اعلان

خطبة محفلية عن بر الوالدين قصيرة جدا

خطبة محفلية عن بر الوالدين قصيرة جدا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.


أما بعد: أيها المؤمنون: فإن من أكبر الحقوق على المسلم وأوجبها حقَ الوالدين، ولهذا قرنه سبحانه بحقه كما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]، بل أوصى جل جلاله بالإحسان إليهما وصحبتهما بالمعروف ولو كانا كافرين، ولكن لا يطيعهما في معصية الله والإشراك به كما قال سبحانه وتعالى ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 14، 15].


وكان من صفات أنبياء عليهم السلام الله التي مدحهم الله بها برُ الوالدين كما قال عن يحيى - عليه السلام - ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14]. وقال سبحانه وتعالى عن عيسى - عليه السلام -: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32].

كما وردت الأحاديث الكثيرة في فضل بر الوالدين وتحريم عقوقهما ومخالفة أمرهما حتى إن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل بر الوالدين مقدمًا على الجهاد في سبيل الله، كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله؟! قال: "الصلاة على وقتها"، فقلت: ثم أي؟! قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أي؟! قال: "الجهاد في سبيل الله".

و جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: "أَحيٌ والدك؟"، قال: نعم قال: "ففيهما فجاهد" متفق عليه.

أيها الشاب المسلم الحبيب: اعلم أن برك بوالديك وطاعتك لهما عنوان رجولتك ودليل مرؤتك وأمارة نُبلك وسبب سعادتك في الدارين.

أخي الحبيب إن والديك هما سبب وجودك، وأرحم الناس بك، أقرب الناس إليك، يشقيان في هذه الحياة لتسعد، ويتعبان لتستريح، ويجوعان لتشبع، يعطيانك من غير منٍّ ولا أذى.

ولعلَّ اجتهادك في برهما بعد موتهما يمحو تقصيرك في حقهما حال حياتهما، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا، وَإِنَّهُ لَهُمَا لَعَاقٌّ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو لَهُمَا، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يَكْتُبَهُ اللهُ بَارًّا " أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.

فعلى العبد أن يشرك والديه في دعائه، ولا يغفل عن الصدقة عنهما بعد موتهما، وصلة أرحامهما وأحبابهما، لعلَّ الله أن يتجاوز عن تقصيره في حقِّهما في حياتهما.

مقالات ذات صلة

تعليقات