التعريف الذي ذكرته لـ "التبرك" هو غير دقيق ويحمل معانٍ قد تكون خاطئة في سياق الشريعة الإسلامية.
التبرك في الإسلام يعني طلب البركة (الزيادة والخير والنماء والخير الإلهي) من الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال الأسباب والوسائل التي شرعها وأذن بها.
المشكلة في التعريف الذي ذكرته هي:
"طلب المعونة ورجاؤها واعتقادها": هذا التعريف أقرب إلى معنى الاستعانة والتوكل، وهما يجب أن يكونا خالصين لله وحده. التبرك ليس طلباً مباشراً لأي معونة كانت من أي مصدر، بل هو طلب البركة تحديداً، وبطرق معينة.
إذا كان اعتقاد أن "المتبرك به" (الشيء أو الشخص الذي يتبرك به) هو الذي يمنح المعونة والرجاء بنفسه ودون إذن الله وقدرته: فهذا يدخل في الشرك بالله تعالى، لأنه إسناد قدرة أو منفعة لا يقدر عليها إلا الله لغير الله.
التمييز بين التبرك المشروع وغير المشروع:
التبرك المشروع: هو طلب البركة من الله بأمور ثبت في الشرع أنها مباركة، مثل:
التبرك بالقرآن الكريم بتلاوته والعمل به.
التبرك بماء زمزم.
التبرك ببعض الأماكن أو الأزمان الفاضلة (مثل الصلاة في المسجد الحرام، قيام ليلة القدر).
التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته لمن رآها ومسكها في حياته (وهذا خاص به وبآثاره الحسية التي وجدت في عصره، وليس لكل أحد وفي كل زمان ومكان).
التبرك بالعمل الصالح والطاعة.
في هذه الحالات، يتم التبرك بالعمل المشروع نفسه أو بالشيء المبارك بإذن الله، مع الاعتقاد الجازم بأن البركة تأتي من الله وحده.
التبرك غير المشروع: هو طلب البركة من أمور لم يثبت في الشرع أنها مباركة، أو الاعتقاد بأن الشيء أو الشخص يمنح البركة بنفسه دون أن تكون من الله. وهذا قد يكون بدعة أو شركاً، مثل:
التبرك بالقبور والأضرحة.
التبرك بالأشجار والأحجار.
التبرك بملابس أو شعر أو بقايا أشخاص غير النبي صلى الله عليه وسلم.
الاعتقاد بأن مجرد مس شيء أو تقبيله يجلب البركة بذاته دون أن يكون لذلك أصل شرعي صحيح.
خلاصة: تعريف التبرك بأنه "طلب المعونة ورجاؤها واعتقادها" هو تعريف عام وغير دقيق في سياق العقيدة الإسلامية. التبرك هو طلب البركة من الله بالطرق المشروعة، والاعتقاد يجب أن يكون بأن البركة تأتي من الله وحده، وأن ما يُتبرك به هو مجرد سبب أو وسيلة مباركة بإذنه سبحانه.
تعليقات
إرسال تعليق