اعلان

كلام عن الرجوع إلى الله

 كلام عن الرجوع إلى الله

قال ابن القيم: "القلب يَمرضُ كما يمرض البدنُ، وشفاؤهُ في التوبة والحِمْية، ويَصْدَأ كما تَصْدأ المرآةُ، وجلاؤهُ بالذكر، ويَعْرَى كما يَعْرَى الجسمُ، وزينتُهُ التَّقوى، ويجوعُ ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفةُ والمحبة والتوكل والإنابة والخدمةُ".

قال الحسن البصري عن التوبة: هي "ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترك بالجوارح، وإضمار أن لا يعود أبدًا".

قال أبو بكر الواسطي: "التأني في كل شيء حَسَن إلا في ثلاث خصال: عند وقت الصلاة، وعند دفن الميت، والتوبة عند المعصية".

قال الربيع بن خُثّيْم: "مَا الدَّاءُ؟ وَمَا الدَّوَاءُ؟ وَمَا الشِّفَاءُ؟ قَالُوا: لَا قَالَ: الدَّاءُ الذُّنُوبُ، وَالدَّوَاءُ الِاسْتِغْفَارُ، وَالشِّفَاءُ أَنْ تَتُوبَ فَلَا تَعُودَ".

قال أبو علي شقيق الأزدي البلخي: "عَلاَمَةُ التَّوبَةِ البُكَاءُ عَلَى مَا سَلَفَ وَالخَوْفُ مِنَ الوُقُوْعِ فِي الذَّنْبِ، وَهِجْرَانُ إِخْوَانِ السوء، وملازمة الأخيار".

قال علي الطنطاوي: "إن للتوبة روحاً وجسداً، فروحها استشعار قبح المعصية، وجسدها الامتناع عنها".

التوبة عودة العقل، وقلب الإرادة من الخطأ إلى الصواب، ومن السفه إلى الرشد، ومن الجهل إلى الحكمة، ومن الكبوة إلى النهضة، ومن الموت إلى الحياة.

ما أحلى اسم الله التواب، يعطي المذنب أملاً ليبدأ من جديد، ويخرجه من دائرة الإحباط.

من ندم فقد تاب، ومن تاب فقد أناب.

التّوبة بابٌ عظيم تتحقّق به الحسنات الكبيرةُ العظيمة التي يُحبّها الله، لأنّ العبد إذا أحدث لكلّ ذنبٍ يقع فيه توبةً كُثُرت حسناته ونقصت سيِّئاتُه.

لا تيأس مهما بلغت أوزارك ولا تقنط مهما بلغت خطاياك، فما جعل الله التوبة إلا للخطاة، وما أرسل الأنبياء إلا للضالين، وما جعل المغفرة إلا للمذنبين، وما سمّى نفسه الغفار التواب العفو الكريم إلا لأنه سيغفر لك إذا تبت بصدقٍ ورجعت إليه.

قال لقمان لابنه: يا بني، لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة، وأنشد في المعنى شعر: "

لا تأمن الدنيا وإن سلمت

فإنها خوانة غادرة

وبادر العمر وخف فوته

فالكيس الحازم من بادره

وقل لمن أمسى على عزة

ما أقرب الدنيا من الآخرة


مقالات ذات صلة

تعليقات