اعلان

من هم الذين صدقوا ودخلوا النار

 من هم الذين صدقوا ودخلوا النار


الجواب على هذا السؤال يعتمد على التفسير الذي نريد أن نعطيه لكلمة "صدق".


إذا كنا نقصد بكلمة "صدق" الإيمان بالله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأداء الفرائض، واجتناب المحرمات، فعندئذ يكون الجواب أن هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يكونوا قد دخلوا النار.


وذلك لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه: 112].


ومعنى هذا أن المؤمن الذي يعمل الصالحات لا يخاف من ظلم الله تعالى، ولا من هضم حقه.


وإذا كنا نقصد بكلمة "صدق" الإخلاص في العمل، والالتزام بالحق، حتى لو كان ذلك على حساب النفس، فعندئذ يكون الجواب أن هؤلاء الأشخاص قد دخلوا النار، ولكنهم دخلوها بسبب ذنب ارتكبوه، وليس بسبب صدقهم.


وذلك لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ عَمَلٍ مِنْ أَحَدٍ وَلَكِنَّ النَّاسَ يَظْلِمُونَ أَنْفُسَهُمْ} [يونس: 44].


ومعنى هذا أن الله تعالى لا يظلم أحدًا، ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بارتكابهم للذنوب.


وهناك بعض الأمثلة في القرآن الكريم على أشخاص صدقوا ودخلوا النار، مثل:


قوم نوح عليه السلام: كانوا مؤمنين بالله تعالى، ولكنهم عصوا نبيهم نوح عليه السلام، فأهلكهم الله تعالى بالطوفان.


قوم لوط عليه السلام: كانوا مؤمنين بالله تعالى، ولكنهم كانوا يمارسون الفاحشة، فأهلكهم الله تعالى برائحة الكبريت.


قوم شعيب عليه السلام: كانوا مؤمنين بالله تعالى، ولكنهم كانوا يبخسون الناس حقوقهم، فأهلكهم الله تعالى بصوت شديد.


وهذه الأمثلة تبين لنا أن الصدق لا يضمن دخول الجنة، ولكن الصدق مع الإخلاص والالتزام بالحق هو الذي يضمن دخول الجنة.


مقالات ذات صلة

تعليقات