اعلان

مقتطفات من كتاب عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة للكاتب بابلو نيرودا

مقتطفات من كتاب عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة للكاتب بابلو نيرودا

كنتُ وحيداً مثل نفق. تجنّبَتْني العصافير،

واخترقَني الليل باجتياحه الطاغي.

وكَيْ أنجو بنفسي صغت منك سلاحاً،

سهماً لقوسي، حجراً لمقلاعي.

---------

أَريني طريقيَ في قوس أمَلِك

لأُطلق في هذيانٍ سِربَ سهامي.

أرى حوليَ خصركِ الضبابي،

وصمتُكِ يحاصر أوقاتيَ المتعَبة،

وعندكِ، بين ذراعيكِ

ترتاح قبلاتيَ ويعشش اشتياقيَ النّدي.

---------

وأرى كلماتيَ بعيدةً.

وأبعدُ منها كلماتُك.

تتسلّق كاللبلاب فوق آلاميَ القديمة.

تتسلّق فوق الجدران الرطبة.

وأنتِ الملوم في هذه اللعبة الدامية.

---------

أيتها المرساةُ الأخيرة، يَصِرُّ في أعماقك اشتياقيَ الأخير،

أنت الوردة الأخيرة في أرضيَ القاحلة.

--------

وما تزالين تحومين داخل روحي.

وتستمرّين مع الأيام، رقيقةً وصامتة.

--------

كنتُ أتذكّرك وروحي تضيق

بهذا الحزن الذي تعرفين.

أين كنتِ آنئذٍ؟

بين أيّ أناس؟

أيّة كلمات كنتِ تقولين؟

لماذا يداهمُني كل هذا الحب

عندما أشعر بالحزن، وأَشعرُ بكِ بعيدة؟

----------

فيكِ أملُ كلِّ يوم.

تأتين مثل الندى فوق تويجاتِ الزهر.

تُغرِقين الأفق عند غيابِك.

هاربةً دَوْماً كالموجة.

--------

هو مرفأٌ فيه عشتُ وفيه أحببتك.

الوحدة يخترقها الحلم والصمت.

وأنا محاصَرٌ بين البحر والحزن.

صامتٌ، هاذٍ، بين ربّانَيْ زورقَين ساكنَيْن.

---------

أحبُّ أن أصوغ معكِ

ما يصوغه الربيع مع شجرات الكرز.

-------

تعجبينني حين تصمتين وأنت كالبعيدة.

وأنتِ كأنك تئنّين، فراشة ترفّ.

وتَسمعينني من بعيد، وصوتي لا يصل إليكِ.

دعيني أصمت مع صمتك

------

في سمائي عند الشفق أنتِ مثل غيمة

ولونُك وشكلُك هما مثلما أحبُّهما.

أنت لي، أنت لي، أيتها المرأة ذات الشفتين العذبتين

وفي حياتك تعيش أحلاميَ التي لا تنتهي.

-------

هنا أحبُّكِ وعبثاً يحجبك الأُفق.

ما زلت أحبك بين هذه الأشياء الباردة.

تذهب قبلاتي في المراكب الثقيلة،

التي تعبر البحر إلى حيث لا تصل.

--------

نحن، اللذَيْن كنّا آنذاك، لم نعد كما كُنّا.

لم أعُدْ أُحبها، صحيحٌ، لكنْ كمْ أحببتها.

كان صوتي يبحث عن الريح كي يلامس سمعَها.

ستكون لآخَر. لآخَر. مثلما كانت من قبْل لقبلاتي.

صوتها، جسدها المضيء. عيناها اللا نهائيتان.

لم أعُد أُحبها، صحيح، لكنْ ربّما أحبها.

كم هو قصيرٌ الحب، وكم هو طويلٌ النسيان.

---------

لأنّي في ليالٍ مثل هذه أخذتها بين ذراعيّ،

روحي ليست راضيةً بأنّي أضعتُها.

مقالات ذات صلة

تعليقات