ليس من عبقرية عظيمة دون مس من جنون

 ليس من عبقرية عظيمة دون مس من جنون

هذه المقولة هي من تأليف الفيلسوف الروماني سنيكا الأصغر، وهي تشير إلى أن العبقرية غالباً ما ترتبط بالطابع المضطرب أو غير المستقر.

هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي تدعم هذه المقولة، مثل:

نيكولا تسلا: العالم الصربي الذي اخترع العديد من الابتكارات المهمة، مثل المولد الكهربائي المتردد ونظام الإضاءة المتوهجة. كان تسلا يعاني من اضطراب الهوس الاكتئابي، مما أدى إلى سلوكيات غريبة، مثل إيمانه بإمكانية التواصل مع الكواكب الأخرى.

فان جوخ: الرسام الهولندي الذي يعتبر أحد أعظم الفنانين في التاريخ. كان فان جوخ يعاني من اضطرابات نفسية، مما أدى إلى نوبات من الاكتئاب والهلوسة.

ألبرت أينشتاين: العالم الألماني الذي اكتشف النظرية النسبية. كان أينشتاين يعاني من اضطراب القلق، مما أدى إلى مشاكل في العلاقات الاجتماعية والحياة اليومية.

بالطبع، لا يعني ذلك أن كل العباقرة مضطربون. هناك العديد من العباقرة الذين تمتعوا بصحة عقلية جيدة، مثل:

إسحق نيوتن: العالم الإنجليزي الذي اكتشف قانون الجاذبية. كان نيوتن يتمتع بصحة عقلية جيدة، وكان عضوًا في البرلمان البريطاني ورئيسًا للجمعية الملكية.

ماري كوري: العالمة البولندية التي اكتشفت العناصر البولونيوم والراديوم. كانت كوري تتمتع بصحة عقلية جيدة، وكانت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل مرتين.

آلبرت هوفمان: العالم السويسري الذي اخترع عقار البنزوديازيبين، وهو أحد أكثر الأدوية الموصوفة على نطاق واسع في العالم. كان هوفمان يتمتع بصحة عقلية جيدة، وكان عضوًا في الأكاديمية السويسرية للعلوم.

ومع ذلك، فإن المقولة "ليس من عبقرية عظيمة دون مس من جنون" تظل مقولة شائعة، لأنها تعكس الارتباط الوثيق بين العبقرية والاضطراب العقلي.

هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذا الارتباط. أحد النظريات هو أن الاضطراب العقلي يمكن أن يؤدي إلى تفكير غير تقليدي، مما قد يؤدي إلى إبداع وابتكار. نظرية أخرى هي أن الاضطراب العقلي يمكن أن يؤدي إلى تركيز شديد على مهمة معينة، مما قد يؤدي إلى تقدم ملحوظ في هذا المجال.

بغض النظر عن السبب، فإن الارتباط بين العبقرية والاضطراب العقلي هو أمر معقد وغير مفهوم تمامًا. ومع ذلك، فإن هذه المقولة تظل تذكيرًا بأن العبقرية يمكن أن تكون مصحوبة بمخاطر، وأن العباقرة ليسوا محصنين من المعاناة.