اعلان

الأزمات والكوارث الطبيعية في الشريعة الإسلامية

 الأزمات والكوارث الطبيعية في الشريعة الإسلامية


تعتبر الأزمات والكوارث الطبيعية من الأمور التي لا مفر منها في الحياة، وقد تعرض لها الإنسان منذ القدم، وتعرض لها المسلمون أيضًا.


وقد تناولت الشريعة الإسلامية الأزمات والكوارث الطبيعية من منظورين:


النظرة الدينية: حيث اعتبرت الشريعة الإسلامية الأزمات والكوارث الطبيعية من ابتلاءات الله تعالى للناس، وذكرت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن هذه الابتلاءات.

النظرة العملية: حيث وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من الأحكام والقواعد التي تنظم التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية، بهدف التخفيف من آثارها ومساعدة المتضررين.

النظرة الدينية للأزمات والكوارث الطبيعية


اعتبرت الشريعة الإسلامية الأزمات والكوارث الطبيعية من ابتلاءات الله تعالى للناس، وذكرت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن هذه الابتلاءات، منها:


قوله تعالى:

"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"


(سورة البقرة، الآية 155)


قوله تعالى:

"وَمَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"


(سورة النساء، الآية 147)


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"


(رواه البخاري ومسلم)


وهذه الابتلاءات تأتي على الإنسان ليختبر إيمانه وصبرَه، وقد ترفع درجاته في الآخرة إذا صبر ورضي بقضاء الله وقدره.


النظرة العملية للأزمات والكوارث الطبيعية


وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من الأحكام والقواعد التي تنظم التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية، بهدف التخفيف من آثارها ومساعدة المتضررين، ومن هذه الأحكام والقواعد:


التعاون على البر والتقوى: حيث أمرت الشريعة الإسلامية المسلمين بالتعاون في كل الأمور، بما في ذلك الأزمات والكوارث الطبيعية، وذلك لمساعدة المتضررين وتجاوز هذه الظروف الصعبة.


التكافل الاجتماعي: حيث حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التكافل الاجتماعي، ومساعدة بعضهم بعضًا في السراء والضراء، وذلك لتوفير الدعم المادي والمعنوي للمتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية.


الإغاثة الإنسانية: حيث أمرت الشريعة الإسلامية المسلمين بالإغاثة الإنسانية للمتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية، وذلك بتقديم المساعدات المادية والمعنوية لهم، دون تمييز بين عرق أو دين أو جنس.


وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الأحكام والقواعد:


في حادثة الطوفان، أمر الله تعالى نبيه نوح عليه السلام ببناء السفينة، وأمر الناس أن يدخلوا فيها، ونجى من الطوفان من دخل السفينة، بينما هلك من لم يدخلها.


في حادثة خسف قوم لوط، أمر الله تعالى نبيَّه لوطًا عليه السلام أن يخرج مع المؤمنين من قومه، قبل أن يهلك الله تعالى قومه.


في حادثة سيل العرم، أمر الله تعالى نبيَّه صالحًا عليه السلام أن يخرج مع المؤمنين من قومه، قبل أن يهلك الله تعالى قومه.


وهكذا، فإن الشريعة الإسلامية قد اهتمت بالأزمات والكوارث الطبيعية، ووضعت مجموعة من الأحكام والقواعد التي تنظم التعامل معها، بهدف التخفيف من آثارها ومساعدة المتضررين.


مقالات ذات صلة

تعليقات