و عُرضت الأقدار على الانسان، لاختار القدر الذي اختاره الله له
هذه المقولة تعبر عن اعتقاد بعض الناس بأن الله قد كتب لكل إنسان قدره منذ الأزل، وأن هذا القدر لا يمكن تغييره. إذا عرضت الأقدار على الإنسان، لاختار القدر الذي اختاره الله له.
وهناك العديد من الآراء حول هذه المقولة، فمن الناس من يؤمن بها بشدة، ومنهم من يرفضها تمامًا.
الآراء المؤيدة:
الدليل القرآني: هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الله قد كتب لكل إنسان قدره منذ الأزل، مثل:
"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 49)
"وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (التكوير: 29)
"وَكُلُّ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ كُتِبَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (الرعد: 38)
الدليل العلمي: هناك بعض النظريات العلمية التي تدعم فكرة أن القدر مكتوب منذ الأزل، مثل:
نظرية النسبية العامة: تشير هذه النظرية إلى أن الزمن والمكان ليسا ثابتين، بل يتغيران مع حركة الأجسام. وهذا يعني أن الماضي والمستقبل مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وأن ما يحدث في المستقبل قد يكون محددًا بالفعل من خلال ما يحدث في الماضي.
نظرية العوالم المتعددة: تشير هذه النظرية إلى أن هناك عدد لا نهائي من العوالم المتوازية، وفي كل عالم يحدث شيء مختلف. وهذا يعني أن هناك عالمًا لكل احتمال ممكن، بما في ذلك عالم حيث يختار الإنسان قدرًا مختلفًا عن القدر الذي اختاره الله له.
الآراء المعارضة:
حرية الإرادة: يعتقد بعض الناس أن الإنسان لديه حرية الإرادة، وأنه يمكنه اختيار مصيره بنفسه. وهذا يعني أن القدر ليس مكتوبًا منذ الأزل، بل يمكن تغييره من خلال أفعال الإنسان.
الاختيار الإلهي: يعتقد بعض الناس أن القدر هو اختيار إلهي، وأن الله يختار القدر المناسب لكل إنسان. وهذا يعني أن الإنسان ليس له أي دور في اختيار مصيره، بل هو مجرد أداة في يد الله.
الرأي الشخصي:
أنا أعتقد أن القدر هو مزيج من العوامل التي لا يمكن التحكم بها، مثل القدر الإلهي، والعوامل التي يمكن التحكم بها، مثل حرية الإرادة. بمعنى أن القدر ليس مكتوبًا منذ الأزل، بل يمكن تغييره من خلال أفعال الإنسان، ولكن هناك أيضًا بعض العوامل التي لا يمكن للإنسان التحكم فيها، والتي يمكن أن تؤثر على مصيره.
وبناءً على هذا الرأي، فإنني أعتقد أن المقولة "و عُرضت الأقدار على الانسان، لاختار القدر الذي اختاره الله له" صحيحة إلى حد ما. فمن الممكن أن يختار الإنسان قدرًا مختلفًا عن القدر الذي اختاره الله له، ولكن هناك أيضًا بعض العوامل التي قد تمنع الإنسان من اختيار القدر الذي يرغب فيه.
تعليقات
إرسال تعليق