اجمل ما قيل في هجاء الحكام
قال الشاعر أيمن العتوم :
اِرْحَلْ سَرِيعًا يَا وَلَدْ
فَلأَنْتَ داهِيَةُ البَلَدْ
اِرْحَلْ فَصَبْرُ الصَّامِتينَ الصَّامِدينَ لَقَدْ نَفَدْ
وَحَذارِ مِنْ غَضَبِ الحَلِيمِ
المُسْتَكِنِّ إِذا اتَّقَدْ
أَنتَ الّذِي زَرَعَ الضَّغائِنَ
وَالمَكائِدَ وَالحَسَدْ
وَالشَّعْبُ غَيْرَ القَهْرِ
وَالإِذْلالِ يَومًا مَا حَصَدْ
فِرْعَوْنُ قَبْلَكَ كَمْ عَلا
وَطَغَى وَأَفْسَدَ وَاسْتَبَدْ
فَانْظُرْ إِليهِ اليَوْمَ
بَعْدَ العِزِّ فِي ذُلٍّ رَقَدْ
اللهُ يَقْصِمُ كُلَّ طَاغِيَةٍ وَيَسْحَقُ مَنْ حَشَدْ
وَأَبُوكَ ظَنَّ الشَّعْبَ مَزْرَعَةً يُسَمِّنُها لِغَدْ
لِتَهُزَّ رَأسًا ... لا لِتَصْرُخَ: لا
وَتُرْعِبَ مَنْ فَسَدْ
وَتَظَلَّ راضِخَةً تَذُوقُ
الوَيْلَ ... تَرْسُفُ فِي الصَّفَدْ
لا ... لا ... ولا ... يا ألفَ لا
تَأْتِيكَ عَصْفًا لا يُرَدْ
تَأْتِيكَ طُوفانًا فَلا
يُغْنِيكَ جَيْشٌ أَوْ عَدَدْ
المُظْلِمُونَ القَلْبَ ...
يَلْقَوْنَ الهُدَى خَصْمًا أَلَدْ
مَنْ لا يَرَى شَمْسَ الحَقِيقةِ
لا يُقالُ لَهُ: رَمَدْ
أَيُقالُ: هَاتِ النُّورَ بُرْهانًا لِتُقْنِعَ مَنْ جَحَدْ؟!!
يا أيّها الطّاغُوتُ جِيْنٌ
فاسِدٌ سَكَنَ الجَسَدْ
أَسَدٌ عَلَيَّ، وَأَرْنَبٌ
فِي الحَرْبِ عَنْ خَوْفٍ خَمَدْ
كَمْ طائِراتٍ لِلْيَهُودِ
تَمُرُّ فَوْقَكَ لَمْ تُصَدْ
قَدْ مَرَّغَتْ فِي قَصْفِها
لَكَ يا دَعِيَّ القَوْمِ خَدْ
فِي (مَجْلِسِ التَّهْرِيجِ)
تَبْدُو البَبَّغاءُ لَهَا سَنَدْ
تَمْشِي كَما تَمْشِي الزَّرافَةُ
فِي القَطِيعِ إِذا احْتَشَدْ
تُلْقِي خِطابًا هازِلاً
وَدَمُ الضَّحايا مَا جَمَدْ
لا شَيْءَ يُفْهَمُ غَيْرَ
شَقْشَقَةٍ ... وَفَيْضٌ مِنْ زَبَدْ
وَمُمَثِّلُونَ يُلَوِّحُونَ
بِكُلِّ ثانِيَتَيْنِ يَدْ
وَمُصَفِّقُونَ تَجَمَّعُوا
مِنْ كُلِّ ناحِيَةٍ مَدَدْ
الزَّينُ شَيْنٌ ... وَاللِّسانُ
مِنَ الفَهاهَةِ فِي دَرَدْ
وَإِذا تَلَعْثَمَتِ الحُرُوفُ
رَأَيْتَ أَحْمَقَهُمْ غَرَدْ
أَفَأَنْتَ ظِلُّ اللهِ فِي
أَرْضِ الشّآمِ لِمَنْ سَجَدْ؟!!
لَمْ تَتَّعِظْ يَا أَيُّها
الطَّاغِي الجَهُولُ بِمَنْ مَرَدْ
مِنْ قَبْلُ (زَيْنُ العابِدِينَ) اللَّوْحُ
لَمْ يَفْهَمْ أَحَدْ
حَتَّى إِذا غَلَتِ المَراجِلُ
بِالشُّعُوبِ، وقِيلَ: قَدْ
حَمَلَ الحَقِيبةَ مِثْلَ فَأْرٍ،
ثُمَّ فِي لَيْلٍ شَرَدْ
وَأَخُوكَ (حُسْنِي) قالَ: (دُلْ
حَبِّةْ عِيالِ ... بْها البَلَدْ)
لَمْ يَدْرِ أَنَّ (عِيالَهُ)
كَبُرَتْ، وَأَنَّ الفَجْرَ جَدْ
وَاليَوْمَ تُلبِسُهُ العِيالُ
ثِيابَ ذُلٍّ مِنْ زَرَدْ
وَتَشُدُّهُ مِنْ جِيْدِهِ
بِغَلِيْظِ حَبْلٍ مِنْ مَسَدْ
(وَمُعَمَّرُ) المَجْنُونُ ظَنَّ
بِأَنَّهُ رَبٌّ خَلَدْ
إِذْ قالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟!!!! أَنا
التَّارِيْخُ ... أَحْكُمُ لِلأَبَدْ
أَنتُمْ جَراذِينٌ وَفِئرانٌ
سَأَسْحَقُكُمْ بِدَدْ
وَاليَوْمَ تَحْتَ الأَرْضِ
جَيْشُ الثّائِرِينَ لَهُ رَصَدْ
(وَعَلِيُّ صالِحُ) صاحَ:
(فَاتَكُمُ القِطارُ) وَلَنْ يُرَدْ
فَأَتَتْهُ قُنْبُلَةٌ تُفَجِّرُ
رَأْسَ مَأْفُونٍ عَنَدْ
أَفَلا اتَّعَظْتَ بِإِخْوَةٍ
لَكَ فِي المَذَلَّةِ يا وَلَدْ
كَمْ شَيَّدُوا ... كَمْ أَنْفَقُوا
كَمْ أَهْلَكُوا مَالاً لُبَدْ
كَمْ حَشَّدُوا ... لَكِنَّهُمْ
قَلْبُ الجَبانِ إِذا ارْتَعَدْ
يَا أَيُّها الكَذَّابُ ... لا
هَيهاتَ يَصْدُقُ مَنْ وَعَدْ
ها نَحْنُ نَسْأَلُ: مَنْ
يَذَبِّحُ كُلَّ شَعْبِي عَنْ عَمَدْ؟!!
وَمَنِ الجَراثِيْمُ الّتي
مَلأَتْ خَياشِيْمَ البَلَدْ؟!!
القَاتِلُونَ النَّاهِبُونَ
المُجْرِمُونَ بِغَيْرِ حَدْ
أَمْ شَعْبُكَ التَّوَّاقُ
يَشْمَخُ فِي سَماءِ العِزِّ سَدْ
الحُبُّ أَقْوَى مِنْ جُيوشِ الكُرْهِ ...
يُغْرِقُ مَنْ حَقَدْ
والأَعْزَلُ المَسْكُونُ عِشْقًا
لِلشَّهادَةِ قَدْ صَعَدْ
أَقْوَى مِنَ الدَّبَّابةِ
الكَسْلَى ... وَأَعْظَمُ مَنْ صَمَدْ
الشَّعْبُ فِي سُورِيَّةَ الغَرَّاءِ
يُرْجِعُ مَا افْتَقَدْ
وَاليَوْمَ لَوْ قَعَدَتْ شُعوبُ
الأَرْضِ عَنْهُ مَا قَعَدْ
الشَّامُ حَاضِنَةُ الإِباءِ
وَجَنَّةُ الفَرْدِ الصَّمَدْ
سَتَظَلُّ كَوْكَبَ عِزَّةٍ
يَهْدِي الحَيارَى لِلرَّشَدْ
وَالشَّامُ تُصْبِحُ جَنَّةً
مِنْ غَيْرِ بَشَّارِ الأَسَدْ
اِرْحَلْ سَرِيعًا يَا وَلَدْ
اِرْحَلْ وَحِزْبَك لِلأَبَدْ
تعليقات
إرسال تعليق