من هي التي قال لها الرسول دثريني؟
التي قال لها الرسول دثريني هي السيدة خديجة بنت خويلد، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة، كان خائفًا ومضطربًا، فذهب إلى خديجة وقص عليها ما حدث. قالت خديجة له: "لا تحزن، فوالله لن يخزيك الله أبدًا. إنك صادق وأمين وذو خلق حسن". ثم غطته بردائها حتى ذهب عنه الروع.
وتعتبر هذه الحادثة من أهم الأحداث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت خديجة أول من آمن به ودعمته.
ورد ذكر هذه الحادثة في الحديث التالي:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي كان رؤيا صادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إليه الوحي، وهو في ذلك الغار، إذ أتاه جبريل عليه السلام فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغشني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغشني الثانية، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغشني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم حدثها بما حدث، فقالت خديجة: كلا والله، لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتُعين على نوائب الحق، فقامت إلى خديجة بنت خويلد وظلت معها حتى جاءها جبريل عليه السلام، وهو يكلمها، فسمعت خديجة ما يقول، فقالت: أبشر يا ابن عم، إن الله لن يخزيك أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتُعين على نوائب الحق.
وهكذا كانت السيدة خديجة أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأول من نصرته ودافعت عنه.
تعليقات
إرسال تعليق