اجمل ما قيل في بيروت
أحبّ ربيع بيروت، لأنه فصل يليق بهذه المدينة التي تعرف كيف تنتفض على موتها وتتجدّد باستمرار.
لبيروت من قلبي سلامٌ لبيروت، وقُبَلٌ للبحر والبيوت لصخرة كأنها وجه بحار قديم.
إنّها بيروت أمّي بالتبني، كم من الشوق والامتنان أحمل لها بيروت!
آه يا عُشَّاق بيروت القدامى هل وجدتم بعد بيروت البديل.
عشقت بيروت تماماً كما عشقها محمود درويش ونزار قباني.
عرفت بيروت بأنّها المنارة التي أضاءت للعالم العربي شعلة حريّة التّفكير والتّعبير وهو ما يحتاجه كلّ مبدع لينتج عملاً فنياً خارج حدود الرقابة.
بيروت هي الكتابة الإبداعية المثيرة.
بيروت إذا أردت أن تقدّم تعريفاً مناسباً لها، فلن تجد مهما أجهدت ذهنك شيئاً تقوله سوى أنّها.. بيروت.
كأنما بيروت في حسنها، وقد بدت كاملة في النعوت، منظومة قد شاقني بحرها المديد، والأبيات منها البيوت.
تبقين، بيروت، رأساً عالياً أبدا! على يدي انزلي، تاجي فردت به وتحت أقدامكِ التاج الذي فردا.
يا بيروت، أنتِ أرض العدالة، مدينة الشرائع، عرزال البهجة، معبد كلّ حبّ، نجمة بلاد لبنان.
شعر محمود درويش عن بيروت
بيروتُ خيمتُنا
بيروتُ نَجْمتُنا
سبايا نحن في الزمان الرخو
أَسْلَمَنا الغزاةُ إلى أهالينا
فما كدنا نعضُّ الأرضَ حتى انقضَّ حامينا
على الأعراس والذكرى فوزَّعنا أغانينا على الحُرّاس
مِنْ ملكٍ على عرشٍ
إلى ملك على نعشٍ
سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
لَمْ نعثر شَبَهٍ نهائي سوى دمنا
ولم نعثر على ما يجعلُ السلطانَ شعبياً
ولم نعثر على ما يجعل السَّجانَ وديّا
ولم نعثر على شيء يَدُلُّ على هويتنا
سوى دمنا الذي يتسلَّق الجدران....
بيروتُ خيمتُنا الوحيدة
بيروتُ نجمتُنا الوحيدة
هل تمدَّدنا على صفصافها لنقيس أجساداً محاها البحر عن أجسادنا جئنا إلى بيروت من أسمائنا الأولى
نفتِّشُ عن نهايات الجنوب وعن وعاء القلبِ...
سال القلبُ سال...
وهل تمدَّدنا على الأَطلال كي نَزِنَ الشمال بقامة الأغلال؟
مال الظلِّ مال على، كسرني وبعثرني
وطال الظلُّ طال....
ليَسْرُوَ الشجرُ الذي يسرو ليحملنا من الأعناق
عنقوداً من القتلى بلا سببِ...
وجئنا من بلادٍ لا بلاد لها
وجئنا من يد الفصحى ومن تَعبِ....
خرابٌ هذه الأرض التي تمتدُّ من قصر الأمير إلى زنازننا
ومن أحلامنا الأولى إلى... حطبِ
فأعطينا جداراً واحداً لنصيح يا بيروتُ!
أعطينا جداراً كي نرى أْفقاً ونافذةً من اللهبِ
وأعطينا جداراً كي نُعلِّق فوقه سدُومَ
التي انقسمت إلى عشرين مملكةً
لبيع النفط.... والعربي
وأعطينا جداراً واحداً
لتصيح في شبه الجزيرةْ
بيروت خيمتُنا الأخيرةْ
بيروت نجمتُنا الأخيرةْ
بيروتُ! من أين الطريقُ إلى نوافذ قرطبة
أنا لا أُهاجرُ مَرتَّين
ولا أُحبُّك مرتين
لكني أُحوِّمُ حول أحلامي
وأدعو الأرض جمجمةً لروحي المتعبة
وأُريد أن أمشي
لأمشي
ثم أسقط في الطريق
إلى نوافذ قرطبة
تعليقات
إرسال تعليق