ما هو مرض البارانويا
الاجابة هى :
جنون الارتياب أو البارانويا (بالإنجليزية: paranoia ). هو عملية غريزية أو فكرية يعتقد أنها تتأثر بشدة بالقلق أو الخوف، غالبًا إلى حد التسبب بالوهم واللاعقلانية. يتضمن تفكير جنون الارتياب عادةً الاضطهاد، أو الإيمان بالمؤامرات المتعلقة بتهديد محتمل تجاه المريض (أي بالعبارة العامية الأمريكية، "الكل يريد الإيقاع بي"). جنون الارتياب يختلف عن الرهاب، الذي ينطوي أيضًا على خوف غير عقلاني، ولكن عادةً بدون لوم. كثيرًا ما يصاحب جنون الارتياب الاتهامات الباطلة وعدم الثقة العامة بالآخرين. على سبيل المثال، في حين يعتبر معظم الناس أن حادثًا معينًا كان مجرد صدفة أو حادثة عرضية، قد يعتقد الشخص المصاب بجنون الارتياب أنه كان متعمدًا. جنون الارتياب هو أحد الأعراض المركزية للذهان.
العلامات والأعراض
يُعتبر انحياز العزو من الأعراض الشائعة لجنون الارتياب. عادةً ما يكون لدى هؤلاء الأفراد تصور متحيز للواقع، غالبًا ما يظهرون معتقدات أكثر عدائية. قد يرى الشخص المصاب بجنون الارتياب السلوك العرضي لشخص آخر كما لو كان بقصد أو تهديد.
وجد بحث أُجري على مجموعة من المصابين بجنون الارتياب غير السريري أن الشعور بالعجز والاكتئاب وعزل النفس والتخلي عن الأنشطة هي خصائص يمكن ربطها مع أولئك الذين يعانون من جنون الارتياب بمعدل أعلى. اكتشف بعض العلماء أنواعًا فرعية مختلفة للأعراض المختلفة لجنون الارتياب، بما في ذلك أعراض جنسية واضطهادية ونزاعية ومتعالية.
بسبب السمات الشخصية المريبة والمزعجة لجنون الارتياب، من غير المرجح أن ينجح شخص مصاب بجنون الارتياب في العلاقات الشخصية. يميل الأفراد المصابون بجنون الارتياب إلى أن يكونوا عُزاب. وفقًا لبعض الأبحاث، هناك تسلسل هرمي لجنون الارتياب. أقل أنواع الجنون الارتياب شيوعًا في أعلى التسلسل الهرمي هي تلك التي تنطوي على تهديدات أكثر خطورة. يوجد القلق الاجتماعي في الجزء السفلي من هذا التسلسل الهرمي باعتباره المستوى الأكثر تعرضًا لجنون الارتياب.
الأسباب
الأسباب الاجتماعية والبيئية
يبدو أن الظروف الاجتماعية لها تأثير كبير على معتقدات المصابين بجنون الارتياب. استنادًا على البيانات التي جُمعت بواسطة دراسة استقصائية عن الصحة العقلية على سكان مدينة سيوداد خواريز، شيواوا (المكسيك) وإل باسو، تكساس (الولايات المتحدة)، يبدو أن معتقدات جنون الارتياب مُرتبطة بمشاعر العجز ولعب دور الضحية، ومُعززة من جانب الأوضاع الاجتماعية. تتضمن الأسباب المحتملة لهذه التأثيرات الشعور بالإيمان بالسيطرة الخارجية، وعدم الثقة التي يمكن تعزيزها من خلال الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني. قد يشعر أولئك الذين يعيشون في وضع اجتماعي واقتصادي متدنٍ بسيطرة أقل على حياتهم الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، توضح هذه الدراسة أن الإناث يميلون إلى الإيمان بالسيطرة الخارجية بمعدل أعلى من الذكور، ما يجعل الإناث أكثر عرضة لعدم الثقة وتأثيرات الوضع الاجتماعي والاقتصادي على جنون الارتياب.
أفاد «إيمانويل ميسينجر» أن الاستطلاعات كشفت أن أولئك الذين يعانون من أعراض جنون الارتياب يمكن أن تتطور حالتهم من العلاقات الأبوية والبيئات غير الجديرة بالثقة. يمكن أن تشمل هذه البيئات كون الشخص شديد الانضباط والتشدد وغير مستقر. ولوحظ حتى أن «الانغماس بالملذات والدلال (أي ما يثير إعجاب الطفل بنفسه واعتباره شخصًا مميزًا ويستحق امتيازات خاصة)» يمكن أن يساهمان في تطور الحالة عند المريض. تشمل التجارب التي من المرجح أن تعزز أو تظهر أعراض جنون الارتياب زيادة معدلات الإحباط والتوتر وحالة ذهنية ميؤوس منها.
تبين أيضًا أن التمييز قد يوحي بأوهام جنون الارتياب. تظهر التقارير أن جنون الارتياب يتجلى أكثر في المرضى المسنين الذين عانوا من مستويات أعلى من التمييز طوال حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن المهاجرين معرضون كثيرًا لأشكال الذهان. يمكن أن يكون هذا بسبب الآثار المذكورة أعلاه لتعرضهم للتمييز والإذلال.
الأسباب النفسية
قد تكمن العديد من الأعراض القائمة على المزاج والشعور وهوس الارتياب والذنب وراء جنون الارتياب.
عرّف «كولبي» (1981) إدراك جنون الارتياب على أسس الأوهام الاضطهادية والمعتقدات الخاطئة التي يتجمع محتواها المقترح حول أفكار التعرض للمضايقة والتهديد والإيذاء والقهر والاضطهاد والاتهام وسوء المعاملة والظلم والعذاب والتحقير والتشهير وما إلى ذلك، من خلال الأشخاص الآخرين الحاقدين، سواء أفراد أو مجموعات محددة (صفحة 518). حُددت ثلاث مكونات للإدراك جنون الارتياب من قبل «روبينز وبوست»: 1) شك المصاب دون أساس كافٍ بأن الآخرين يستغلونه أو يسيئون إليه أو يخدعونه؛ 2) الانشغال بالشكوك غير المُبررة حول ولاء الأصدقاء أو الزملاء أو جدارتهم بالثقة؛ 3) عدم ثقة المُصاب بالآخرين بسبب الخوف غير المُبرر من استعمال المعلومات بشكل ضار ضده (1997، صفحة 3).
صُور إدراك جنون الارتياب في علم النفس السريري بشكل شبه حصري على أساس التركيبات الديناميكية النفسية والمتغيرات المزاجية. من وجهة النظر هذه، يُعتبر إدراك جنون الارتياب مظهرًا من مظاهر الصراع أو الاضطراب النفسي الداخلي. على سبيل المثال، اقترح كولبي (1981) أن التحيزات نحو إلقاء اللوم على الآخرين أثناء مواجهة مشكلة ما تعمل على تخفيف الضائقة الناتجة عن الشعور بالإذلال، وتساعد على نبذ الاعتقاد بأن الذات هي المسؤولة عن عدم الكفاءة. يؤكد هذا المنظور النفسي الداخلي أن سبب إدراك جنون الارتياب نابع من عقول الناس (الإدراك الاجتماعي)، ويرفض حقيقة أن إدراك جنون الارتياب قد يكون مرتبطًا بالسياق الاجتماعي الذي يشمل الإدراك. هذه النقطة مهمة للغاية لأنه بعد دراسة أسباب عدم الثقة والشك (إحدى مكونات إدراك جنون الارتياب)، أكد العديد من الباحثين أهمية التفاعل الاجتماعي، خاصةً عند انحراف التفاعل الاجتماعي بشكل خاطئ. بالإضافة لذلك، أشار نموذج لتنمية الثقة إلى أنها تزداد أو تنقص اعتمادًا على التاريخ التراكمي للتفاعل بين شخصين أو أكثر.
يمكن كشف اختلاف آخر ذي صلة من بين «أشكال الثقة وعدم الثقة المرضية وغير المرضية». وفقا لـ «دويتش»، فإن الاختلاف الرئيسي هو أن الأشكال غير المرضية مرنة وتستجيب للظروف المتغيرة. تعكس الأشكال المرضية التحيزات الإدراكية المُفرطة كما أن الاستعدادات للتسرع بالحكم التي يمكن أن تنشأ وتديمها، هي أخطاء انعكاسية تشابه النبوءة ذاتية التحقق.
اقتُرح وجود «تسلسل هرمي» من جنون الارتياب، إذ يمتد من مخاوف التقدير الاجتماعي المعتدلة، من خلال أفكار المرجعية الاجتماعية، إلى المعتقدات الاضطهادية المتعلقة بالتهديدات الخفيفة والمتوسطة والمعتدلة.
الأسباب الجسدية
قد ينجم رد فعل جنون الارتياب عن انخفاض الدورة الدموية في الدماغ نتيجة ارتفاع ضغط الدم أو تصلب جدران الشرايين.
يتمتع جنون الارتياب الناجم عن العقاقير والمرتبط بالأمفيتامينات والميثامفيتامينات والمنشطات المماثلة بالكثير من القواسم المُشتركة مع الفصام الارتيابي؛ ما زالت العلاقة قيد الدراسة منذ عام 2012. يكون لجنون الارتياب الذي تسببه العقاقير مآل أفضل من فصام الارتياب بمجرد انقطاعها.
استنادًا على البيانات التي حصل عليها مشروع «نيميسس» الهولندي في عام 2005، كان هناك رابط بين ضعف السمع وظهور أعراض الذهان، الذي استند على بحثٍ تكميلي استمر لمدة خمس سنوات. أعلنت بعض الدراسات القديمة في الواقع إمكانية تطور حالة من جنون الارتياب في المرضى الذين يعانون من حالة تنويم الصمم. مع ذلك، أثارت هذه الفكرة الكثير من الشك خلال فترة ظهورها.
تعليقات
إرسال تعليق