اعلان

خطبة عن الغفلة وطول الأمل

 خطبة عن الغفلة وطول الأمل

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


أما بعد:


أيها المسلمون:


إن الغفلة وطول الأمل من أعظم الآفات التي تهدد الإنسان في دينه ودنياه.


فالغفلة هي إعراض القلب عن ذكر الله تعالى، وشغله بأمور الدنيا الدنية.


وطول الأمل هو تمني الإنسان البقاء في الدنيا طويلاً، والظن بأنه سيدرك ما يطلبه ويسعى إليه.


وهذه الآفات تؤدي إلى نتائج وخيمة، منها:


الابتعاد عن طاعة الله تعالى، وارتكاب المعاصي والذنوب.

تضييع الفرص، وإضاعة الأوقات.

الندم والحسرة في الآخرة.

وقد حذر الله تعالى من الغفلة وطول الأمل في كتابه العزيز، فقال تعالى:


﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19].


﴿ فَلَا تَغْفُلْ عَنْهَا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاسْتَغْفِرِ رَبَّكَ إِنَّكَ كُنتَ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [طه: 124].


﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].


وقال تعالى:


﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].


وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:


"من طالت عليه مدته، ونسي آخرته، فأعمى الله قلبه".


وجاء أيضاً:


"من أطال الأمل، أمات العمل".


أيها المسلمون:


فالحذر الحذر من الغفلة وطول الأمل، فإنهما طريق الهلاك في الدنيا والآخرة.


فأحيوا قلوبكم بذكر الله تعالى، وشغلوها بطاعته، واغتنموا الأوقات قبل فوات الأوان.


واعلموا أن الموت حق، وأن الموتى مقبلون على حسابهم، وأنهم سيسألون عن كل أعمالهم.


فأحسنوا العمل، وبادروا بالتوبة، وستعدوا للقاء ربكم.


والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

تعليقات