أثر الفنيات الوجودية العلاجية بالمعنى في خفض القلق الاجتماعي
يُعرف القلق الاجتماعي بأنه اضطراب نفسي يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، مثل التحدث أمام الجمهور أو التفاعل مع الغرباء. ويؤدي هذا الخوف إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو المشاركة فيها بشكل محدود، مما قد يؤثر على العلاقات الشخصية والعمل والدراسة.
تركز العلاجات الوجودية على المعنى والهدف في الحياة. ويرى المعالجون الوجوديون أن القلق الاجتماعي هو نتيجة لفقدان المعنى أو الشعور بالاغتراب عن الذات. وتهدف العلاجات الوجودية إلى مساعدة الأشخاص على إيجاد معنى في حياتهم وتطوير شعور بالانتماء.
تشمل الفنيات الوجودية العلاجية بالمعنى المستخدمة في علاج القلق الاجتماعي ما يلي:
المحاورة الجدلية: وهي تقنية تهدف إلى مساعدة الشخص على تحدي معتقداته السلبية حول نفسه والآخرين.
التعرض الذاتي عن قصد: وهي تقنية تهدف إلى مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه الاجتماعية بشكل تدريجي.
صرف التفكير عن المواضيع القلقية: وهي تقنية تهدف إلى مساعدة الشخص على التركيز على أفكار ومشاعر أخرى غير المخاوف الاجتماعية.
ممارسة الأنشطة الإيجابية ذات معنى: وهي تقنية تهدف إلى مساعدة الشخص على إيجاد الأنشطة التي تمنح حياته معنى وهدفًا.
تشير الأبحاث إلى أن العلاجات الوجودية العلاجية بالمعنى فعالة في خفض القلق الاجتماعي. ففي دراسة أجريت عام 2017، وجد الباحثون أن العلاج الوجودي كان فعالًا في خفض أعراض القلق الاجتماعي لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.
آلية عمل الفنيات الوجودية العلاجية بالمعنى في خفض القلق الاجتماعي
تعتقد نظرية العلاج الوجودي أن القلق الاجتماعي هو نتيجة لفقدان المعنى أو الشعور بالاغتراب عن الذات. فعندما يفقد الشخص المعنى في حياته، فإنه يشعر بالضياع والخوف. وقد يؤدي هذا الشعور إلى تجنب المواقف الاجتماعية، مما يعزز القلق الاجتماعي.
تهدف الفنيات الوجودية العلاجية بالمعنى إلى مساعدة الأشخاص على إيجاد معنى في حياتهم وتطوير شعور بالانتماء. وتعمل هذه الفنيات على تحقيق ذلك من خلال التحديات التالية:
تحدي المعتقدات السلبية: تساعد المحاورة الجدلية الشخص على تحدي معتقداته السلبية حول نفسه والآخرين. فعندما يواجه الشخص معتقداته السلبية، فإنه يبدأ في إدراكها على أنها غير واقعية. وهذا يمكن أن يساعده على تطوير معتقدات أكثر واقعية وإيجابية.
مواجهة المخاوف الاجتماعية: تساعد تقنية التعرض الذاتي عن قصد الشخص على مواجهة مخاوفه الاجتماعية بشكل تدريجي. فعندما يواجه الشخص مخاوفه، فإنه يبدأ في إدراكها على أنها أقل تهديدًا. وهذا يمكن أن يساعده على تطوير شعور بالثقة بالنفس في المواقف الاجتماعية.
صرف التفكير عن المواضيع القلقية: تساعد تقنية صرف التفكير عن المواضيع القلقية الشخص على التركيز على أفكار ومشاعر أخرى غير المخاوف الاجتماعية. فعندما يركز الشخص على أشياء أخرى، فإنه يبدأ في نسيان مخاوفه.
ممارسة الأنشطة الإيجابية ذات معنى: تساعد تقنية ممارسة الأنشطة الإيجابية ذات معنى الشخص على إيجاد الأنشطة التي تمنح حياته معنى وهدفًا. فعندما يجد الشخص أنشطة ذات معنى، فإنه يشعر بالرضا عن حياته. وهذا يمكن أن يساعده على تطوير شعور بالانتماء.
خاتمة
تشير الأبحاث إلى أن العلاجات الوجودية العلاجية بالمعنى فعالة في خفض القلق الاجتماعي. وتعمل هذه الفنيات على مساعدة الأشخاص على إيجاد معنى في حياتهم وتطوير شعور بالانتماء.
تعليقات
إرسال تعليق