حصل على تدليك أقل، لذا قد يكون الحصول على تجربة عمياء أمرًا مستحيلًا. قد يوظف التدليك تجربة منضبطة معشاة تُنشر في مجلات مراجعات الأقران الطبية. قد يزيد هذا النوع من الدراسات من مصداقية المهنة لأنها تظهر أن التأثيرات العلاجية الوهمية قابلة للتناتجية.
تأثير جلسة واحدة
تخفيف الألم: يُعد تخفيف الألم الناتج عن إصابات عضلية هيكلية وأسباب أخرى من فوائد التدليك الأساسية. خلصت مراجعة كوكرين في عام 2015 إلى أن هناك دليلًا بسيطًا جدًا على أن التدليك فعّال في علاج آلام أسفل الظهر. فشل تحليل تلوي أجراه علماء في جامعة إلينوي في إربانا شامبين في إيجاد انخفاض إحصائي واضح للألم بعد المعالجة مباشرةً. تشير دلائل ضعيفة إلى أن التدليك قد يحسن ألم أسفل الظهر على المدى القصير للحالات الحادة وشبه الحادة والمزمنة.
القلق الآني: أظهر التدليك تقليلًا للقلق الآني، وهو قلق مؤقت ناتج عن حالة محددة.
ضغط الدم ومعدل ضربات القلب: أظهر التدليك خفضًا مؤقتًّا لضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
تأثير عدة جلسات
تخفيف الألم: قد يقل الألم في غضون أيام أو أسابيع بعد المعالجة بالتدليك.
القلق المعتاد: أظهر التدليك أنه يحد من القلق المعتاد، وهو شعور عام بالقلق.
الاكتئاب: أظهر التدليك أنه يحُد من الاكتئاب الطفيف.
تأثيرات عصبية عضلية
أظهر التدليك أنه يخفف الاستثارة العضلية العصبية عبر إحراز تغيير في مدى منعكس هوفمان. يشير الانخفاض في السعة بين ذروتي منعكس هوفمان إلى تقليل استثارة العصبون الحركي. يوضح آخرون: «يعَد منعكس هوفمان تناظرية كهربائية لمنعكس الشد… والانخفاض» ينتج عن نقص استثارة رد فعل الحبل الشوكي. يؤكد بحث ميداني (2007) أن التأثيرات المثبطة تنتج من المستقبلات النسيجية العميقة لا المستقبلات السطحية الجلدية، إذ لم ينقص منعكس هوفمان عند اختبار تدليك الضغط الخفيف بالأصبع. لوحظ أن «المستقبلات التي تتحفز خلال التدليك هي ذاتها التي تتصل بالعضلات المدلَّكة» ولا ينتج عن العضلات الأخرى انخفاض في سعة منعكس هوفمان.
تعليقات
إرسال تعليق