ما هي الفروق بين الماركسية التقليدية والماركسية اللينينية؟

 الفروق بين الماركسية التقليدية والماركسية اللينينية

تُعتبر الماركسية اللينينية تطويراً لنظرية كارل ماركس، مع إضافات وتعديلات جوهرية أدخلها فلاديمير لينين.  لتوضيح الفروق بينهما، دعونا نستعرض أهم النقاط:

1. دور الحزب الثوري:

الماركسية التقليدية: تؤكد على دور الطبقة العاملة في الثورة، لكنها لا تحدد شكل التنظيم الثوري بشكل دقيق.

الماركسية اللينينية: تؤكد على أهمية الحزب الثوري المنضبط والمتخصص في قيادة الثورة، وتعتبر الحزب بمثابة الطليعة الثورية التي تستطيع أن تقود البروليتاريا لتحقيق أهدافها.

2. مسألة الثورة:

الماركسية التقليدية: ترى أن الثورة هي نتيجة حتمية للتناقضات الداخلية للنظام الرأسمالي، وأنها ستحدث عندما تصل هذه التناقضات إلى ذروتها.

الماركسية اللينينية: تؤكد على ضرورة دور الحزب الثوري في تسريع وتيرة الثورة، وأن الثورة ليست بالضرورة نتيجة تلقائية للأزمة الرأسمالية، بل تتطلب تخطيطًا وتنظيمًا دقيقًا.

3. الدولة:

الماركسية التقليدية: تتحدث عن ذبول الدولة مع تطور المجتمع الشيوعي، ولكنها لا تقدم رؤية واضحة حول شكل الدولة الانتقالية.

الماركسية اللينينية: تؤكد على ضرورة بناء دولة اشتراكية قوية بعد الثورة، وتعتبر أن هذه الدولة هي أداة أساسية لبناء الاشتراكية وتحقيق الانتقال إلى الشيوعية.

4. التكتيكات الثورية:

الماركسية التقليدية: تركز على الصراع الطبقي كمحرك للتغيير، ولكنها لا تحدد تكتيكات محددة للثورة.

الماركسية اللينينية: تضع خططًا تكتيكية محددة للثورة، مثل الجبهة الموحدة، وحرب العصابات، والعمل الجماهيري.

5. الديمقراطية:

الماركسية التقليدية: تؤكد على الديمقراطية، ولكنها تركز على الديمقراطية الاقتصادية والاجتماعية.

الماركسية اللينينية: تضع الديمقراطية الطبقية في صميم مشروعها، ولكنها في التطبيق قد شهدت تقييدًا للحريات الديمقراطية باسم الحفاظ على الثورة.

6. التطبيق العملي:

الماركسية التقليدية: هي نظرية فلسفية واقتصادية، ولم يتم تطبيقها بشكل عملي على نطاق واسع.

الماركسية اللينينية: تم تطبيقها بشكل عملي في العديد من الدول، وأدت إلى نشوء دول اشتراكية، مثل الاتحاد السوفيتي والصين.

ملخص:

يمكن القول إن الماركسية اللينينية هي تطوير للماركسية التقليدية، حيث قامت بتحديد دور أكثر نشاطًا للحزب الثوري، وأعطت أهمية أكبر للدولة في بناء الاشتراكية، ووضعت خططًا تكتيكية محددة للثورة. ومع ذلك، فإن هذه التعديلات أثارت جدلاً واسعًا بين الماركسيين، و أدت إلى ظهور تيارات ماركسية مختلفة.