معلومات عن قبيلة جذام
جذام: قبيلة عربية، وكانت نازلة في الأقسام الجنوبية من بلاد الشام، وتبدأ أرضهم من أيلة ثم تمتد مع الساحل في صحراء حسمى حتى تبلغ ينبع. وأرضهم هي ثمودية، أي في المنطقة التي كانت لثمود في جغرافية بطليموس في القرن الثاني الميلادي. وزعم أبو عبيد البكري أن النبي شعيب منهم، وقال: «شعيب النبي عليه السلام المبعوث إلى أهل مدين أحد بني وائل بن جذام، وقال النبي ﷺ لوفد جذام: مرحبا بقوم شعيب، وأصهار موسى».
أصول جذام غير واضحة، ويرجع بعض النسابين نسب جذام إلى اليمن، ويرجعها بعض آخر إلى مضر. ومع ذلك، ربما يكون هذا قد حدث للتقرب من حلفائهم اليمنيين في سوريا. ويرى جماعة من المستشرقين أن جذام هم من بقايا النبط، أي من قدماء العرب، ولذلك جاء الخلاف في نسبهم، فنسابة اليمن خلقت نسب لهم إلى قحطان، ونسابة مضر اختلقت نسب لهم إلى نزار.
نسب جذام
أختلف في نسب جذام على عدة أقوال هي:
جذام بن عدي بن الحارث بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن مالك بن زيد بن كهلان، وهو قول وهب بن منبه ومصعب الزبيري وابن أبي خيثمة والزبير بن بكار.
جذام وهو عمرو بن عدي بن الحارث بن بن مُرَّة أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، وهو قول ابن الكلبي وابن حزم.
جذام وهو أسدة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد، وهو أخو كنانة. وصاحب هذا القول روح بن زنباع، زعيم جذام بفلسطين في العصر الأموي، وقول منسوب إلى أبو بكر الصديق.
جذام وهو عامر بن عمرو بن أسدة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو قول عمر بن أبي بكر المؤملي.
جذام بن الصدف بن سهل - وقيل شوال - بن عمرو بن دعمي بن زيد بن حضرموت، وهو قول اختاره ابن ماكولا والسمعاني.
جذام بن اراشة بن مر بن ادَّ بن طابخة بن إلياس، وهو قول بعض النسابة نقله الزمخشري.
وفي أقوال نسابة العرب في نسب جذام تناقض كبير، وقد حار النسابة، فتاره تنسب إلى قحطان، وتارة إلى عدنان.
نسبة النبي شعيب لقبيلة جذام
روى بعض الأخباريون أمثال أبو عبيد الله البكري أن شعيب النبي المبعوث إلى أهل مدين أحد بني وائل من جذام وأصهار النبي موسى، وحكى عن النبي ﷺ أن لما قدم جذام عليه قال:«مرحبا بقوم شعيب، وأصهار موسى».
أبرز أعلام الجذاميين في أيام النبي محمد
فروة بن عمرو الجذامي
كتب إليه النبي بعد إسلامه. قال ابن الجوزي: كان فروة عاملا للروم فأسلم، وكتب إلى رسول الله بإسلامه، وبعث بذلك مع رجل من قومه، وبعث إلى النبي ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب وقباء سندس محوص بالذهب. فكتب إليه رسول الله كتابا فيه، بعد البسملة أما بعد. فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما أرسلت به، وخبر عما قبلكم، وأتانا بإسلامك، وان الله هداك بهداه. وأمر بلالاً فاعطى رسوله اثني عشرة أوقية فضة. وبلغ ملك الروم إسلام فروة، فدعاه وقال له، ارجع عن دينك. قال: لا أفارق دين محمد، وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكنك تضن بملكك فقتله وصلبه. قال ابن إسحاق: وذلك على ماء بفلسطين يقال له عفراء قال: ولما قدموا يصلبوه أنشد: أبلغ سراة المسلمين بأنني..... سلم لربي أعظمي ومقامي
رفاعة بن زيد الجذامي
قال ابن إسحاق: قدم رفاعة بن زيد على رسول الله في هدنة الحديبية فأسلم وحسن إسلامه، واهدى لرسول الله غلاما وكتب إليه الرسول كتابا إلى قومه، فيه بعد البسملة: هذا كتاب من رسول الله لرفاعة بن زيد: إني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله، فمن أقبل منهم ففي حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان إلى شهرين. فلما قدم رفاعة إلى قومه أسلموا ثم ساروا إلى الحرة حرة الرجلاء فنزلوها.
القبائل الجذامية التي حكمت الأندلس
بنو هود
من ملوك الأندلس في أيام الطوائف وهم بنو هود بن عبد الله بن موسى بن سالم الجذامي. ويقال: إنهم من ولد روح بن زنباع، وأول من ملك منهم سليمان المستعين بسرقسطة، ودام ملكهم مدة ودانوا بطاعة خلفاء بني العباس.
بنو مردنيش
من ملوك بلنسية من الأندلس في جملة ملوك الطوائف. قال في العبر: وأول من ملك منهم عبد الله بن سعد بن مردنيش الجذامي. وبقى الملك فيهم إلى أن غلبهم الطاغية صاحب برشلونة من الأندلس سنة اربع وأربعين وخمسمائة.
بطون جذام في مصر والشام
وهناك رأي أنه قد دخلت قبائل جذام ولخم المسيحية وسكنوا مصر قبل الإسلام.
البطن الأول من جذام: بنو زيدً
بنو زيد بن حرام بن جذام. ومنازلهم بلاد الشرقية من الديار المصرية وهي من أعمال بلبيس وتعرف ببلاد الحوف.
قال الحمداني: وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح الإسلامي مع عمرو بن العاص، واقطعوا فيها بلادا بعضها بأيديهم إلى الآن. ثم قال: ومن إقطاعهم، هربيط وتل بسطة ونوب وام رماد وغير ذلك.
قال: وجميع أقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص وإنما السلطان صلاح الدين وسع لثعلبة في بلاد جذام ولذلك كان فاقوس وما حولها لهلبا سويد. ويتفرع من هذا الفخذ خمس فصائل وهم: سويد، وبعجة، وناثل، ورفاعة، وبردعة، إلى فروع كثيرة.
فاما سويد فمن ولده: هلبا سويد وهم: بنو هلبا بن سويد.
قال الحمداني: ومنهم العطويون، والحميديون، والجابريون، والغتاورة. ويقال لهم أولاد طواح المكوس. ومنهم أيضا: الاخيوة، وهم أولاد حمدان، ورومان، والسود.
ومن بطون الحميديين: أولاد راشد، ومنهم: البراجسة، وأولاد يبرين، والجواشنة، والعكوك، وأولاد غانم، وآل حمود، والزرقان والأساورة والحماريون ومن أولاد راشد المقدم ذكرهم الحراقيص. والخنافيس، وأولاد جوال وآل زيد. ومن النجابية: أولاد نجيب وبنو فصيل.
ومن ولد سويد أيضا ً: هلبا مالك، وهم بنوهلبا بن مالك بن سويد، ومنهم الحسنيون وهم أولاد الحسن، والغوارنة، وهم بنو الغور بن أبي بكر بن موهوب ابن عبيد بن مالك بن سويد. ومنهم: العقيليون، وهم بنو عقيل بن قرة بن موهوب بن عبيد بن مالك بن سويد، وهم بيت الإمرة، وكانت الإمرة فيهم في نجم بن إبراهيم بن مسلم بن يوسف بن واقد بن غدير.
ومنهم من امر بالبوق والعلم، وهو أبو راشد بن حبشي بن نجم، ودحية، ونابت ابنا هاني بن حوط بن نجم.
ومن هلبا مالك: معبد بن منازل، وقد أقطع منى بني خثعم وأمر واقتنى عدداً من المماليك والترك والروم وغيرهم. وبلغ من الملك الصالح نجم الدين أيوب منزلة، ثم حصل عند الملك المعز بن أيبك التركماني على الدرجات الرفيعة، وقدمه عل عرب الديار المصرية، ولم يزل على ذلك حتى قتله غلمانه فجعل الملك المعز أبنيه: سلمى، ودغش، مكانه في الإمرة فكانا له نعم الخلف، ثم قدم دغش دمشق فأمره صاحبها الملك الناصر ببوق وعلم، وأمر الملك المعز أخاه كذلك، فابى حتى يؤمر مفرج بن سالم بن راضي مثله، ثم امر مزروع بن نجم كذلك في جماعة كثيرة من جذام وثعلبة.
ومن مالك بن سويد: بنو رديني بن زياد بن حسين بن مسعود بن مالك.
وقال الحمداني: ومنهم أولاد جياش بن عمران، ولهم تل محمد.
ومن ولد سويد أيضاً: بنو الوليد، وهم بنو الوليد بن سويد.
ويقال ان من ولده: طريف بن مكنون الملقب زين الدولة. قال الحمداني : كان من اكرم العرب، وأنه كان في مضيفته أيام الغلاء اثنا عشر ألفاً يأكلون عنده كل يوم، وكان يهشم لهم الثريد في المراكب، وبطريف هذا تعرف : نوب طريف من بلاد الشرقية.ومن عقبه : فضل بن شمخ بن كمونة، وإبراهيم بن عالي، وامر كل منهما بالبوق والعلم. وعد الحمداني من أخلاف بني الوليد : الربيعيين، والخليفيين، والحصينيين
ومنهم أولاد شريف النجابين. ويقال إن لهم نسباً في قريش في بني عبد المناف بن قصي.
ومن بني الوليد : الحيادرة، وهم بنو حيدرة بن معروف بن حبيب بن سويد وهم طائفة كثيرة.
ومنهم أيضا ً : بنو عمارة وهم : بنو عمارة بن الوليد. قال الحمداني : وفيهم عدد ولهم البيرمون من أعمال الدقهلية. ومنهم الحييون وهم بنو حية بن راشد بن الوليد، وأولاد منازل، وكان منهم معبد بن منازل. أمر ببوق وعلم. واما بعجة، فمن ولده : هلبا بعجة وهم : بنوهلبا بن بعجة بن زيد بن سويد وكان لبعجة من الولد : رداد، ومنظور، وناثل، ونجاد. ومن هلبا هؤلاء : مفرج بن سالم ابن راضي : المقدم ذكر تأميره مع تأمير سلمى بن معبد. ثم خلفه على إمته ابنه حسان ابن مفرج.
ومن هلبا بعجة : أولاد الهريم، ومن بني غياث بن عصمة بن نجاد بن هلبا بعجة. ومنهم أيضاً : الجواشنة وهم : بنو جوشن بن منظور بن بعجة وهو صاحب السراة، المضروب به المثل في الكرم والشجاعة.
ومنهم الغوثية وكانوا في عداد رداد بن بعجة., وأما ناثل فله البئر المعروفة ببئر نائل على رأس السراة. ومن عقبه : مهنا بن علوان بن زبير بن حبيب بن نائل، وكان جوادا كريما، طرقته مرة ضيوف في شتاء ولم يكن عنده حطب يوقده لطعام يصنعه لهم فاوقد احمالا من بر كانت عنده وكان له كفر برسوط بنواحي مرصفا من الشرقية. وأما بردعة ورفاعة فالظاهر ان بنيهم اندرجوا في غخوتهم الثلاثة المقدم ذكرهم.
البطن الثاني من جذام : بنو مجربة
وهم بنو مجربة بن حرام بن جذام، وهو أخو زيد بن حرام المقدم ذكره. وقيل : ابنه. واسم أمه أمية : وقيل : ميه.: وقيل : هو وزيد ابنا الضبيب. وقيل الضبيب أبو امية المذكور.
ومن بني مجربة هؤلاء : رفاعة بن زيد الجذامي، أحد بني روح، وفد على النبي وعقد له على قومه، فتوجه إليهم فأسلموا على يديه ووهب لرسول الله ((مدعما)) العبد صاحب الشملة التي ورد فيها الحديث. ومن بني مجربة هؤلاء : الشواكرة.
قال الحمداني : ولهم شنبارة بني خصيب. قال وإليهم يرجع أولاد العجار، أولاد الحاج في زمن صلاح الدين وهلم جرا إلى الآن. قال : وفي عقبه هؤلاء عدد يعرفون به، ثم قال : وفي الحجاز فرقة منهم.
البطن الثالث من جذام : بنو سعد
قال احمداني: وقد اجتمع بمصر خمس سعود من جذام واختلط بعضهم ببعض.
أحدهما : بنو سعد بن إياس بن حرام بن جذام.
والثاني : سعد بن مالك بن زيد بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام، وإليه ينسب أكثر السعديين.
تعليقات
إرسال تعليق