لماذا ينتعش و يتكاثر " الصحافيون" والمشعوذون مع كل حرب و أزمة كبرى؟
ازدياد عدد "الصحفيين" والمشعوذين في زمن الحروب والأزمات الكبرى: ظاهرة معقدة ذات أبعاد متعددة
إن ازدياد عدد "الصحفيين" والمشعوذين في زمن الحروب والأزمات الكبرى ظاهرة معقدة ذات أبعاد متعددة، لا يمكن حصرها في سبب واحد محدد.
من أهم هذه الأسباب:
1. الشعور بالخوف وعدم اليقين:
تُولد الحروب والأزمات الكبرى شعوراً عميقاً بالخوف وعدم اليقين لدى الأفراد، ممّا يدفعهم إلى البحث عن أي مصدر للأمل أو الإجابة على أسئلتهم المتعلقة بالمستقبل.
يلجأ البعض إلى "الصحفيين" لمعرفة أخبار المعارك و التطورات السياسية، بينما يلجأ آخرون إلى المشعوذين بحثاً عن السحر لحماية أنفسهم وعائلاتهم أو لجلب الحظ.
2. ضعف الثقة في المؤسسات الرسمية:
في كثير من الأحيان، تُفقد الحروب والأزمات الكبرى الثقة في المؤسسات الرسمية، مثل الحكومات والجيوش ووسائل الإعلام.
يؤدي ذلك إلى اتّجاه الناس إلى مصادر بديلة للمعلومات، ممّا قد يُفسح المجال أمام انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، ويُشجع على ازدياد عدد "الصحفيين" غير الموثوقين.
3. استغلال الفرصة لتحقيق الربح:
يُدرك بعض الأشخاص أنّ الحروب والأزمات الكبرى تُمثل فرصة لتحقيق الربح السريع، ممّا يدفعهم إلى التظاهر بأنّهم صحفيون أو مشعوذون لابتزاز الأموال من الناس المُستضعفين.
يُقدمون خدمات وهمية مثل التنبؤ بالمستقبل أو حلّ المشاكل الشخصية مقابل مبالغ مالية كبيرة.
4. البحث عن المعنى والهدف:
في خضمّ الفوضى والدمار، قد يلجأ بعض الناس إلى المعتقدات الخرافية أو السحرية كطريقة للبحث عن المعنى والهدف في حياتهم.
يُقدم المشعوذون تفسيرات بسيطة للأحداث المعقدة، ممّا قد يُوفر شعوراً بالراحة النفسية لبعض الأشخاص.
5. غياب الوعي العلمي والثقافي:
يُمكن أن يُساهم ضعف الوعي العلمي والثقافي في انتشار المعتقدات الخرافية والسحرية، ممّا يُشجع على ازدياد عدد المشعوذين.
يُفتقر بعض الناس إلى المعرفة الكافية لتمييز الحقيقة من الخيال، ممّا يجعلهم أكثر عرضة للتضليل من قبل المشعوذين.
من المهم التأكيد على أنّ هذه الظاهرة لا تُمثل جميع الصحفيين أو المشعوذين.
هناك العديد من الصحفيين الموثوقين الذين يعملون بجدّ لِتقديم معلومات صحيحة ودقيقة، كما أنّ هناك العديد من المعالجين النفسيين والمختصين في الصحة العقلية الذين يُقدمون الدعم والمساعدة للأشخاص المُتضررين من الحروب والأزمات.
ختاماً، إنّ ازدياد عدد "الصحفيين" والمشعوذين في زمن الحروب والأزمات الكبرى ظاهرة معقدة ذات أبعاد متعددة.
تتطلب هذه الظاهرة فهمًا عميقًا للعوامل النفسية والاجتماعية التي تُؤثّر على سلوك الأفراد في ظلّ الظروف الصعبة.
كما تتطلب تضافر الجهود من مختلف الجهات لتعزيز الوعي العلمي والثقافي ومكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة.
تعليقات
إرسال تعليق