ما هو تعريف الزنا
الاجابة هى :
الله سبحانه وتعالى يوضح لنا تعريف الزنا:
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
يعني لو جاؤوا بثلاثة شهداء فقط بدلا من أربعة يعتبروا عند الله كاذبين على الرغم من أن الفعل الجنسي تم بالفعل. إذا موضوع الزنا ليس عن الفعل الجنسي فحسب ولكن هو أساسا عن مشاهدة أربعة شهود على الأقل لهذا الفعل. ولكن كيف يمكن تواجد أربعة شهود مقبولين في ظل حرمة البيوت والنهي عن التجسس الذي شرعه الله؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
الظرف الواقعي الوحيد الذي يمكن ان يتوفر تحته اكثر من أربعة شهود هو ان الزنا هو فعل الجنس في مكان عام أمام الناس أو تصويره وعرضه على الناس بمحض الإرادة أو ما يعرف بالأفلام أو الصور الإباحية. يعني بإختصار الزنا في القرآن هو تعريف قانوني وليس تعريف جنسي.
وهذا يفسر أيضا الآية التالية التي تقول بكل وضوح ان الزاني لا يتزوج إلا زانية.
الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
والنكاح معناه الزواج وليس معناه المساس الجنسي كما هو واضح من الآية التالية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
إذا معنى ان الزاني لا يتزوج إلا زانية هو ان الزواج لا ينفي تهمة الزنا . يعني إذا قام زوج وزوجة بفعل الجنس علنيا أمام اكثر من اربعة شهود فهم يعتبروا عند الله زانيين على الرغم من أنهم متزوجين. ولأن الزنا تعريف قانوني يستوجب الإدانة عن طريق أربعة شهود فإن الله حرم زواج الزاني والزانية على المؤمنين والمؤمنات لأن الزاني والزانية وضع قانوني معروف وعليه أربعة شهود على الأقل وليس سرا بين إثنين.
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وهناك حالة خاصة من الزنا وهي حالة الإتهام بين المتزوجين. في هذه الحالة إذا أحد الزوجين شهد بنفسه على الزوج الآخر تكون شهادته بأربعة شهادات. ولكن شهادة الطرف الآخر بخمسة شهادات إذا نفى التهمة.
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ
عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ
وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ
وطبقا للتعريف الأساسي للزنا في القرآن كعمل جنسي علني فإن الزاني يكون مصاب بمرض نفسي معروف اسمه Exhibitionism وعقوبة الزنا التي هي العقاب الجسدي العلني تتفق مع ما هو معروف علميا عن علاج هذا المرض بما يسمى العلاج السلبي (negative treatment) الذي يتم عن طريق عقاب جسدي ومخزي للمريض لكي يربط في نفسيته هذه الغريزة المريضة بشيء مكروه. والجلد هو عقاب جسدي سطحي لا يجب ان يخترق جلد الإنسان كما هو واضح من إسمه وهو للعلاج ولا يجب ان يحدث إصابة في المريض. والغرض منه هو العلاج السلبي عن طريق ربط الزنا بشيء مؤلم ومخزي في ذهن المريض. ولكي يكون العلاج فعال يجب ان يربط المريض الزنا بالخزي. ولذلك نص القرآن على وجوب ان يشهد مجموعة من الناس هذا العلاج السلبي لكي يربط عقل الزاني المريض بين الزنا والخزي. وبالطبع لا يوجد أي قتل أو رجم في القرآن كما يدعي المشركين من أهل طاغوت الحديث.
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
وبناء على تعريف القرآن ان الزنا أساسا هو الفعل الجنسي الفاضح أمام الناس فإن الأفلام والصور والمواقع الإباحية تعتبر زنا. و الله سبحانه وتعالى لم يحرم علينا الزنا فحسب ولكن أيضا حرم علينا حتى التقرب من الزنا. والتقرب من الزنا يكون مثلا بمشاهدته. ولذلك مجرد مشاهدته يعتبر فاحشة وساء سبيلا.
وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً
تعليقات
إرسال تعليق