اعلان

‏ماهو الماء الذي لم ينزل من السماء ولم يخرج من الأرض

 ‏ماهو الماء الذي لم ينزل من السماء ولم يخرج من الأرض

الإجابة على اللغز "ما هو الماء الذي لم ينزل من السماء ولم يخرج من الأرض" هي:


الدموع.


فالدموع لا تنزل من السماء، ولا تخرج من الأرض، وإنّما تنبع من داخل الإنسان.


وهذا اللغز من الألغاز العربية القديمة الشائعة، وهو يعتمد على وصفٍ دقيقٍ لخصائص الماء، مع إضافة عنصرٍ من المفاجأة، وهو أنّ هذا الماء لا ينزل من السماء ولا يخرج من الأرض.


وقد ورد ذكر الدموع في القرآن الكريم في مواضعَ عديدةٍ، منها:


سورة الإسراء، الآية 109:

{وَإِنَّهُمْ لَيَكْمُنُونَ لَكُمْ مَّكْرًا وَيَعْتَزِمُونَ عَلَيْكُمْ عَزْمًا فَإِنْ لَمْ تَعْتَزِمْ فَإِنَّ اللَّهَ مُعْتَزِمٌ لَكَ وَإِنَّهُ خَيْرُ الْحَافِظِينَ وَخَيْرُ الْمُنْصِرِينَ}


ففي هذه الآية، يُشير الله تعالى إلى أنّ الكفار كانوا يبيتون المكيدة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه تعالى كان يحفظه وينصره.


وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:


"لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر."


**فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنّ الرجل ليعجب من نفسه، ويُعجب من حسن ثيابه، وحسن شعره.


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


"ليس ذاك بالكبر، ولكنّ الكبر هو أن تزدري الناس، وتُعجب بنفسك."


ثمّ قال:


"هل تعلمون أنّ من أشدّ الناس عذابًا يوم القيامة رجلًا كان يُرى في الناس متواضعًا، وكان يُحبّ أن يُمدحَ."


**فقالوا: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟


فقال:


"كان يُرى في الناس متواضعًا، وكان يُحبّ أن يُمدحَ، فيقول الله تعالى له: يا عبدي، ألم تُحبّ أن يُمدحك الناس في الدنيا؟ فها أنا ذا أمدحك اليوم."


ثمّ يُنادى به فيقول: يا عبادي، انظروا إلى عبدي هذا، كان يُحبّ أن يُمدح في الدنيا، فها أنا ذا أمدحه اليوم."


ثمّ يُقال له: خذ ما شئت من العذاب، فإنّما هو جزاءُ ما كنت تُحبه في الدنيا."


ففي هذا الحديث الشريف، يُحذّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الكبر، ويُبيّن أنّ من أشدّ الناس عذابًا يوم القيامة هو من كان يُحبّ أن يُمدح في الدنيا.


وبالتالي، فإنّ الدموع هي رمزٌ للتواضع والانكسار، وهي من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يُذعنون لله تعالى ويُقرّون بضعفهِم وحاجتهم إلى رحمته.


والله تعالى أعلم.

 

مقالات ذات صلة

تعليقات