ما سبب أن الأفعال في القرآن الكريم فعل ماضي؟
يستخدم القرآن الكريم الأفعال بصيغة الماضي للإشارة إلى أحداث مستقبلية أو غيبية لعدة أسباب تتعلق ببلاغة اللغة العربية وخصائصها، وبدلالات المعنى المراد إيصاله، وأهداف النص القرآني:
أولاً: التأكيد على وقوع الحدث:
يُضفي استخدام الفعل الماضي على الأحداث المستقبلية صفة التحقق والقطع بوقوعها، وكأنّها قد حدثت بالفعل.
يُمثل ذلك أسلوباً قرآنياً بليغاً يُثبّت في نفس القارئ إيمانه ويُقوّيه، ويجعله يُدرك يقيناً أن ما وعد الله به أو هدّد به سيتحقق لا محالة.
من الأمثلة على ذلك:
"وَقَتَلَ اللَّهُ نَفْسًا مَا قَتَلَهَا وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهَا بِمَقْتَلِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَلِكَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ ۚ وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (النساء: 154).
ففي هذه الآية الكريمة، يُخبرنا الله تعالى عن مقتل عيسى بن مريم عليه السلام بصيغة الماضي، تأكيداً على وقوع هذا الحدث رغم علمنا بعدم حدوثه في ذلك الوقت.
"وَالَّذِينَ يَكْتِنِزُونَ الْكَنْزَ وَيَلْكُمُ الَّذِينَ يَدَّخِّرُونَهَا لِيَوْمِ الْحِسَابِ ۚ فَإِنَّهَا كَانَتْ جَحِيمًا ﴿١٠٣﴾ حَمَّقَتْ أَكْبَادَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَهَا جَارُونَ" (التوبة: 103).
ثانياً: الإشارة إلى ثبات القوانين الإلهية:
تُشير صيغة الماضي إلى ثبات القوانين الإلهية وسيرها المُحكم في الكون. فكما حدثت الظواهر الطبيعية والقوانين الكونية في الماضي، فستظل سارية المفعول في المستقبل.
يُجسّد ذلك سنة الله في خلقه،
تعليقات
إرسال تعليق