رأي العلماء في التصوف

 رأي العلماء في التصوف

اختلف العلماء في رأيهم في التصوف، فمنهم من مدحه ومنهم من ذمه، ومنهم من رأى أنه علم من علوم الشريعة، ومنهم من رأى أنه بدعة.

رأي العلماء المادحين للتصوف

يرى علماء هذا الاتجاه أن التصوف هو طريق إلى الله تعالى، وهو منهج يهدف إلى تزكية النفس وتصفيتها، وتحقيق مقامات القرب من الله تعالى.

ويرى هؤلاء العلماء أن التصوف له جذور في الإسلام، وأن أصول التصوف مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

ومن أبرز علماء هذا الاتجاه:

الإمام مالك بن أنس: قال: "من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق".

الإمام الشافعي: قال: "حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بأهل التصوف".

الإمام أحمد بن حنبل: قال: "لا أعلم أقواماً أفضل منهم، قيل: من هم؟ قال: أهل التصوف".

رأي العلماء الذميين للتصوف

يرى علماء هذا الاتجاه أن التصوف هو بدعة دخيلة على الإسلام، وأن أصول التصوف لا تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.

ويرى هؤلاء العلماء أن التصوف قد يؤدي إلى الانحرافات العقدية والسلوكية.

ومن أبرز علماء هذا الاتجاه:

ابن تيمية: قال: "الصوفية فرقة من فرق المسلمين، وقد نشأت في أواخر القرن الثاني الهجري، وظهرت في القرن الثالث الهجري، واشتهرت في القرن الرابع الهجري".

ابن القيم الجوزية: قال: "الصوفية فرقة ضالة مضلة، وبدعهم كثيرة، ومن أبرزها: السماع، والوجد، والحلول، والاتحاد".

محمد بن عبد الوهاب: قال: "الصوفية فرقة ضالة، وبدعهم كثيرة، ومن أبرزها: السماع، والوجد، والحلول، والاتحاد".

رأي العلماء القائلين بأن التصوف علم من علوم الشريعة

يرى علماء هذا الاتجاه أن التصوف هو علم من علوم الشريعة، ولكنه علم خاص، له قواعده وأسسه الخاصة.

ويرى هؤلاء العلماء أن التصوف لا يعارض الشريعة الإسلامية، بل هو منهج يهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على أكمل وجه.

ومن أبرز علماء هذا الاتجاه:

الإمام الغزالي: قال: "الصوفية علم باطني، يبحث عن حقيقة الوجود، وكيفية الوصول إلى الله تعالى".

الإمام عبد القادر الجيلاني: قال: "الصوفية طريق إلى الله تعالى، وهي طريق القوم الذين خلصوا لله تعالى، وخلص الله لهم".

الإمام ابن عطاء الله السكندري: قال: "الصوفية علم يعرف به حقيقة العبد، وكيفية الوصول إلى الله تعالى".

الخلاصة

يمكن القول أن رأي العلماء في التصوف مقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يمدح التصوف، ويرى أنه طريق إلى الله تعالى، وهو منهج يهدف إلى تزكية النفس وتصفيتها، وتحقيق مقامات القرب من الله تعالى.

القسم الثاني: يذم التصوف، ويرى أنه بدعة دخيلة على الإسلام، وأن أصول التصوف لا تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.

القسم الثالث: يرى أن التصوف علم من علوم الشريعة، ولكنه علم خاص، له قواعده وأسسه الخاصة.