معلومات عن قبيلة آل مرة
آل مرة أو بنو مرة: قبيلة عربية، يقيمون في السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، حضرموت، مصر، ويتمركز تواجدهم في السعودية وقطر.
التاريخ السياسي للقبيلة
كان لقبيلة آل مرة، كغيرها من قبائل شبة الجزيرة العربية، دورٌ بارزٌ في سير الأحداث السياسية، خصوصًا في القرنين الماضيين؛ فقبيلة آل مرة لها نفوذٌ لا يستهان به، ولهم من المكانة بين القبائل والجرأة ما يجعل لها ثقل بين تلك القبائل، وكما أسلفنا فإنهم لهم دورٌ مهمٌّ في سير تلك الأحداث، وكانوا هم القوة العسكرية لأحد أطراف النزاع على السلطة، في عهد الدولة السعودية الثانية، وكانوا مع سعود بن فيصل آل سعود، ومعهم أبناء عمومتهم العجمان، وقد خاضوا معه حروبًا ضد أخيه عبد الله بن فيصل؛ منها معركة (المعتلى) و(البرة) و(جودة)، ومعركة الوجاج وغيرها، كما أن لقبيلة آل مرة دورًا مهمًّا في مقارعة العثمانيين مع سعود بن فيصل، إبّان احتلالهم الأحساء والقطيف، ولم يكن ذلك الدور فقط مع سعود بن فيصل؛ فقد كان لهم مواقعات دامية مع الأتراك على شكل وقعات ومناوشات؛ منها معركة (قهدية) التي قتلوا فيها من الأتراك تقريبا خمسين عسكريًّا، وغنموا منهم تقريبا مليون روبية، وما أكدته المصادر التارخية أنهم كانوا بعبعًا مرعبًا للأتراك، وخصوصا فخيذة آل بحيح الذين عرفوا بالجرأة والإقدام. ولم يكن الدور السياسي للقبيلة يقتصر على شبه الجزيرة العربية؛ فقد تعدى ذلك إلى البحرين، إذ استنجد بهم شيخ البحرين آنذاك (عبد الله بن خليفة)، في عام (1258هـ)، بعدما حدث خلاف بينه وبين أخيه (محمد)، وخاضوا معه حربًا ضروسًا مما مكنه من الحكم بعدما كاد يؤول إلى أخيه لولا نصرة آل مرة له، وذلك كما ذكرته كتب التاريخ.
مما قيل في القبيلة
قال الحيدري: آل مرة من أعظم عشائر نجد، وهم من أهل القوة والشجاعة والكثرة، ولهم قبائل كثيرة؛ منها آل علي وآل عذبة وآل جابر والغفران، وشيخهم في هذا العصر فيصل المرضف، وهم مع العجمان على حد واحد. وقال حمد الحقيل: ومن أمراء القبيلة المرضف وأبو ليلة وابن شريم وابن نديلة وابن نقادان والتمتام علي. وقال حمد الجاسر: وبلاد آل مرة في المنطقة الشرقية حرض وماحوله، والجافورة ويبرين والخن، ومنها بئر سالم وبئر معمورة وبئر الأذاني وبئر هادي وبئر الحارة وبئر الخشبي وبئر صبغة وبئر طريوة وبئر شنة وبئر زويرة.
وفي جامع أنساب قبائل العرب، لسلطان طريخم السرحاني: آل مرة من أقدم قبائل العرب وأشدها مراسًا، تمتد منازلها من جنوب الطريق الموصلة بين الأحساء والرياض إلى جهة الخرج، وجهة العقير إلى واحتي الجافورة ويبرين، حتى أواسط الربع الخالي، وتنقسم إلى عدة بطون وأفخاذ، وهي الآن تؤمّ بلاد الخليج العربي، ولهم فيها نفوذ وسلطة، وقسم كبير منهم بدأ بالحضارة، إلا أنهم لايزالون يحتفظون بحياتهم البدوية، ولهم شيوخ ذوو سمعة طيبة.
ويقول البروفسور دونالد باول كول، في كتابه حياة آل مرة في الربع الخالي: إن مالمسته من ترحيب وصداقة من قبل قبيلة آل مرة جاء عكس الوصف الذي كنت قد قرأته عن البدو، على أنهم متعصبون وصارمون، من ذوي الشعور الطويلة وحملة الخناجر، الذين لا يقدرون إلا القليل من الأشياء الرفيعة في الحياة. كما جاء على عكس ماوصفت به منطقة الربع الخالي الصحراوية، التي يسكنها آل مرة على أنها أرض الجنون والموت. وكان آل مرة يرددون دائما أنه: (بإمكان المرء أن يجد كل شي في الربع الخالي، أفضل الإبل، وحليب الناقة اللذيذ، والصيد الوفير، والرمل النظيف، والهواء النقي؛ حيث يعيش الجميع كأخوة، وعلى مدى الثمانية عشر شهرًا التي قضيتها معهم لم أعتبرهم في يوم من الأيام على أنهم بربريون أو متعصبون، على العكس كانوا يتمتعون بما يمكن تسميته بالتواضع الأرستقراطي.
كما قال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن للرحالة أمين الريحاني، في حديثه عن سكان المملكة: (في الجنوب يعيش أشد البدو وأشرسهم، وهم بنو مرة والدواسر).
عبد الناصر المري
سافر الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة آنذاك، إبَّان حكمه، إلى جمهورية مصر العربية لحضور إحدى المؤتمرات، وكان في معيته الشيخ صالح العرق، (وهو من آل هادي بن زايد من الغفران آل مرة)، وعلى هامش المؤتمر، جلس جلالته مع الرئيس جمال عبد الناصر، (رئيس المؤتمر ورئيس الجمهورية)؛ جلس الزعيمان جلسة ودية، وكان جلالته معجبًا كل الإعجاب في الرئيس عبد الناصر؛ في فطنته وحنكته، ووصوله لدفة الحكم؛ بدأ من ضابط في الجيش، وكان عبد الناصر في ذلك الوقت زعيما قوميا عربيا ذائع الصيت، فقال جلالته لعبد الناصر: ((أنت من أي قبائل مصر؟))، فقال عبد الناصر: أنا أصلي من عندكم، من الجزيرة العربية، فقال الملك: ((كيف؟!))، قال: أنا من قبيلة آل مرة، فرد عليه الملك متعجبا، وكان على دراية تامة ببطون قبيلة آل مرة: ((من أي من آل مرة؟)) فقال: أنا من آل نجم، فتعجب الملك لأنه لايعلم عن آل نجم شيئا، وذلك لأنهم قليلون جدا، وبعد انتهاء المؤتمر، واستقلال جلالته الطائرة عائدا لبلاده، سأل جلالته (صالح العرق) عن آل نجم فأخبره عنهم، وقال إنهم من الجرابعة وهم خبرة قليلة.
تعليقات
إرسال تعليق