اعلان

كيف بدأت الصناعة النفطية في العراق؟ 

 نشأة الصناعة النفطية في العراق: رحلة غنية بالتحديات والإنجازات

يُعدّ العراق من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي شهدت اكتشاف النفط واستخراجه، حيث تعود جذور هذه الصناعة إلى أوائل القرن العشرين.


اكتشاف النفط:


يعود اكتشاف النفط في العراق إلى عام 1902، عندما عثرت شركة ديتشين برلين الألمانية على كمياتٍ كبيرةٍ من النفط في منطقة بابا كركر شمالي العراق.

أدى هذا الاكتشاف إلى اندلاع صراعٍ على حقوق التنقيب عن النفط بين الدول الأوروبية، مما أدى إلى تأسيس شركة نفط العراق عام 1912 كشركةٍ بريطانيةٍ فرنسيةٍ مشتركة.

بداية الإنتاج:


بدأ الإنتاج التجاري للنفط في العراق عام 1932 من حقل بابا كركر.

تمّ ربط حقل كركر بأنابيبٍ تصل إلى ميناء البصرة على الخليج العربي، ممّا سمح بتصدير النفط العراقي إلى الأسواق العالمية.

العصر الذهبي:


شهدت الصناعة النفطية العراقية عصرها الذهبي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

ازداد الإنتاج بشكلٍ كبيرٍ خلال هذه الفترة، ووصل إلى ذروته عام 1979 بكميةٍ بلغت 171.6 مليون طن.

لعب النفط دورًا هامًا في تمويل التنمية الاقتصادية في العراق، وتحسين مستوى معيشة سكانه.

التحديات:


واجهت الصناعة النفطية العراقية العديد من التحديات على مرّ السنين، ونذكر منها:

الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988): أدت هذه الحرب إلى تدميرٍ كبيرٍ في البنية التحتية للصناعة النفطية، وانخفاضٍ حادٍ في الإنتاج.

حرب الخليج الثانية (1990-1991): فرضت الأمم المتحدة عقوباتٍ على العراق شملت حظر تصدير النفط، مما أدى إلى شللٍ تامٍ في الصناعة.

الغزو الأمريكي للعراق عام 2003: أدى الغزو إلى فوضىٍ وأعمال عنفٍ واسعة النطاق، مما أثر سلبًا على الصناعة النفطية.

النهوض من جديد:


على الرغم من التحديات، واصلت الصناعة النفطية العراقية مسيرتها نحو التعافي بعد عام 2003.

تمّ استثمار مليارات الدولارات في إعادة تأهيل البنية التحتية للصناعة، وتحديث التقنيات المستخدمة.

ارتفع الإنتاج بشكلٍ ملحوظٍ في السنوات الأخيرة، ليصل إلى 4.5 مليون برميلٍ يوميًا في عام 2023.

مستقبل واعد:


يُعدّ العراق من الدول الغنية باحتياطيات النفط المؤكدة، والتي تُقدر بنحو 145 مليار برميل.

تُعدّ الصناعة النفطية مصدرًا رئيسيًا للدخل في العراق، حيث تُساهم بنحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي.

تُبذل الجهود حاليًا لتنويع الاقتصاد العراقي وتقليل اعتماده على النفط، ولكن من المتوقع أن تظلّ الصناعة النفطية تلعب دورًا هامًا في اقتصاد البلاد لسنواتٍ قادمة.

خاتمة:


مرت الصناعة النفطية العراقية بمسيرةٍ طويلةٍ مليئة بالتحديات والإنجازات.


ولكن على الرغم من التحديات، تظلّ هذه الصناعة ركيزةً أساسيةً لاقتصاد العراق، وتُعدّ مفتاحًا لمستقبله المشرق.


 

مقالات ذات صلة

تعليقات