طبيعة الوظيفة العمومية في الإسلام
تُعد الوظيفة العمومية في الإسلام واجب ديني، وليست تشريف، وحق لمن يستحقها وليست لطالبها. فهي تكليف من الله تعالى على المسلم، ليقوم بواجباته تجاه مجتمعه ووطنه.
والوظيفة العمومية في الإسلام لها طبيعة خاصة، تتمثل في الآتي:
العدل: حيث يجب أن يكون الموظف العام عادلًا في تعاملاته مع الناس، فلا يميز بين أحدهم وآخر، ولا يستغل منصبه في تحقيق مصالحه الشخصية.
الكفاءة: حيث يجب أن يكون الموظف العام كفؤًا في أداء مهامه، وأن يتمتع بالقدرات والمهارات اللازمة للقيام بهذه المهام على أكمل وجه.
المصلحة العامة: حيث يجب أن يكون الموظف العام مخلصًا لمصلحة بلاده ومجتمعه، وأن يعمل على تحقيق المصلحة العامة.
ولقد نظم الإسلام الوظيفة العمومية في مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن أهمها الآية الكريمة:
"وَمَا أَمْرُكُمْ إِلَّا وَاحِدٌ ۚ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَتَتَّقُوهُ وَتُصْلِحُوا بَيْنَكُمْ ۚ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
(سورة الأنفال، الآية 46)
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ أَعْجَلَ الْعَمَلِ بِرَبِّكَ إِصْلَاحُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَخِيكَ"
(رواه مسلم)
ولقد وضع الإسلام مجموعة من الشروط التي يجب توافرها فيمن يشغل الوظيفة العمومية، ومن أهم هذه الشروط:
الإسلام: حيث يجب أن يكون الموظف العام مسلمًا.
العقل: حيث يجب أن يكون الموظف العام عاقلًا، قادرًا على فهم وتنفيذ القوانين والأنظمة.
الرشد: حيث يجب أن يكون الموظف العام رشيدًا، قادرًا على التمييز بين الحق والباطل.
الذكورة: حيث يجب أن يكون الموظف العام ذكرًا، إلا في بعض الوظائف التي يجوز أن يشغلها النساء.
الحرية: حيث يجب أن يكون الموظف العام حرًا، غير محكوم عليه بعقوبة جناية أو جنحة مخلة بالشرف.
الجنسية: حيث يجب أن يكون الموظف العام من رعايا الدولة التي يشغل فيها الوظيفة.
ولقد نظم الإسلام أيضًا حقوق الموظف العام، ومن أهم هذه الحقوق:
العمل: حيث يحق للموظف العام أن يعمل في وظيفة مناسبة لقدراته ومؤهلاته.
الأجر: حيث يحق للموظف العام أن يتقاضى أجرًا عادلًا مقابل عمله.
التأمين الاجتماعي: حيث يحق للموظف العام أن يتمتع بنظام تأمين اجتماعي يضمن له حياة كريمة بعد انتهاء خدمته.
الراحة: حيث يحق للموظف العام أن يحصل على إجازات دورية للراحة والاستجمام.
التدريب والتأهيل: حيث يحق للموظف العام أن يحصل على التدريب والتأهيل المستمرين لرفع كفاءته المهنية.
ولقد نظم الإسلام أيضًا واجبات الموظف العام، ومن أهم هذه الواجبات:
الولاء للوطن: حيث يجب أن يكون الموظف العام مخلصًا لبلاده، ويدافع عنها ضد كل من يحاول المساس بها.
الالتزام بالقوانين والأنظمة: حيث يجب أن يلتزم الموظف العام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في دولته.
المحافظة على المال العام: حيث يجب أن يحافظ الموظف العام على المال العام، ولا يسيء استخدامه.
أداء العمل بكفاءة واقتدار: حيث يجب أن يؤدي الموظف العام عمله بكفاءة واقتدار، ويسعى دائمًا إلى تطوير أدائه.
التعامل مع الناس باحترام: حيث يجب أن يتعامل الموظف العام مع الناس باحترام، ولا يميز بينهم على أساس العرق أو الدين أو الجنس.
وبشكل عام، فإن طبيعة الوظيفة العمومية في الإسلام تتسم بالعدل والكفاءة والم
تعليقات
إرسال تعليق