اعلان

طاب اللِقاء وارتوى القلب، الحمدلله على تمام العمرة ،عبارات بعد الانتهاء من العمرة

**طاب اللقاء وارتوى القلب، الحمد لله على تمام العمرة**


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. 


لقد انتهت رحلتنا المباركة إلى أرض الحرمين الشريفين، حيث استطعنا أداء مناسك العمرة، وشعرنا بفيض من الإيمان والسكينة لا يمكن وصفه. كان لقاؤنا بهذه البقاع الطاهرة، والوقوف في المسجد الحرام، واستنشاق عبير الكعبة المشرفة، من أعظم النعم التي منحنا الله إياها. 


حينما طأطأت رأسي إلى الكعبة، وتدافعت الدموع إلى عيني، شعرت بأن كل هموم الدنيا قد تلاشت، وارتوى القلب بفيضان من الروحانية. إن لمست الكعبة، وتمايلت حولها أثناء الطواف، كان كل دورة حولها تجسيداً للتقرب إلى الله، وتذوقاً لحلاوة الإيمان. كل خطوة في صحن الحرم كانت بمثابة عبور نحو التجدد الروحي والتطهر.


في تلك اللحظات التي شهدت استجابة الدعاء، وشعرت بالقرب من الله، أدركت كم أن العمرة هي فرصة لتطهير النفس وإعادة تقييم الذات. كانت كل كلمة "لبيك اللهم لبيك" تخرج من أعماق القلب، وتحمل معها كل أمانينا وتطلعاتنا. وقد كنت أدعو الله بحرارة أن يتقبل منا ويغفر لنا، وأن يجعل هذه العمرة خالصة لوجهه الكريم.


وفي كل مرة رفعت فيها يدي بالدعاء، كانت اللحظات تمضي كأنها خيوط نور تضيء دروب الحياة. كانت الطمأنينة التي شعرت بها عندما ذرفت الدموع على الحجر الأسود، والشعور بالسلام الداخلي بعد السعي بين الصفا والمروة، كلها تجارب لا تقدر بثمن. إن هذا الشعور بالسلام والرضا يظل محفوراً في القلب، ويذكرنا دائماً بأن الرحمة الإلهية شاملة.


إن العودة من العمرة تجعلنا نقف على عتبة جديدة في حياتنا، عتبة تمتلئ بالعزيمة والإرادة لتطبيق ما تعلمناه والتزامنا بما عاهدنا الله عليه. ففي كل تجربة روحانية كعمرتنا هذه، نجد أنفسنا أكثر إصراراً على الإحسان، والقيام بالعبادات، ومساعدة الآخرين.


شكرنا لله عز وجل على أن مكننا من أداء هذه الفريضة، ونسأله تعالى أن يتقبل منا، وأن يجعل لنا فيها خيراً كثيراً، وأن يرزقنا قبولها عنده. نتوجه إليه بالدعاء أن يرزقنا حج بيته الحرام، ويعيدنا إلى هذه الأماكن الطاهرة مرات عديدة في حياتنا.


لا شك أن هذه الرحلة قد عمقت في قلوبنا الإيمان وأثرت في روحنا، وجعلتنا نرى الحياة من منظور مختلف، مليء بالأمل والتفاؤل. فكلما تذكرنا تلك اللحظات، نشعر بالامتنان لله الذي أتاح لنا هذه الفرصة. 


وفي النهاية، نعبر عن عميق شكرنا لكل من ساعدنا ودعمنا خلال هذه الرحلة المباركة. فإن لحظات العمر في الحرمين الشريفين لن تُنسى، وستبقى محفورة في ذاكرتنا كأجمل الذكريات. نسأل الله أن يتقبل منا، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يرزقنا دوام الصحة والعافية في الدنيا والآخرة.

 

مقالات ذات صلة

تعليقات