ما هي القصة وراء مقولة " ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن في هذي الجموع رجالا"؟
الاجابة هي :
تعود هذه الأبيات إلى الشاعر خليل مطران، إذ يروي فيه حكاية مشهورة، يبدأ مطلعها بقوله:
سَجَــدُوا لِكِــسْرَى إِذْ بَــدَا إِجْـلاَلاَ
كَـسُـجُودِهِـمْ لِلــشَّمْسِ إِذْ تَتَــلاَلاَ
إذ يحكى أن كسرى غضب في يوم من الأيام من وزيره بزرجمهر، وعلى إثر ذلك حكم عليه بالموت، وفي يوم تنفيذ الحكم هب كل ناس، ليكونوا شاهدين على مقتل أحد وزارة كسرى العظماء.
فجاء كسرى يلوح للناس، وجلس على عرشه وحوله حاشيته ووزرائه، فيؤتى بعد ذلك بالوزير يسوقه جلاده، قائلا: هل من شافع للوزير؟ فيردد الجميع: لا لا.
ليلتفت كسرى نحو الجميع، ليلمح فتاة بين صفوف المشاهدين بهيئة ومنظر يعده الفرس عارا، ليرسل إليها من يسألها عن سبب قدومها بهذا الشكل، فتجيبه: حكما صارما يدين الحاكم المستبد والشعب المستسلم، الذي تجرد من معاني رجولته، إذ يقول خليل مطران:
مَـوْلاَي يَـعْجَـبُ كَيْـفَ لَـمْ تَتَـقَـنَّـعِي
قَالَــتْ لَـهُ: أَتَـعَجُّــباً وَسُــؤَالاَ!
أُنْـظُرْ وَقَـدْ قُـتِـلْ الحَكِيمُ فَـهَلُ تَـرَى
إِلاَّ رُسُــوماً حَـوْلَـهُ وَظِـلاَلاَ
فَـارْجِــعْ إِلَى المَـلِـكِ الْعَــظِيمِ وَقُـلْ لَـه
مَــاتَ النَّــصِيحُ وَعِشْــتَ أَنْــعَمَ بَــالاَ
وَبِــقيِتَ وَحْـــدَكَ بَعْــدَهُ رَجُــلاً، فَـسُدْ
وَارْع النِّــسَاءَ وَدَبِّـــرِ الأَطْــفَالاَ
مَا كَانِتِ الْحَــسْنَاءُ تَرْفَـــعُ سِتْـــرَهَا
لَــوْ أَنَّ فِي هَــذِي الجُــمُـوعِ رجَــالاَ
هذه الأبيات والقصة تنطبق على الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم، والضعف والهوان والصمت، فالأمور تجاوزت حدودها، ولا يوجد أي تحمل للمسؤولية والحكمة، فسياسة الصبر والحلم والتدبر والعدالة تغيب عن المشهد، ليحل الظلم والظلام ويخيم على كل تفاصيل المشهد.
تعليقات
إرسال تعليق