اعلان

هل تعلم عن خلق المروءه

 هل تعلم عن خلق المروءه

المروءة : هي خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات. المروءة خَلَّةٌ كريمة وخَصْلَةٌ شريفة وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، وهي صدقٌ في اللسان، واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وكمال في الرجولة، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه وهي أيضا من أخلاق العرب التي يقيسون بها الرجال ويزنون بها العقول. هي كلمة لها مدلولها الكبير الواسع، فهي تدخل في الأخلاق والعادات، والأحكام والعبادات. مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة ونبذ كل رذيلة، ومن أهم ما جاء به الإسلام لتمييز شخصية المسلم عن غيره الأخلاق والآداب والعقائد والأحكام.

المروءة : هي اتصاف النفس بصفات الكمال الإنساني التي فارق بها الحيوان البُهيم، وهي غلبة العقل للشهوة، وحدُّ المروءة: استعمال ما يُجمل العبد ويزينه، وترك ما يدنسه ويشينه، سواءٌ تعلق ذلك به وحده، أو تعداه إلى غيره. وهي خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات. وهي عبارة عن خَلَّة كريمة وخَصْلَة شريفة وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات. المروءة من خصال الرجولة فمن كانت رجولته كاملة كانت مروءته حاضرة. وأهم دواعي المروءة شيئان: أحدهما: علو الهمة. والثاني: شرف النفس. في الإسلام تعتبر المروءة خلقا جليلا وأدبًا رفيعا من مكارم الأخلاق التي دعى اليها. وحسب المعجم الوسيط المُرُوءَةُ هي آدابٌ نفسانيَّةٌ تحمِلُ مُراعاتُها الإنسانَ على الوقوف عند محاسِن الأخلاق وجميل العادات، أَو هي كمال الرُّجوليَّة. قال الإمام الشافعي «والله لو كان الماء البارد يُنقص من مروءتي لشربته حاراً» قال بعض السلف: خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركّب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم. قال الماورديُّ: (المروءَة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتَّى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجَّه إليها ذمٌّ باستحقاق). وقال ابن عرفة: (المروءَة هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا... وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...)). وقال الفيومي: (المروءَة آداب نفسانيَّة، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات)


عوامل تحقيق المروءة

علو الهمة والتطلع إلى أصحابها فكلما علت الهمة ازدادت المروءة.

شرف النفس واستعفافها ونزاهتها وصيانتها.

اختيار الزوجة الصالحة مما يعين على تحقيق المروءة فهي مع الزوج حرصا منها على سمعته ومصلحته وشخصيته «فاظفر بذات الدين تربت يداك» [ رواه البخاري ]

مجالسة أهل المروءات ومجانبة السفهاء وأهل السوء.


أنواع المروءة
1. المروءة مع الله تعالى
بالاستحياء منه حق الحياء وأن لا يقَابَل إحسانه ونعمته بالإساءة والكفران والجحود والطغيان، بل يلتزم العبد أوامره ونواهيه ويخاف منه حق الخوف في حركاته وسكناته وخلواته وجلواته وأن لا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره.

المروءة مع النفس
بحملها على ما يجمّلها ويزينها وترك ما يدنّسها ويُشينها فيحرص على تزكيتها وتنقيتها وحملها على الوقوف مواقف الخير والصلاح والبر والإحسان مع الارتقاء بها إلى مراتب الحكمة والمسؤولية لتكون الناصح الأقرب إليه والواعظ الأكبر له «قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها»

المروءة مع الخلق
بإيفائهم حقوقهم على اختلاف منازلهم والسعي في قضاء حاجاتهم وبشاشة الوجه لهم ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر وسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم، والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم واحتمال أخطائهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه.

من المعلوم أن المروءة هي استعمال كل خلق حسن، واجتناب كل خلق قبيح؛ ولذلك فإن لكل عضو من الأعضاء مروءة على ما يليق به:

فمروءة اللسان: حلاوته وطيبه ولينه.
ومروة الخلق: سعته وبسطه للحبيب والبغيض.
ومروءة المال: بذله في المواقع المحمودة شرعًا وعقلاً وعرفًا.
ومروءة الجاه: بذله للمحتاج إليه.
ومروءة الإحسان: تعجيله وتيسيره، وعدم رؤيته، وترك المنة به.
وهذه هي مروءة البذل والعطاء، أما مروءة الترك فتعني ترك الخصام والمعاتبة، والمماراة، والتغافل عن عثرات الناس.


مجالات المروءة
رجاحة العقل ورزانته، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه «حسب المرء دينه، وكرمه تقواه، ومروءته عقله». وقديما قيل «عدو عاقل خير من صديق جاهل».
صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمر حلالا، يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما «المروءة حفظ الرجل نفسه».
حسن التدبير وإتقان الصنعة من المروءة والأخلاق المحمودة لأن الأخرق الذي لا يتقن ما يصنعه مذموم عند الناس «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» [ السلسلة الصحيحةج3 ح 1113 ] .
حسن المنازعة والكرم في الخصومات فهي من صفات الرجل الحليم ذي المروءة التامة والإيمان الكامل «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء» [ رواه ابن ماجة ] .
اجتناب الأماكن التي تشوبها الريبة والفساد والابتعاد عنها لأنها مدعاة إلى تهم الناس وهذا من أعظم ما يدل على مروءة الإنسان.
إصلاح المال والقيام على الممتلكات بالرعاية والاهتمام والاستثمار فيما فيه فائدة حتى يكون المسلم عزيزاً رفيعا لا تذله الحاجة ليريق ماء الوجه من أجلها بالطلب أمام الآخرين، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «نحن معشر قريش نعد العفاف وإصلاح المال من المروءة».

أمثلة المروءة
لزوم الحياء والتواضع والحلم وكظم الغيظ وصدق اللهجة وحفظ الأسرار والإعراض عن الجاهلين.
الشوق للإخوان والتودد لهم والحذر من إيذائهم أو جرح مشاعرهم بقول أو فعل أو إشارة مع الحرص على إدخال السرور على نفوسهم. يقول عمر بن عثمان المكي «المروءة التغافل عن زلل الإخوان».
صيانة العرض والبعد عن مواطن الريب والسخرية والغيرة على الدين والمحارم والعفة في النفس وعما في أيدي الناس.
البر والصلة للوالدين وذات الرحم مع قبول إساءتهم بالإحسان وخطأهم بالعفو والغفران.
نشر الجميل وستر القبيح مع ملازمة التقوى والعمل الصالح فهي جماع المروءة وأعلاها.
تَجَنُّبُ المنةِ واستكثار القليل من المعروف، قال سفيان الثوري «إني لأُريدُ شربَ الماءِ فيسبقني الرجل إلى الشربة فيسقينيها، فكأنما دَقَّ ضلعاً من أضلاعي؛ لا أقدر على مكافأته».
نظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة مع الاهتمام بالباطن وإصلاحه، يقول عمر بن الخطاب «من مروءة الرجل نقاء ثوبه، والمروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة».
تجنب الفضول ومراعاة العادات والأعراف ما لم تخالف الشرع الحكيم.
القيام بحقوق الجار من إكرام وإحسان وحماية ونصرة وكف للأذى مع احتمالهم وقبولهم على ما هم عليه.
ألا يفعل المرء في السر ما يستحيي من فعله في العلانية.

أهمية المروءة
«إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها» [ السلسلة الصحيحة ج4 ح 1627 ]
ولأهميتها فقد جعلها كثير من المحدثين شرطا في الراوي حتى يُقبل حديثه، فمتى ما انخرمت مروءته تركوا حديثه.
قيل لسفيان بن عيينة «قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن» قال في قول الله «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» ففيه المرءوة وحسن الآداب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله «خذ العفو» صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين، وفي قوله تعالى «وأمر بالمعروف» صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام، وفي قوله تعالى «وأعرض عن الجاهلين» الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة وغير ذلك من الأفعال الحميدة والأخلاق الرشيدة.
وقال ابن القيم رحمه الله: «وحقيقة المروءة تجنب الدنايا والرذائل من الأقوال والأخلاق والأعمال، فمروءة اللسان حلاوته وطيبه ولينه، واجتباه الثمار مِنْه بسهولة ويسر، ومروءة الخلق سعته وبسطه للحبيب والبغيض. ومروءة المال الإصابة ببذله في مواقعه المحمودة عقلاً وعرفًا وشرعًا. ومروءة الجاه بذله للمحتاج إليه، ومروءة الإحسان تعجيله وتيسيره وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه ونسيانه بعد وقوعه، فهذه مروءة البذل.
قال الله تعالى «فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء» ومن تُرتضى شهادته فإنه لا يخالف الآداب الحسنة ولا يخرج عن أعراف الناس ولا يُزري على نفسه ولا يتعاطى ما فيه خسة أو دناءة.
«إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» رواه أحمد
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» رواه مسلم
إذا لم تستح فاصنع ما شئت " رواه أبو داود 

مقالات ذات صلة

تعليقات